صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي ......تعميم الشعور في (يا غريمي )
علي حسين الخباز
مهما تنوعت الأساليب الحداثوية في الشعر لابد ان يقف المتأمل امام  معطيات الذات  فبدونها لا يمكن  انبثاق أي موقف حياتي خاص  أو انساني عام ،ولهذا  نجد الحق مع من يرى ان الغرضية تبقى هي الجزء النابض  في القصيدة  الشعرية كي يتمكن الأثر الجمالي  من الولوج الى عمق المعنى ،مع حرية  اختيار  الشاعر للأسلوب  الانسب لاحتواء  امكانيته  الشعرية ، فالبعض  يبلور  ذاتيته عبر تجليات مضمونية و يؤسس مكوناته الشعرية  عبر فضاءات  البوح الشعري ،  اشتغالات شعرية تجعلنا  ننشغل باستجابة شعورية تختصر  المعنى الجمالي  وقد سخر الشاعر ( احمد جاسم العبيدي ) في مجموعته الشعرية ( يا غريمي )  مفاهيم التضاد لحمل  هذه الذاتية  الى مرابع  الموضوعية  ، فيتكفل بنية اعتمرت  الهجاء  الغاضب الساعي لتعميم القضية  الشعورية بالبعد الانفعالي  
( لقد شطبتك  من قاموس ذاكرتي  
                   يا دمية  صنعت من ابخس  الورق 
في النار  لما دنت منكم زبانية 
               قالوا : نعوذ برب (الناس والفلق ..ص8)
تكمن تفاعلية الرؤيا  في بعدها  الفردي الذاتي  وعند الشاعر العبيدي يكون  المكون التضادي  الغاضب  قد تجاوز مديات   الخاص 
( للجالدين  على النوى  بين الورى  
                     للصارخين  بصوتهم والصوت رد 
للحالمين  العاشقين لشملهم 
                للمبعدين ومالهم  في الهجر يد..ص12 ) 
تحرك بفسحة من عوالم عديدة ومنها عوالم الهجاء  وجعلها  قطبا محوريا بدءا من اختيار العنونة  الغريم فياء غريمي  اعطتنا اكثر من محور اشتغالي ، من الممكن ان نرى ان الياء  حققت الغريم الكفؤ ومن الممكن استخدمته كلهجة توبيخية مضمرة  جعلته يجول في  منطقية اثبات  الحق  ودحض الانكار  بالمحاججة   الشعرية وبلغة  مطواعة  توسعت فيها العبار ة  ليسمو الشعر
( خيطت  أمسي في غدي  يا حاضرا 
            من أجل آت  نافع  أعطي لغد ص14) 
حضور يعرش لأفاق مستقبلية  لها قدرة  التحدي  وتواصلية  خطاب  فني  متنوع  كالرسم والخط  والصحافة  ، وهذا  التنوع قاده  الى تقديم نداوة ابداعية  متنوعة رشيقة  لخلق جو يسوده الابداع  فقدم ابياتا تقرا من الوجهين  
 ( مودته تدوم  لكل هول 
           وهل كل مودته تدوم ص27)
فاستعرض  تنويعات خلابة من الشعر  وقدم  مشجرات  مذهلة  تبين مهارة التصرف  الابداعي  ، فرسم اشكالا  هندسية  ومشجرات على شكل مربع ونجمة سباعية  وقدم لنا خصوصية  الاستعمالات التفردية  لأبداع صيغ  اسلوبية  خاصة  كقصيدة الشنشنة  حيث جاءت  كل مفرداتها حاملة لحرف الشين 
( شب الشرار شموسا  اشرقت بشرا 
                والشعب  شف الشفا والنشز شاديها 
الشيب شجو بشوط الشعر اشهره 
                     والشانؤون كشل الهش تشبيها
شم شريف  شفيف  الشطر  تشرطه
         بالشكر  يشكو شجيب الشك ينشيها ص39)
وقدم قصيدته الحاسرة وهي قصيدة  جميلة دون نقاط 
(هطال ماهده الاعصار  ماطره 
                       الا وصار بها  المهمور للرعد
حمر مدامعه سود علائمه  
                          سمر سواعده للكالح  السمد 
لله دركم  لص سعى  لكمو 
            ردوا الكمال له ، للواحد الصمد ص43 )
ومثل هدا الفعل الابداعي  يحمل دلالات الحضور المزدان بعافية الابداع 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/31



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي ......تعميم الشعور في (يا غريمي )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/04/03 .

سماحة السيد محمد جعفر الكيشوان الموسوي دمت لنا سماحة السيد مبدعا كبيرا يستهلنا بالمودة ولا نملك امامه الا الدعاء له بالخير والموفقية

• (2) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/04/03 .

دمت لي ايها الصديق الكبير الرائع مجاهد منعثر لك محبتي ودعائي

• (3) - كتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي ، في 2012/04/02 .

الأديب اللامع الحاج الوجيه الورع
أستاذنا الكريم علي حسين الخباز رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روعة في النقد كما أنك روعة في اشعر كم أنك روعة في الأدب
هل سابقى أعدد روائعك
لست بحاجة إلى تعدادي
لكنك روعة بكل شيء
أبقاكم الله ذخرا لنصرة الحق أيها المشرق بالحسين عليه السلام
أستاذنا نحن أقل الخدم وأصغرهم قدرا ولكن للأسف ربما نكون اكبرهم سنا فلا نستطيع أن نخدمكم كما أنتم أهله
لا تحتاج إلى تذكر ا, توكيد
فأنا كتأكد أنك تذكرني بالدعاء
ألمس آثار ذلك ولكن أرجوك أن لا تنسانا أنا وخدامكم الأولاد وأنتم الأقربون إليهم صلوات الله عليهم.
دمت كما أنت وجيها بالحسين مشرقا بأبي الفضل عليهما السلام

تحيات الأقل ودعواته

محمد جعفر


نشكر موقع كتابات في الميزان ونتنى أن يكون هذا الموقع الناجح الفالح من خيرة المواقع والمراجع فهو يستحق الدعاء والثناءز

شكرا لكم جميعا

دمتم بألف خير وعافية

• (4) - كتب : مجاهد منعثر منشد ، في 2012/03/31 .

الاستاذ الاديب علي الخباز دمت بحفظ الله تعالى
لك مني اجمل وارق التحايا المعطرة باريج الحب والمودة شكرا لكم ولقلمكم النابض بروائع النقد الادبي ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net