البعد الروحي للطواف (25) النظر الى الكعبة يهدم الخطايا (7)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الاثار والخصوصيات التي للكعبة المشرفة هدم الخطايا، وهذا مصداق لقوله تعالى ﴿ان الحسنات يذهبن السيئات﴾ وبالجمع بين ما روي عن النبي (صلى الله عليه واله) (... عن النبي (صلى الله عليه واله) قال : "النظر الى الكعبة حبا بها يهدم الخطايا هدما")
ومن هنا نفهم ان الحسنات في اذهاب السيئات مختلفة الدرجات، وان بعض الحسنات لعظمتها وجليل قدرها تهدم الخطايا، ومن تلك الحسنات العظيمة القدر الجليلة المنزلة النظر الكعبة المشرفة حبا بها، فان هذا النوع من الطاعة والعبادة وبلحاظ خصوصية المكان والمكين ونوع الطاعة في الانبعاث عن الامر الالهي، جعل لهذه الحسنة من الخصوصية انها تهدم السيئات والخطايا وتحيلها قاعا صفصفا.
بل ان هناك اثر اخر للحضور عند الكعبة المشرفة مشروط بالمعرفة دل عليه ما روي عن مولانا ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) " من اتى الكعبة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها، لم يخرج من مكة الا وقد غفر له ذنوبه وكفاه الله ما يهمه من امر دنياه واخرته"
وهذا النص الشريف غاية في الاهمية اذ انه يشير الى قوام الدين، فقد دلت الروايات على ان الدين باق ما بقيت الكعبة، ودلت على ان القران واهل البيت (عليهم السلام) لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله (صلى الله عليه واله)، وان القران واهل البيت (عليهم السلام) اذا اتبعا فلن تضل الامة، ودل القران الكريم على ان البيت الحرام هدى للعالمين وهذا يعني ان هناك نحو ارتباط وعلاقة لا تنفك بين الكعبة المشرفة والقران الكريم واهل البيت (صلوات الله عليهم) وان الانسان الذي يستكمل حقيقة الايمان لابد له من معرفة حق هذه المقدسات الثلاث.
فان كل مسلم يعرف ان الكعبة المشرفة هي الموضع الذي جعله الله قبلة للمسلمين وهدى للعالمين وله حرمة خاصة تناولتها ايات الذكر الحكيم ونصوص النبي الكريم (صلى الله عليه واله) واكدتها كلمات الاعلام وكتب الفقهاء العظام وان هذه البنية من ارادها بسوء عجل الله تعالى له الهلاك وقصة ابرهة مرتكزة في الوجدان وعليها شواهد التاريخ والقران.
وان الكعبة منذ عهد ابراهيم (عليه السلام) وحتى يرث الله الارض ومن عليها علم على الدين والتوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى، وهي المحور الذي يجتمع اليه كل اهل القبلة من بعد منهم في صلاته اليها ومن قرب منهم في الطوا ف حولها ونيل الفيض من بركاتها.
والقران الكريم الكتاب الذي ضمنه الله قيم الدين وجوهر مبانيه في مختلف حقائق الوجود وجوانب الحياة، فالانسان المسلم ومن اغترف من نميره العذب اذا جاءه مسترشدا وعارضا عليه ما احتطبه من نظريات واراء ليرى موقف القران منها - لا ان يحملها على معاني اياته - فانه سيجد فيه الهدى والرشاد، وللقران حرمة عظيمة فهو المنزه عن التحريف والهادي الى سبيل الحق تبارك وتعالى ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾ و﴿ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم﴾ فالقران دستور الهدى الذي لا غنى عنه لمن يؤمن بالله واليوم الاخر.
مع لحاظ خصوصية ان الكعبة المشرفة حسب النص القراني هدى للعالمين واما القران الكريم فهو هدى للمتقين فبينهما جهة عموم وخصوص لسر يتضمنه كل واحد ن هذين الامرين المقدسين، فالكعبة تهدي الى القران وكل من توجه الى الكعبة الشريفة واستشعر انها كيان مقدس حق لجهة ما اثارت في كوامن نفسه حب الحقيقة فانه لابد من ان يندفع نحو القران، اذ لا تشير الكعبة في يومنا هذا الى غير هدى القران والنبي محمد (صلى الله عليه واله)، وحيث ان النبي (صلى الله عليه واله) قد التحق بالرفيق فبقي القران وسنة النبي (صلى الله عليه واله) فالكعبة تهدي الى القران هداية عامة لكل من اشرق في قلبه بصيص من نور الحقيقة، والقران كتاب هدى يقرأه المهتدي والضال ولكن لن يصيب كبد الحقيقة فيه الا من اتقى الله وطلب الحقيقة عنده ولم يتبع هواه، فالكعبة دال عام والقران دال خاص، لان من يحكم نفسه على القران سيكون متبعا للسبل التي تضل عن سبيل الحق تبارك وتعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat