صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

أمينُ الله / ١
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


أنحرفت القيادة الجديدة للإسلام بعد وفاة النبي ص واله عن المسار الذي اختطته السماء وسار عليه صلى الله عليه وآله ، واستمر هذا الانحراف لمدة أكثر من ٢٥ سنة تقريبا ، فإبتعد عن ذلك الخط النبوي بمسافة كبيرة ، فكراً وتطبيقا ، ولمّا جاء أمير المؤمنين عليه السلام وأستلم دفّة الحكم ، كان أمامه طريقان :

الأوّل : السير على نفس الطريق المنحرف مع إجراء تصحيحات تدريجية من شأنها تقليل هذا الإنحراف والميل به الى مساره الصحيح والإقتراب شيئاً فشيئاً الى الخطّ النبوي ثم بعد ذلك ركوبه والسير على هديه والتقدّم به الى الأمام .

الثاني : أن يترك الطريق المنحرف ويعود فوراً الى الخط النبوي وقطع أقرب مسافة للوصول اليه وعدم إتّباع المسار الذي يميل بالتدريج نحو المسار المستقيم ..

إختار أمير المؤمنين عليه السلام الخيار الثاني رغم صعوبته ، وأعرض عن فكرة المساومات والتنازلات والمجاملات والقبول بأنصاف الحلول وغض الطرف عن بعض الأخطاء الذي يستلزمه المسار الأول ..

وكان المسلمون على دراية جيدة بإختيار الإمام علي ؏ للمسار الثاني قبل تسنّمه الخلافة ، وكان هذا هو سبب عدم اختيار عبد الرحمن بن عوف لأمير المؤمنين ؏ في اللجنة السداسية التي وصّى بها الخليفة الثاني حينما اشترط عليه أن يسير بسيرة الشيخين ورفضها عليه السلام ..

وعندما قُتل عثمان بن عفان واجتمعت كلمة المسلمين على تولي أمير المؤمنين ؏ الخلافة صارحهم بأنه إن قَبِل الأمر فإنه سيسير بهم على طريقته التي يراها ، وقبلوا ذلك ، حيث قال لهم عليه السلام : ( دعوني والتمسوا غيري ، فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ، وإنّ الآفاق قد أغامت ، والمحجّة قد تنكّرت ، وأعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغِ إلى قول القائل ، وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمَن وليّتموه أُموركم ، وأنا لكم وزيراً ، خير لكم منّي أميراً )

ولهذا كان رأيه بعزل معاوية عن ولاية الشام مثلاً حدّياً ، ولم يقبل أي مساومة في هذا الأمر ، فعندما أشار إلى إبقائه المغيرة بن شعبة ، وقال له : اترك معاوية ، فإنّ لمعاوية جرأة فهو في أهل الشام يُسمع منه ولك حجة في اثباته لأنّ عمر بن الخطاب ولاّه الشام كلّها ، ولكن الإمام لم يقبل اقتراحه ، وقال عليه السلام : « لا و الله لا استعمل معاوية يومين أبداً » .

يتبع ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/08



كتابة تعليق لموضوع : أمينُ الله / ١
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net