القادمون من مَسرّات الأسطورة، فاجأتهم مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) بتواضعها وكرمها، وجمالها الروحي المقترن باسمه العظيم، وهي توحد تقاليد الأمم والتقاليد الاجتماعية، وتوحد الاتجاه نحو قبلة أبي الأحرار، لتكوين جسداً حسينياً، كأنه النهر الكبير الذي تتفرع منه أنهار تذهب باتجاهات مختلفة من العالم. كل شيء ينطق بالطمأنينة قدر ما ينطق بالقلق.
كربلاء استثنائية بكل شيء؛ لأنها ضمّت حياة مجتمعات متفرقة من الإنسانية منذ الطف، فكانت معبرة عن تجربة غنية بكل معاني الإنسانية بمختلف الثقافات، جاءت من منابعها الأصلية لتصب في رحاب المدينة (ثقافة موحدة)، انضجها سيد الشهداء بدمه الطاهر في كل (مكان وزمان)، لتكون الآن مدرسة نهضوية حسينية بكل المقاييس، استفزت الكثير كقضية أساسية للتغير، وكربلاء القوة المكانية التي تقود التغيير والتحول المذهبي مقترناً بثورة الطف، وبدلالة الضريح الطاهر.
القلق يحوم حول كل حسيني المنهج، وتدركه العقول الراجحة من أبناء المرجعية الدينية العليا (علماء، ومفكرين، وقادة) من خلال خبرة وتجربة يؤهلها معرفيا، فرز الأشخاص القادمين بصفات وأسماء كبيرة بين الحشود ووفود -يومية وأسبوعية وسنوية- الذين يدعون (ثقافة الحياد). في المحصلة نعرف جميعاً أن الباحثين عن تعميق (الثقافة التبعية) يمثلون جهة تعمل على شلّ وتعطيل وتشويه كل ما هو مرتبط بالتفتح الحسيني الناهض والقادم بمركبي المعرفة والقوة، لإظهار الإسلام بصورته التي رسمها الإمام الحسين(عليه السلام) بدمه من أجل الارتقاء بالحياة والواقع والفكر والتفكير، والدفاع عنه بأغلى الأرواح.
صديق يقول: يرشح ان نستقبل الجميع بمحبة، ونريهم ان -كربلاء الحسين مدرسة- تجذرت جذورها في عمق الأصالة والتأصل، وهي قضية الإسلام الصحيح، ضمن مسارات وضعها الأئمة المعصومون، وانتصروا على غربائهم بالحياة، وها هي شواهد أجداثهم أمست أركاناً طاهرة لمن يريد أن يعرف الإسلام الحقيقي، وانتصار فكرهم ومنهجهم في العالمين، وها هي مدارسهم زاخرة في كل مجتمعات العالم.
قلت: إن أي متأثر بقضية الإمام الحسين(عليه السلام) من الطوائف والمذاهب والديانات الأخرى، عاطفيا أو اجتماعيا أو مناطقيا، أو من حصل على كرامات شفاء منه، فأعلن إسلامه واتجه بمسيره نحوه يشكر الله تعالى على نعمة الحسين(عليه السلام).
وهناك الكثير منهم لا يعدون ولا يحصون.. يأتون مع السائرين الأنقياء والمتطهرين من الرجس حاملين رايات السلام والأمان والتضحية والفداء. فالإمام الحسين(عليه السلام) حيث يكون تكون الروح طاهرة بالنية والفعل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat