هناك في كربلاء بعد حرق الخيام، وصعود النيران، واستشهاد الابطال وذبح روح رسول الله صلى الله عليه وآله، وقتل مولانا المفدّى وقطع كفوف الكفيل وتقطيع جسم عريس كربلاء ونحر رقبة الطفل الرضيع وانقطاع صوت اشبه الناس برسول الله، هربت وركضت الأطفال نحو الصحراء، احتارت النساء والعلويات، بقي مولانا السجاد عليه السلام ينادي عمّه زينب اجمعي الأطفال خوفاً من الخيل ألا تدوسهم. كانت السماء تبكي والأرض تنوح والحجر يصرخ ياحسين (ع)، لابُدَّ من بطلٍ يحمي كربلاء ويخلدها، يجب أن يأتي من يتحمل كل هذه المصائب ويقود القافلة من استشهاد الولاة، هنا ظهرت وتجلّت صورة البطلة المفدّاة زينب (ع)، ظهر الدرع الحامي لأطفال مولانا. كأنها تقول انا احمل الراية من بعد استشهاد أبطال كربلاء، ها هي سفينة بحر هموم كربلاء وبطلة كربلاء وشمس السماء ورمز الوفاء قد بدأت برحلتها الصعبة، وهي تنفيذ وصية أخيها الحسين (ع) بحماية الاولاد وقيادة النساء وقافلة النور. كانت كربلاء صعبة يكب ماتحمله الكلمة من معنى، حتى الأقلام لاتستطيع ان توصِفَ ١٪ منها، حتى العقول لا تستطيع تحمل وادراك ماجرى على أهل بيت النبوة وخزائن علم الله، لكن القائدة الامينة وفخر حيدر (ع) وروح كربلاء، صاحبة الغيرة والشرف والهيبة تحملت كل هذا في سبيل الدين وارضاء الله عز وجل، حتى قالت {اللهم تقبل منا هذا القربان}. يا مولاتي ياروح الكرار وذات الوقار والاقتدار يا سر هيبة ذو الفقار، من أين صبرك على تحمل كربلاء ومصائبها واحدةً تُلْوَ الأخرى؟ حتى الجبال تزعزت وانهارت، والصخر والحجارة تفتت، والسماء احمُرَّت. بعد تضحيتك بولديك الشهيدين، وفقدان اخويك عليهما السلام، كانت زينب عليها السلام على قدر المسؤولية التي كلفها بها سيد الشهداء عليها السلام، هكذا استمرت زينب (ع) بالمحافظة على شرف وقدسية كربلاء، وقيادة الدين والاسلام والمحافظة عليهما. كيف يصفك قلمٌ؟ وانتِ احتار في وصفكِ التأريخ! الأسطر خجلت لأنها تحمل اسمك، والجبال نزلت تحت قدميك خجلة من صبرك وحملك لهذه المصائب، زينب عليها السلام هي روح كربلاء وخلود عاشوراء، وأن كان العباس عليه السلام قمر كربلاء فهي الشمس هناك، سلامٌ عليكِ يا مولاتي يا سيدة الوفاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat