التراجع بعد الحزم خسارته أكبر
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي
![](images/warning.png)
ينصح أطباء التغذية لمن لديهم وزن زائد من مرضاهم أن لا يتبعوا حميةً غذائية (ريجيم ) قاسية ثم يعودوا عنها لأن وزنهم حينها سيزداد أكثر ، بل عليهم اتباع الحمية التي يستطيعون المضي بها وعدم التراجع عنها ، وإلا فليبقوا على ماهم عليه من نظام غذائي .
زيارة رئيس الوزراء لمستشفى الكاظمية التعليمي أثلجت قلوب الكثير من العراقيين وأرهبت الكثير ممن يسوفون في دوامهم ويقصرون في اداء واجباتهم بهذا القطاع وغيره ، لكن المتابع الحصيف يجد بعد يوم أو يومين وكأن السيد السوداني ندم على انفعاله وغضبه الحق وعلى قراراته الحازمة والحاسمة بحق المقصرين واراد من حيث يعلم أو لا يعلم تبرير التقصير ، عبر خطوات تناولها الإعلام منها زيادة التخصيصات المالية للوزارة ، ومشاركته في افتتاح مركز الديلزة ، وخروج الوزير في مقابلة على فضائية العراقية يسرد فيها حجم التخصيصات التي لا تتناسب مع حاجة الوزارة ومعوقات العمل الكثيرة التي تقف أمام الوزارة لتحقيق اهدافها وهنا أود أن أقول ما يلي :
سيادة الرئيس : الحزم في القرارات لا يعني أبداً العدوانية أو التهكم أو الانتقام أو الانتقاص من وزير أو وزارة أو الاستهانة بها ، القرار الحازم يعني المطالبة بالعدل واقامة الحجة وهداية المقصر الى موطن تقصيره ، انها تعني الدفاع عن حقوق الآخرين المشروعة في الصحة والحياة وتلقي العناية المعتادة . انك تريد أن تقول لكل كوادر الصحة وكوادر الوزارات الأخرى بهذه الامكانية وبهذا التخصيص وبما موجود من ادوية ومراكز صحية ومستشفيات اريد تأدية الواجب لا أكثر ، اريد الطبيب الاختصاصي يلتزم بالحضور يوم خفارته كما مقرر ، اريد الممرض الذي يأخذ راتبه من الدولة كاملاً غير منقوص يلتزم بواجبه كاملاً غير منقوص وخدمته للمريض بكل ود واريحية ، اريد عامل النظافة حريصاً على نظافة المكان لأنه يعمل بأجر ، هذه المواقع يا سيادة الرئيس كان ينظفها ويرعاها ويقدم بها الخدمة ربع هذا العدد من الكادر ولم تشكو مما تشكو منه اليوم من سوء خدمة وقلة النظافة ، انت لم تطالب الاطباء ان ينفقوا من جيوبهم لكي يوفروا الدواء ، كل ما اردته ان يحضروا وقت الدوام ليقدموا الفحوصات اللازمة وهم راضون بوظيفتهم ، يبتسمون لمريضهم ، يدعمونه معنوياً كما يفعلون ذلك بعياداتهم . أما نقص الأدوية وضيق الأمكنة فتلك حكاية أخرى تتم مناقشتها فيما بعد وخلف الابواب المغلقة ، لكي لا تُميَّع الزيارة وتبدو كما لو ان انفعالك في غير محله ، املنا كبير ان تستمر هذه الزيارات لمختلف الوزارات وتتخذ بها قرارات حاسمة وحازمة ، لا تخشى فيها سوى الله ، فمن أمن العقوبة أساء الأدب ، ولعل تلك القرارات تساهم في تدعيم رقابة الدولة وردع المقصرين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat