أمطار قليلة تُغْرِقْ العاصمة
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي
![](images/warning.png)
تسببت ألأمطار القليلة التي هطلت يوم أمس الاربعاء 1/2/2012 ، على عدة مدن عراقية ومنها العاصمة بغداد في غرق وفيضانات انتشرت في أرجاء مختلفة من العاصمة ، ألأمطار لم تكن بتلك الغزارة التي من الممكن ان تغرق العاصمة ، وبأستثناء الفترة من الساعة الخامسة والربع مساءا وحتى الساعة الخامسة و 45 دقيقة والتي هطلت فيها الامطار بشكل غزير نسبيا فأن معظم الوقت الذي هطلت فيه الامطار كانت قليلة .
يوم أمس تعمدت أن أتجول في عدد من مناطق بغداد خلال هطول ألأمطار ، وقد كنت أتجول وسط بحيرات مائية نتيجة عدم استيعاب المجاري لمياه ألامطار ، في المنصور وقرب معرض بغداد الدولي وخلال فترة قصيرة تساوى الرصيف مع الشارع ولم يكن بأستطاعة المرء ان يمييز بينهما ، في اليرموك صارت الاربع شوارع ومعها الارصفة شارعا واحدا أو رصيفا واحدا ، في الوزيرية حدث ولا حرج ، قرب المجمع العلمي العراقي كانت فيضانات كأنها حدثت نتيجة سقوط أمطار غزيرة جدا ومستمرة ، في الصرافية والباب المعظم لم تكن هناك وسيلة نقل افضل من القوارب لكن لن تكن متوفرة في حينه ، في العلاوي الحال لايختلف عن عدد من مناطق الرصافة التي غرقت ودخلت مياه الامطار الى المنازل ، لن اتمكن من الذهاب الى مناطق اخرى بسبب ارتفاع المياه في الشوارع والازدحام الشديد الذي حصل نتيجة لذلك مما أدى الى ارباك مروري كبير .
هنا أتساءل ، أين أمانة بغداد من كل هذا ؟ أين مديرية المجاري مما حصل أمس ؟ أين أمين بغداد من هذا الخراب الذي تعاني منه بغداد ؟ قبل فترة قصيرة وأثناء استجوابه من قبل مجلس النواب كان أمين بغداد يدافع عن أنجازات أمانة بغداد في عهده ويدافع عن المليارات الكبيرة التي انفقت على مشاريع بعضها لن يرى النور لحد ألآن والبعض ألآخر مازلنا نجهل الكثير عن موعد انجازه .
هل يعلم أمين بغداد ، أن العراق سيستضيف القمة العربية القادمة في بغداد ؟ واذا كان يعلم بذلك ، فهل يرضى أن تقام القمة العربية في بغداد التي أضحت مجمعا للنفايات وألأزبال ومستنقعا للمياه ألآسنة التي تخلفها ألأمطار .
في أي شارع سيتم اصطحاب الضيوف العرب كي يطلعوا على بغداد ؟ هل سنصحبهم في جولة بشارع الرشيد مثلا ؟ الجواب ، لا ، لأن شارع الرشيد أصبح حاوية أزبال كبيرة بفضل جهود أمانة بغداد ، هل نأخذهم الى المجمع العلمي العراقي الذي كان يطفو يوم أمس في المياه ، هل نجعلهم يلازمون المنطقة الخضراء من لحظة وصولهم وحتى وقت مغادرتهم ونقول لهم هذه هي بغداد ؟
مليارات كبيرة انفقت على تشجير الجزرة الوسطية الواقعة في الشارع المؤدي الى مطار بغداد الدولي ، أما كان من ألأجدر استغلالها في أمور أهم من ذلك بكثير .
لو أن الذي حدث يوم أمس في بغداد نتيجة ألأمطار كان قد حدث في دولة أخرى لوجدنا أن المسؤول المباشر يبادر الى تقديم استقالته فورا مع الاعتذار للشعب وألأعتراف بحجم التقصير الذي أدى لذلك ، لكن في العراق يختلف ألأمر فالمنصب أهم من سمعة الوطن ، والكرسي أم من راحة المواطنين .
سؤال أخير الى كل من يعنيه ألأمر في أمانة بغداد ، هل هذه هي شبكة المجاري التي اتلفتم عدة شوارع لغرض انجازها وتضررت مناطق كثيرة اثناء عملكم بشبكة المجاري ؟ علما أن جميع من شاهد العمل في شبكة المجاري كان يسخر من طريقة العمل التي لم تكن نتائجها مفاجئة ابدا لأن العمل كان على طريقة حفر اماكن لوضع انابيب المجاري وكيف ما أتفق ، حيث كان عدد من العمال في أغلب المناطق يقومون بوضع ألأنابيب داخل الشقوق المخصصة لها دون مراعاة ألأمور الفنية الواجب اتباعها في ذلك .
من حقنا أن نسأل أين ذهبت تلك المليارات الضخمة المخصصة لأمانة بغداد ؟ وأين شبكة المجاري التي على اساس انها ستستوعب أي كميات من ألأمطار لكنها فشلت فشلا ذريعا مع أول اختبار بسيط ، حسبنا الله ونعم الوكيل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat