رحيل النور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
▪️ توفي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في يوم الإثنين من أواخر شهر صفر في سنة 11 للهجرة، وذلك بعد أن صلى صلاة الفجر وطلب نقله من داره إلى دار ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام، ثم طلب رؤية الإمام علي عليه السلام، وقد كانت تبدو عليه علامات الاحتضار، فأخذ يوصيه بوصاياه حتى كان آخر ما قاله له: «الصلاة، الصلاة.»(١)
▪️ أخذ الإمام عليه السلام رأس الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ووضعه في حجره، فقبض ملك الموت روحه ويد الأمير تحت حنكه، حيث فاضت أنفاسه الطاهرة بين نحر علي وصدره، فرفع الأمير يده اليمنى إلى وجه الرسول ومسحه بها، ثم وجّهه وأغمض عينيه، مدّ عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره.
▪️ بعد رحيل النور عن هذه الدنيا، ستره الإمام علي عليه السلام وغسّله، وهو بقميصه من وراء الثياب إذ لم يُجرّده منها، وقد كان يغسّله لوحده بمساعدة الملائكة، ثم كفّنه بثلاثة أثواب: ثوبين صحاريّين وبردة حبرة يمنية(٢)، وبعدها نفّذ ما أمره الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله به، فخرج من الحجرة ساعة، ثم عاد وصلّى عليه وحده، بعدها أدخل السيدة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام، ومن الصحابة سلمان وأبا ذر والمقداد، فصفّوا خلف الأمير فصلّى عليه، ثم أدخل الناس فوجًا بعد فوج للصلاة من دون إمام، ليصلّوا عليه وينصرفوا.
▪️ لما فرغ الناس من الصلاة، انتقلوا لدفن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، فطلب بعض الأنصار والمهاجرين من الإمام علي عليه السلام نيل شرف المشاركة في مراسم الدفن ليدخل أوس بن خولي، فنزل الأمير عليه السلام إلى القبر، كشف عن وجه النبي الكريم، وضع خدّه الأيمن على الأرض موجّهًا إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب وأخذ يسوّي القبر الشريف بمسحاة في يده، بعدها رفع القبر بمقدار شبر وأربعة أصابع، رشّ عليه الماء وجعل عليه لبنًا(٣).
📓 ١. نهج البلاغة ١٧٢:٢
📓 ٢. الكافي ٤٠٠:١
📓 ٣. السيرة النبوية المباركة ٤٠٢ - ٤٠٤
🏴 العتبة الرضوية المقدسة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat