قمرٌ أنت
اسعد عبد الرضا الحلفي

 صعق البرقُ جيوشاً إذ غدت

كهشيمٍ فيه نارٌ أُضرمت

أهو الموتُ وذا مالكها
ام هو الشمسُ التي ما أفلَت

عجز الشعر وكلّت ألسنٌ
وقوى النظم تداعت وفنت

سكن الحبرُ ونظمي تائهٌ
بل بحور الشعر منك ارتعدت

أيها العلياء هيا فاركعي
ها هي الدنيا لهُ قد سجدت

يا بحار البأس هيا التطمي
فاسمهُ منهُ الجبال انبعقت

زلزل الأرواح حتى انصرعت
مَن على أعتابهِ الناسُ انحنت

صوّر الايثار أسمى صورة
رغم احشاءٍ ظمىً قد أحرقت

رفع الماء ليرميهِ وما
كان ينسى من به الخلق اهتدت

مفزع الهارب مِن بغي العدا
مرجف الأعداء مهما اجتمعت

فاشهدي يامن له قد طوعت
وانطقي يا ارض يا مَن أُخرست

ذاك مَن ساد العلى فهو الذي
أُمهاتُ الصبر منه انتهلت

يا بن مَن دانت له افلاكها
وابن من منهُ العوالي ارتجفت

يا بن باب الله والسر الذي
رسُلُ الله به قد انبئت

يا بن أُمّ الجود بل أُمّ الوفى
يوم اهدتك لطهرٍ فارتقت

قمرٌ انت ، وشمسٌ ذو الابا
بكما الافلاك لاذت فاستوت

كذب الموت فإني لا أرى
من طواهُ الموتُ شمساً قد علَت

أيّ سر فيك يطوى بل وما
سرّ كفين بحشرٍ رفعت

إذ أتى الحشر وطهرٌ إذ أتت
تحملُ الكفين أنّى قطّعت

ما نسى القلب التي من سبيت
سيدي عذرا الا قد ضربت

سل دموع الطهر وابك صارخاً
فلها الأملاك تبكي مذ بكت

ندبت باسمك يا كهف الورى
والعدا عن شتمها ما اُلجمت

ما رأت حامٍ لها من بعدكم
ما رأت إلا رؤوسا أُهديت

قبل هذا الريحُ إن مرت بها
تختفي عنها فمنك ارتهبت

لكم الادمع قد سالت شجاً
أيّ أرواح بكم ما أُفجعت

أيها الساقي العطاشا فاسقني
واروِ أرواحاً بكم قد حُررت

سيدي يا مفزعي في شدتي
ارحم النفس وألّا هلكت

أيها الغائب والباكي دماً
مذ درى أنّ البتول اضطهدت

سيدي عهدا فلا ننساكمُ
ما حيا قلبي وما روحي بقت

هاك ما خطت يدي من احرفٍ
ذرةً من حقكم لا ما وفت

الموضوع السابق مقتطفُ الأعناق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat