بغض النظر عن مولانا الحسين (عليه السلام)، في كل العالم الجميع يعلم أن الطفل يُعتنى به، ويُحترم، ولهُ تعامل خاص؛ لأنه لا يعلم ماهي أمور الدنيا بعد، حيث أنه خرج من عالم الأصلاب منذ زمنٍ قريب، لم يتعلم النطق ولا يعلم معنى الكلام، فترى في دول العالم أنه للطفل الذي لم يتجاوز العاشرة احتراماً كبيراً ومعاملة خاصة حيث يقدمونه على المسن.
في سنة ٦١ للهجرة في ارضٍ يقال لها كربلاء، حدثت جريمة بحق الطفولة، كيف يبقى طفل بعمر الستة أشهر يقال له عبد الله الرضيع ابن الامام الحسين (عليه السلام) بدون ماء؟ هل يحتمل عطش ثلاثةأيام الرجال الكبار وليس الطفل..؟!
إن كان كبيرنا لا يحتمل العطش، كيف بذاك الصغير وكيف احتمل فؤاده الطاهر ذلك العطش والجوع، حرموا أمه من الماء حتى جفَّ لبن صدرها، بقي الطفل على هذه الحال حتى اشتدَّ عليه الأمر، طلب إمامنا (عليه السلام) من القوم أن يسقوا الطفل الماء، وان كانوا يخافون أن يشرب هو، قال:خذوهفاسقوه وردّوه إلينا.
هنا انقسم قوم يزيد (عليه اللعنة والعذاب)، بعضهم قال: اسقوه فهو طفل لا ذنب له، والبعض قال: لاتسقوا اهل هذا البيت الماء، حتى تنازعوا بأمر هذا الطفل، في نهاية المطاف أمر قائد الجيش عمر بن سعدحرملةأن يقطع نزاع القوم، بقتل الطفل الرضيع بسهم، فقتل الطفل الرضيع على صدر أبيه، ومن شدّة حرارة السهم قطع القماط (روحي له الفداء).
كان دمه الطاهر يسيل فرماه الامام إلى السماء ولم ترجع منه قطرة واحدة، بكت السماء والملائكة على هذا المنظر الرهيب، حتى الأعداء بكوا على هكذا مصاب، أيقتل ابن الستة أشهر بعد حرمانه من الماء؟
في بعض الروايات التي تناقلت، حتى بعد دفن الامام للطفل، بعد انتهاء المعركة وقطع الرؤوس الشريفة قد تم حفر القبر، وأخرجوا الطفل وقطعوا رأسه..! أسأل: هل بسيف قطع رأس هذا الطفل أم بماذا؟ هل يكفي رأس هذا الطفل الصغير للسيف؟
هل رفع على رمح رأسه أم على قلم؟ حتى رأس الرمح اكبر من أن يحمل هذا الرأس الصغير؟
هل يمكن لهؤلاء أن يكونوا بشراً لديهم ذرة من الإنسانية او الرحمة..؟
هكذا استشهد أصغر شهداء كربلاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat