التطبيع من عقيدة الى قانون
السيد زيد الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد زيد الحلو
![](images/warning.png)
للانسان روادع كثيرة منها داخلية ومنها خارجية يواجه بها اي حدث او قرار يمر به وتتفاوت شدة وضعف بحسب ارادته و مقاومته الذاتية اوعوارضه الخارجية فيكون بين تجاذبات القوة المرونة. وتختلف القضايا التي تواجه الفرد بين قضايا مصيرية واخرى انية فيما يتعلق بخط مسيرته في الحياة ولا بد ان يقع بين محذورين وهما التفريط بقضيته او الافراط بها والاسلم ان يكون على جادة الصواب في اتخاذ اي قرار ليبقى حياديا مع عقيدته واملاءاته العقلية وميوله الانسانية الفطرية. وتتحكم بالفرد عدة عوامل تنتج اراءه الفكرية واختياراته النفسية فينتقل منومقولة الى اخرى لسبر اعماق مكنوناته وقاعدة معلوماته ومن اهم ما يتحكم به هو الدين والعقل والفطرة والعوامل البيئية وغيرها. ومن طبيعة الانسان الترقي بافكاره وقراراته بعد الخبرة المكتسبة لديه وتنمية القرار الذي اتخذه ليصل الى اقصى درجات المعرفة. طالعنا وسمعنا قبل ايام بقانون التطبيع الذي اقره مجلس النواب العراقي والذي اعتبره انجازا يباهي به الامم ويتفاخر به على شعوب المنطقة بانه امتياز للشعب العراقي ولكن نوجه التسائل لمجلس النواب هل نحن بحاجة لقانون تجريم التطبيع؟ هل ان ما يمنعنا من التطبيع هو القانون؟ وما مدى قوة هذا القانون؟ بالتاكيد لسنا بحاجة لهذا القانون لان ما يمنعنا هو عقيدتنا التي تؤمن بان لا توافق مع اسرائيل ولا يمكن ان تكون هناك نقطة لقاء معهم ولا يسمح لنا ديننا ان نتصالح مع مغتصبي مقدساتنا وارضنا بل نحن في صراع دائم وحرب لا هوادة فيها ضد هذا الكيان السرطاني وان كل مبادئنا وقيمنا الدينية والاخلاقية والعرفية تابى باي شكل من الاشكال التواصل مع هذا الكيان فضلا عن الاعتراف به فعن اي قانون تتحدثون واي براءة اختراع تتكلمون ان التدني من العقيدة الى قانون وضعي هو ابتذال للقضية وتحجيم لها بل ان هذا القانون هونقلة نوعية للعلاقة مع هذا الكيان ويكفي شرفا للانسان ان يتمسك بقانونه الديني وفكره العقيدي والتزامه الاخلاقي لردع اي تواصل مع هذا الكيان لا ان يتكأ على قانون اجوف فارغ يسمح لليهود بزيارة مقدساتهم الدينية في العراق فياايها الحمقى الفارغون من اي عقيدة ومبدأ وقيمة تعلموا من مراجع الدينية الشيعية كيف تعاملوا مع قضية فلسطين على مدى عشرات السنين وتعلموا من مواقفهم المشرفة التي ترفع شأن الشعوب والامم ويكفي مثالا موقف سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله كيف طالب بقضية فلسطين في والوقت والحال المناسب عند لقائه بابا الفاتيكان وكيف اخذت صداها العالمي والمؤثر نعم انها المرجعية الدينية التي تؤمن ان المسجد الاقصى من مقدساتنا وان فلسطين قضيتنا. هكذا نتعامل معها واما قانونكم السخيف فلا قيمة له وسيرجع عليكم بالوبال وما تعتبرونه انجاز هو ضرب من التفاهة تليق بعقولكم الاسنة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat