صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

اضاءات في طريق خان النص
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

*** رغم الاختراقات الامنية التي حصلت هنا وهناك ومع ترحمنا لشهداء العراق الابرار الذين قضوا في هذه الايام خاصة ضحايا مجزرة البصرة اليوم ، فلا بد من كلمة ثناء بحق كل رجل أمن غيور بقي عينا ساهرة ولم يفرط بواجبه طرفة عين للمحافظة على سلامة الزائرين . اربعينية هذا العام ضرب فيها عراقيان هما نزهان الجبوري وعلي المقدمي مثالا رائعا في البطولة والغيرة . تغمدهما الله ومن رافقهما في فسيح جنانه والهم ذويهم جميل الصبر والسلوان . وقد بلغني ان اسماء شوارع ومباني اطلقت في مدن محافظة الناصرية على اسم الشهيد نزهان وهذا اقل ما يمكن استذكاره به ، غير ان الاهم من كل ذلك ان يصبح لنا البطل نزهان انموذجا حيا للقفز فوق الفئويات والتقسيمات الطائفية الضيقة . ادعو الحكومة والبرلمان العراقيين عبر هذا المنبر الالكتروني ان يَفِيا امثال هؤلاء الابطال حقوقهم فقد خلفوا وراءهم عائلات واطفالا عيونهم مشدودة بالسماء وبكم ، وقد فوجئت اليوم بقراءة خبر - اتمنى ان يكون كاذبا - عن عائلة الشهيد البطل عثمان الاعظمي بانها محرومة من مخصصاتها الشهرية منذ منتصف السنة الماضية .


*** من المؤسف حقا ان ترى السلطات في العراق غائبة تماما عن مناسبة الاربعين التي يحتشد فيها بمدينة متواضعة الامكانيات ككربلاء من البشر المؤمن اكثر ممن يجتمعون في مكة المشرفة زادها الله شرفا في موسم الحج . ويبدو ان الازمة الخانقة التي تمر بها الكتل السياسية العراقية بسبب قضية طارق الهاشمي الجنائية ابعدت المسؤولين تماما عن هذه المناسبة الدينية الكبرى . اتمنى على السادة المسؤولين الا يفهموا من هذه الدعوة انها تشجيع لهم على مشاركة المحتفلين في مسيراتهم الراجلة . ابدا لا اقصد ذلك وأيم الحق ، ولا اراه من حقي ان ادعوهم الى ذلك . فاني اشعر بحالة من الغثيان عندما ارى احد المسؤولين او رجال الدين يشارك بكامل اناقته "المشايةَ المترِبين " في مسيراتهم وقد احتشدت امامه وخلفه وعلى اَيمانه وشمائله افراد حمايته المتوثبة ومجموعة حديثة من كاميرات الديجيتال تنقل مباشرة لجمهوره الكريم مساهمته التاريخية او فلنسمها مساهمته الانتخابية . وهذه الكاميرات تخرج في حالة استنفار قصوى اذا تواضع المسؤول وامسك بالقوري بيده الكريمة وراح يوزع الشاي المهيل والابتسامة المفتعلة على الزائرين . وبعدها يتضح ان مجموع ما ساهم به مسؤولنا الفاضل في هذه المناسبة بقضه وقضيضه هو الفترة التي عرضت على الجمهور في نشرة الاخبار فقط. اما العجائز القادمات من البصرة والناصرية من اللائي  تهرأت "نعلانهم" الفقيرة بسبب المشي لايام وليال فلهم الله وشيء يسير من الاهتمام كل اربع سنوات يسبق الانتخابات البرلمانية ، وكان الله غفورا رحيما.


  *** في كل خطوة تجرها عاشقة او عاشق نحو مرقد سبط الرسول الامام الحسين بن علي عليهم السلام ، لا انسى ان اترحم للسيد جورج بوش واجداد اجداده الى سيدنا ادم عليه السلام ، فلولا همّته العالية في عام الفين وثلاثة وهمة جنود أشداء قذفوا الرعب في قلوب ابطال البعث الصامدين جدا فانزعوهم فانيلاتهم ، لكان ازلام علي حسن المجيد وحمزة الزبيدي وعزة ابو الثلج يتربصون لهؤلاء الزائرين الابرياء عند كل منعطف للبطش بهم شر بطشة . اللهم بحق هذا اليوم العظيم عندك اسالك ان تسلط على راس كل ظالم سيفا يقتص به لمن لا حيلة لهم الا انتظار الفرج على يد الغرباء الابعدين بعد ان ضاقت بهم الحيل وتقطعت السبل . امّا لمحترفي اللعن والسباب المقذع فاود ان اوفر عليهم عناء شتمي بابلغ الالفاظ فقد بلغني من هذا اللعن بسبب كتابة مقالات سابقة ترحمت فيها على بوش ما وصلت شظاياه المسننة الى جدنا المشترك آدم عليه السلام . ورحم الله ابا فرات اذ يقول : كم هزّ دوحَك مِنْ قزْم يطاولُهُ … فلم يَنلْهُ ، ولمْ تقصُرْ ولَمْ يَطُلِ . فاكراما لجدكم - وليس لي - لا تسبوني اكثر . واحرى بكم ثم احرى ان تلعنوا في هذا اليوم الحزين قتلة الامام الحسين وابيه وصحبه وبنيه فهو اقرب للتقوى لان الله والملائكة لعنوهم قبلكم .


*** ايضا دعوة للمسؤولين في هذه المناسبة المباركة ان يُبحثَ موضوع تنظيم هذه الزيارات المليونية ووضعها في اطار حضاري يتناسب مع امكانيات البلد الهائلة بعيدا عن المزايدات التي تسبق الانتخابات التشريعية المقبلة . والمقترح يشمل تحسين اوضاع طرق المشاية المؤدية الى كربلاء وداخل المدينة نفسها . اعيش منذ عقد ونصف في بلد يُعد قطع الطرق الخارجية فيه متعة ما بعدها متعة من كل النواحي . سواء من حيث التشجير او دور الاستراحة المنتشرة على جانبي الطريق او مراكز الاستعلامات التي تقدم خدماتها مجانيا للزائرين بما فيها المرافق العامة والخرائط والمسافات المقطوعة والمسافات المتبقية والصور التوضيحية وقبل كل هذا حسن التعامل والبشاشة غير المتصنعة . كل هذا مجموع في ابنية ليست بالضخمة لكنها غاية في الاناقة والنظافة . لا ادري ما الذي ينقصنا لانجاز هذا الامر البسيط خاصة وان مناسباتنا الدينية تاخذ منا اكثر من ثلث ايام السنة وحصة كربلاء منها هي حصة الاسد الهصور.

*** ختاما اسأل كل من فكر او يفكر في تطبيق قانون الاجتثاث على المسيرات الراجلة للامام الحسين بتطبيق منهج الاحزمة الاسلامية الناسفة المفضية الى جنة عرضها السماوات والارض اعدت للانتحاريين ، ما الذي يضيرك او يغيضك شخصيا في هذا الامر ؟ وهل من بين هؤلاء من وجه فوهة مسدسه على راسك ليجبرك على مشاركته في هذه الشعيرة ؟ هذا طبعا اذا افترضنا ان من بين هؤلاء العشاق من يحمل بين امتعته البسيطة مسدسا. اخي الجهادي الكريم لك معتقدك الذي لا ينازعك عليه احد كما ان لهم معتقدهم ، فدعهم يعبروا بسلام ويعبّرون عن عشقهم الروحاني الخالص كما يحلو لهم ، طالما ان ذلك لا يشكل تهديدا لمعتقدك او حياتك الخاصة. الهجمات الوهابية الشنيعة على كربلاء الحسين ونجف علي بن ابي طالب مضى على انطلاقها اكثر من قرنين ونصف واستمرت لعقود ، راح خلالها من الابرياء ما الله فقط يعلم بعددهم ، فما الذي تحقق ؟ الم تر الى الاعداد كيف تتضخم عاما بعد عام ؟ وبموازاة هجماتكم الهمجية فعل صدام التكريتي وزبانيته ما لا يتصوره عقل ، فماذا كانت النتيجة يا سادة يا كرام ؟ انا اقول لكم . النتيجة ان مَن شعر بانه عاجز عن قطع الطريق مشيا على الاقدام الى مرقد الامام الحسين نصب سرادقا للاستراحة "على گد الحال" ليتشرف بتدليك اقدام السائرين . ومن اقعده تقادم العمر او المرض عن السير لمعشوقه عبّأ كل افراد عائلته لاعداد "التمن والقيمة" للمشاية لا يريد جزاء ولا شكورا. فهل ستخطط لنسف هذين العاشقين بحزامك الملغوم حقدا وضغينة ؟ وماذا ستجيب الرسول اذا اجتمعت به على وجبة عشاء موعودة، لو سألك عن السبب ؟ هل ستقول له انك سمعتهما وهما يسبان شيخ الاسلام ابن تيمية فقضيت بقتلهما ؟ آم ان مَنْ ابتعثك لاداء هذه المهمة البطولية زودك بالجواب الجامع المانع

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/15



كتابة تعليق لموضوع : اضاءات في طريق خان النص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net