صفحة الكاتب : صالح المحنه

مَنْ أعاد الحياة للبعثيين ؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد أن تحطّمَ صنمهم الكبير ودُكت معاقلهم عام 2003 توارى البعثيون عن الإنظار خوفاً من القادم الجديد خصوصا بعثيو الصف الأول والثاني ...خوفاً مِن رجال  المعارضة (الإسلامية)المتدينة! فهؤلاء الزاهدون في دنياهم لاتأخذهم في الله لومة لائم، ولقد عانى بعضهم من الظلم وفقد الكثير من الأهل والأحبّة وعاش عذابات السجون البعثية ، ومشاهد المقابر الجماعية قد مَلأت قلوبهم غيضاً وحزنا ، سيكون همّهم الأول والأخير هو العدل والمساواة بين أبناء الشعب العراقي ، وسيعملون بما يُرضي الله ورسوله وأهل بيته ، فعقيدتهم حسينية علوية ، لايُظلم عندهم أحد حتى الحيوانات ستتمتع بحقوقها كاملة ، وسيملأون العراق قسطا وعدلا... وعدد من الفضائل ماشئت ....هكذا كان يعتقد البعثيون بالحكّام الجُدد للعراق وهكذا خُيل لهم حكم الإسلاميين! ولقد فرَّ الكثير منهم خارج العراق خوفا من الملاحقة القانونية...وتحاشياً لنظرات الشعب العراقي إليهم الذي عانى من حكمهم وظلمهم ، ولكن ماذا حدث ؟بعد وصول ألأخوة الإسلاميين للحكم  نزعوا عنهم جلباب الفقر والفاقة ونبذوا القيم والمباديء وماتشدقوا به من شعارات ومثل دينية خلف ظهورهم،وسارعوا الى مغنمةٍ من المناصب والثروات ، وتجدّدت بينهم العداوة والخلافات والنزاعات على تقاسم الحصص ، بدّدوا ثروات العراق على عقود وهمية وسرقات وإختلاسات وتعيين الأقارب وما لم يؤخذ بالنصب والإحتيال يؤخذ بالقوة ، ومن الدورة الأولى بانت عوراتهم وعيوبهم وبدأ الشارع العراقي يتململ من وجودهم في السلطة، البعثيون تنفّسوا الصعداء وتبين لهم أن الأخوة الأسلاميين طلّاب مناصب وأموال وليس كما كانوا  يدّعون الزهد والتدين،لذلك حرّكوا أذنابهم وبدأوا يعلنون عن نواياهم ويعقدون المؤتمرات ويتنقلون بين الدول بحرية ، ولو كانت في العراق حكومة ورجال دولة لما تحرّك هؤلاء من جديد وأعلنوا عن مشروعهم التآمري ، وأكثرهم من المطلوبين قانونيا ومن المتهمين بسرقة أموال الشعب العراقي ...والحكومة العراقية عاجزة عن ملاحقتهم ، بسبب الصراعات الداخلية على منصب وزير هنا ومدير عام هناك وهم في غفلة عما يخطط لهم البعثيون من مؤمرات ، فلاشيء يشغلهم إلا ماينفعهم وينفع أحزابهم وهذا الذي أعاد الحياة للبعثيين... فساد الأحزاب المتنافسة على السلطة هو الذي نفخ الروح في جسد العملاء والمجرمين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/09



كتابة تعليق لموضوع : مَنْ أعاد الحياة للبعثيين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net