يا ذا المَحامِدِ والمناقبِ والرُّتَبْ
لِلِسانِيَ المَعقودِ إطلاقاً فَهَبْ
وتَوَلَّنِي إنِّي شَريدٌ حائرٌ
لِأُرِيحَ بالاً مِنْ زمانٍ ذي نَصَبْ
صِلْ ما تَقَطّعَ مِنْ خواطرِ فكرتي
واملأ سِلالَ الشعرِ أَثمارَ الأَدَبْ
قَرِّبْ مسافاتِ القريضِ لِبَعضِها
بِعميقِ معنىً حازَ لفظاً مُقتضَبْ
يا مُلْهِماً كُلَّ الذين بِدِينِهِ
وبغيرهِ كانوا أَعاجمَ أَم عَرَبْ
أَنا إنْ أَخُضْ في بحرِكَ المَوَّارِ
جازَفَ مَركَبي ولِأَيِّ أَمواجٍ رَكَبْ؟؟
فَبُلوغُ أَعماقٍ لهُ حُلُمٌ نَأى
والقُربُ مِنْ قَطَرَاتِهِ فوق الطَلَبْ
قد فاتَ مِنْ قبلي الخناذيذَ الأُلى
خاضُوا بهِ بِقَرِيضِهِم نَيْلُ الأَرَبْ
لكنّهُ شرفٌ كساني إنْ يكُنْ
مِجذافُ شعري مِنْ سواحِلِهِ اقْتَربْ
قُلْ لي أَأَدخُلُ سيدي بقصيدتي ؟؟
أَم تَمْنَعَنَّ مُتَيَّماً مِمَّنْ أَحَبْ
لا لا أَظُنُّ تَذُودُني عن بُغْيَتي
وتُؤجِّجُ القلْبَ المُحَطَّمَ باللَّهَبْ
ولَأَنتَ .مَنْ جَبَرَ الخَواطِرَ عَطْفُهُ
وأَنالَ كَفَّاهُ الجِنانَ بِما وَهَبْ
فاضَتْ مَواهِبُكَ السَنِيَّةُ في ندَىً
نَضَبَتْ بُحُورُ الشعرِ لكن ما نَضَبْ
أَنتَ احْتَوَيْتَ المَكْرُماتِ جَمِيعَها
في سَبْقِ مِضْمارٍ لها حُزْتَ القصبْ
فامْسَحْ على رأسِ القوافي مثْلَما
كَفَّاكَ فاعِلَةٌ بِأَيْتامٍ لِأَبْ
يا سيدي إنَّ الزمانَ لَنَفْسُهُ
مِنْ يومِ مَقْدَمِكَ المُقَدَّسِ في رَجَبْ
أَعداؤكَ الأَعداءُ ذاتُ نفاقِهِم
إنْ غَالَبُوهُ تَطَبُّعَاً طَبعاً غَلَبْ
فَلِحِقدِهِمْ غَرَضَاً غَدَوْتَ وغايَةً
في كُلِّ يومٍ منكَ هامٌ تُخْتَضَبْ
قد أَوجَبَ اللهُ العظيمُ وِدادَكُمْ
فَكَأنَّما بُغضٌ لكم فينا وَجَبْ
ونَوَدُّ مَنْ بِعَدِوِّكُمْ مُتَعَلِّقٌ
ونَعَافُ مَنْ لِمُحِبِّكُمْ مَدَّ السَبَبْ
يا تالِيَ المبعوثِ شاهِدَ وَحْيِهِ
( هارونَهُ ) ولِمَا لهُ يُمْلِي كَتَبْ
ولِخَطْوِهِ مثلَ الفصيلِ لِأُمِّهِ
تبَعٌ لهُ أَنّى أَتى أَنّى ذَهَبْ
وبِحَربِهِ كَبشَ الكَتائبِ لم يَزلْ
مُتَيَسِّرٌ في سيفهِ ضِيقٌ لَزَبْ
صُمْصامُهُ وسِنانُهُ ووِقاءُهُ
ومُفَرِّجٌ عنْ وجْهِهِ كُلَّ الكُرَبْ
ووَصِيُّهُ نَصُّ الكتابِ أَقَرَّهُ
و(مُحَمَّدٌ) بِغَديرِ خُمٍّ إذ خَطَبْ
خَلَعَتْ عليكَ يَمِينُهُ ثَوبَ الخِلافَةِ
خالِصاً مِنْ دونِ شَكٍّ أو رِيَبْ
فَأَثارَ هذا في النفوسِ كَوامِناً
مِنْ حقدِها حتى تَمَلَّكَها الغَضَبْ
وأَغَاظَها أَنْ تُجْتَبى لِإمامَةٍ
فَسُلِبْتَهُ فَغَدَوتَ أَوَّلَ مُسْتَلَبْ
ويَظُنُّ سُذَّجُ قَومِنا أَنْ قُدْسُنا
هيَ مَنْ تُباعُ وتُسْتَباحُ وتُنْتَهَبْ
والحالُ إنّا يا ( عليُّ ) بِأُمَّةٍ
نَوْكاءَ فيها كُلُّ قُدسٍ مُغتَصَبْ
إلّا القلوبُ الطاهراتُ فقد رَعَتْ
لِمَقامِكَ الأَسمى الرفيعِ المُنتَجَبْ
ما لَوَّثَتْ حُبّاً لها بِضَغائِنٍ
ما أَصبَحَتْ لِمَواقِدِ الحقدِ الحَطَبْ
خَطَّتْ طريقَ الحُبِّ نحوَكَ في هُدىً
وسَكِينَةٍ نافَتْ على كُلِّ الصَخَبْ
ولِفِطرَةٍ صَدَّقتَها فَجَعَلْتَها
تدنو لِمَعرِفَةٍ تَغيبُ عنِ النُخَبْ
تَعِبَتْ نفوسٌ في هَواكَ تَكَلَّفَتْ
وأُمِيطَ عن حُبِّ (الدراويشِ) التَعَبْ
ذنبي سؤالي إنَّهُ لَجَريمةٌ
عُظمى بقانونِ الأَماجِدِ تُرتَكَبْ
فَبِبابِ ( حيدرةَ ) السؤالُ مَحَرَّمٌ
رَبُّ الندى وأَبو الجَدا لا يُنْتَدَبْ
يا سيدي فينا تُحيطُ غَوائلٌ
يا مَفزَعَ الدنيا إذا أَمرٌ حَزَبْ
أَيُضامُ جارٌ للعزيزِ ويُبْتلى
ويَنالُ ضيفَ مَوائِدِ الجودِ السَغَبْ
إنَّ الذي بِذُرى حِماكَ لَآمِنٌ
ولْيَطمَئِنَّ فلا يُخالِطْهُ الرَّهَبْ
ولَتُربَةٌ فيها تُقيمُ عَلِيَّةٌ
عُنُقُ السِماكِ لِمَغناها اشْرَأَبْ
فَلِبؤسِنا أَنتَ الهَنا ولِجُرحِنا
أَنتَ الشِفا ولِصَدعِنا كفٌّ رَأَبْ
إنْ تُحْتَجَبْ دَعَواتُنا بِذنوبِنا
فَتَوَسُّلٌ فيكَ اسْتِحالَةُ يُحْتَجَبْ
إنِّي حَيِيٌّ إذ أُخاطبُ "حيدراً "
لكنَّهُ مثوى الهوى والمُنْقَلَبْ
الشاعر حسن الحاج عگلة ثجيل
ليلة الثالث عشر من رجب
الأحد 8/3/2020
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat