السكوت مقتضيات مرحلة وسياسة ادارة .
الشيخ عطشان الماجدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عطشان الماجدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لايخفى على اي متابع لأحداث العراق ولاسيما بعد عام (2003 ) حقيقة واضحة لايشوبها غبار وهي : مهما تضاعفت المصاعب وتراكمت اعداد المصائب وجاءت البلايا فرادى وزرافات و تأتي الفتن مظلمة يتبع بعضها بعضا , وتسابقت المحن التي لا تعد ولاتحصى كي تكون مع اخواتها متسابقة متنافسة على شخص الامام السيستاني ( مد ظله) ، لتأتيه مرة خاصة واخرى عامة , ومن خلال موقعه الشرعي والانساني يشعر بما يتعرض له ابناء الشعب العراقي الجريح ، فهو همه الأكبر .
وأمام كل تلك الهجمات والاعتداءات والابواق المأجورة والاعلام المضلل بقيادييه ذوي الالسن السليطة ، والتي لاترحم قريبا ولا بعيدا . كل همها السلطة والمال والشهرة ، محاولة ازاحة العظماء من الواجهة لتخلو لها الاجواء مع الاقزام ، شعار غايتها الإصلاح كي يكون مبررا لأخبث وسيلة للفساد . متناسية قدرة الله تعالى .
امام كل ذلك ، كان ولازال سماحة السيد مدظله يقف كالطود الشامخ وهو يقابل الازمات بصبر وحنكة وحكمة وقوة تحمل فاقت تصورات عقولهم المشحونة بالحقد والكراهية والانانية والتكبر والانفة والاستعجال وعدم قبول الاخر و....
فحكم اغلب المتابعين بردة فعل مؤقتة ، تصوروا أنه اسلوب ومنهاج عمل جاء حتمية ظرف معين اوجب على سيدنا المفدى السكوت . وسينتهي حال زوال المقتضي ، حالما تنجلي غبرة تلك العاصفة او هذه الحادثة .
نرد عليهم بهدوء اكتسبناه منه حفظه الله تعالى ونقول : الآ ترون للايام تمر ومصاعبها تتوالى ومشاكلها متنوعة متبدلة متغيرة متكثرة و متوالدة . واسلوب سماحة السيد واحدا ، وتعاطيه مع الاحداث لايتغير ولا يتبدل .
اذن ماهو ردة فعل ووليد ساعة و يتوقف معطوبا . بل منهاج حياة واسلوب ذكي يستند لقواعد رصينة في ادارة اعمال البشرية ، ذات قوانين دقيقة ومعينة ، وليست نظريات قابلة للنقاش تتبدل باخرى الى ان يتم اكتشاف قانونا ما يبسط السيطرة عليها . ومن ذلك كله يمكننا القول بملىء الفم وبثقة عالية بأن
مقتضيات مرحلة مرجعية الامام السيستاني دام ظله الوارف تستلزم هذا المقدار العالي والكم الهائل من الصمت والسكوت والترفع عن الرد الذي اصبح ابلغ بكثير , بل لايقارن بكلام وزوبعة الاخرين .
اجد نفسي وغيرها بحاجة ماسة للوقوف مليا ومراجعة مامر من احداث وتقلبات عجيبة وغريبة في اوضاع العراق العزيز وعلى كافة الصعد . وتعامل المرجعية العليا حرسها الله تعالى بعينه التي لاتنام معها وفي كل مرة تخرج العراق والعراقيين من ازمات كادت بعضا منها أن تطيح بماضيه وحاضره ومستقبله .
واثبتت لنا الايام والتجارب ان كظم الغيظ والتحمل بصبر شديد ، والترفع عن مصاف أهل القيل والقال ، وعلة عدم الاصغاء لأصحاب الخسة والبذاءة ، وعدم الاسترسال والاستعجال ، والاستعداد الدائم لمواجهة التهم والأكاذيب والتحديات ، وترك الرد الا للضرورة القصوى ، اسلوب اهل البيت عليهم السلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat