صفحة الكاتب : انعام حميد الحجية

لا شأن لنا بدراسة أسباب الحركة الحسينية
انعام حميد الحجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نظرا لحرية المتعاليات النصية التي تشبه طبائع النحل في البحث بين البساتين عن الورد وتتوقف نوعية العسل على الورد قبل النحل. 
نبحث في الكثير من الدراسات والبحوث التي كتبت عن ثورة الحسين عليه السلام ونهضته نجدها تتطرق للمسؤوليات الدينية والاجتماعية واقامة الحجة وحماية الاسلام وصيانة الخلافة وتحرير إرادة الأمة والأسباب المحفزة التي دفعته للتضحية والفداء لكننا وجدنا بعض المصادر تحمل الفكر الراقي والتفرد في رؤية تلك الثورة العملاقة ومنها ما يطرحه سماحة السيد منير الخباز من رؤى فاعلة وفي العديد من بحوثه المتنوعة. 
يقول في احد بحوثه عن الأسباب التي أدت إلى الثورة المباركة أن الكثير من العلماء والخطباء وأهل الفكر الحسيني أن دراسة الحركة الحسينية غير مجدية وليست هناك دراسة معنية حقيقة بالحركة الحسينية، ولا يحق دراسة تلك الحركة والبحث عن أسباب ومسببات وتبريرات، نحن لسنا معنين بدراسة الحركة الحسينية وليس من شأننا البحث فيها ودراسة مبرراتها، أو تعيين أهدافها, قد يكون الموضوع فيه غرابة ونحن الذين نبحث عن كل ما يتعلق بالثورة ونبحث عن الجديد في حراك الثورة الحسينية ونهضتها وأسبابها وإبراز معانيها الساطعة بالنور، بعض المفكرين يذهبون ليتأملوا في قول الحسين عليه السلام وكشفه لأسباب تلك الثورة، يقول الحسين عليه السلام (امرني جدي رسول الله بأمر وأنا ماض فيه) هذا يعني هناك تكليف الهي يخص سيد الشهداء الحسين عليه السلام وهو أمر معنوي له واقع  ومساحة هذا الواقع أكبر من ماهية العقل الإنساني، لا يمكن لعقل إنسان أن يفهم إرادة الله بهذا التكليف الإلهي ولينظر العلماء إلى قضية مهمة هي أن سمات هذه الثورة لا يمكن أن نضع لها محددات، ولهذا يعتبر أهل الإبداع  أن الثورة  لم تنته عند حدود القتل ومشاهد الإبادة بل امتدت سماتها الحقيقية وستمتد إلى أن تلتقي بثورة من نفس محورها الالهي، النهضة مستمرة، وهذا يقدم لنا التبرير الأنسب والأهم أن القضية غير معنية بالقتل البشري  المحدود القابلية، وهناك من اعترض على هذه الرؤية الفكرية ويرى أن ما حدث من تكليف شخصي للإمام الحسين عليه السلام هو تكليف بمهام عامة شاملة وليست خاصة، التكليف الخاص بالحسين عليه السلام هو عام شامل لنهضة الأمة فكان الجواب أن تشخيص شروط هذا التكليف وتحديد ظروفه الموضوعية يختص بالإمام المعصوم، هو الاعرف بتشخيص الشروط وتحديد الظروف، تحديد هذه الظروف من قبل أي شخص مهما كانت علميته لاتصل إلى فكر الإمام المعصوم عليه سلام 
الله ومعرفته بأسرار نهضته المصيرية، وحتى أن من المفكرين يرى أن التبريرات التي يعلن عنها في المجالس هي غير دقيقة واغلبها موضوع 
أما ليفتح مجالا للدس أو ربما قيلت من باب خلق التبريرات على مستوى تداولية العقلية الموروثة، وهل نحن مطالبون بتبريرات معينة أم قتلة الحسين عليه السلام عليهم ان يعطوا الحجة ولا حجة تنفعهم. 
القضية الدقيقة التي لا بد أن ننتبه لها أن الحسين عليه السلام أكبر من أن تقوده أهواء أهل الكوفة ومن حشد باسم أهل الكوفة من النواصب، أو أن تستنهضه الوعود والرسائل، أين موقع هذه الرسائل من نبوءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كربلاء، وقارورة الدم العبيط، وسلام علي عليه السلام وهو يمر من أرض الطفوف إلى صفين ليخبر الأمة أن هنا الوعد الحسيني المظفر. 
وهناك شريحة من العلماء والخطباء والمفكرين والرواة يروون أن الأئمة عليهم السلام بعد مقتل الحسين عليه السلام  لم يتعرضوا لشرح أهداف  الثورة الحسينية ولا لبيان مبررات دراسة الحركة الحسينية وإنما صار شغلهم ربط المجتمع الإسلامي بالحسين عليه السلام والسعي لعودة الرشاد الإسلامي للأمة من خلال إعادتها للركب الحسيني ولمنهج أهل البيت عليهم السلام، وربط المجتمع بالحسين ربطا  شعائريا من خلال الحث على الزيارات والطقوس والشعائر وربط كل الأمور العاشورائية عاطفيا من خلال البكاء والندبة والرثاء، فاذا لم يتصد الائمة وهم الأعرف لشرح الحركة وتحديد مبرراتها وبيان أهدافها لماذا نحن نتجشم بحثا لم يتطرق له. 
وهناك اتجاه آخر لمجموعة كبيرة من العلماء لأنهم يروون من الضرورة دراسة الحركة الحسينية، وتسليط الضوء على دراسة الحركة الحسينية، معرفة أهدافها ومبرراتها، تحديد شروطها وظروفها، هذا من الضروري. 
أولا.. إنَّ تكليف الحسين بالحركة لم يكن تكليفًا خاصًا مشخّصًا بالحسين، بل كان تكليفًا عامًا 
تكليف الحسين بالخروج ورفض البيعة تكليفا عاما، ولم يكن تكليفًا خاصًا ولا تكليفًا شخصيًا غيبيًا، لأن الحسين نفسه شرح التكليف، الحسين نفسه من خلال خطاباته أوضح أنه ينطلق من تكليف عام لا من تكليف خاص، حيث قال:” ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر“، 
 ثانيا ... معرفة حركة الحسين هي عبارة عن معرفة
مقام من مقامات الإمام المعصوم.

ثالثا.. التعرف على حركة الحسين هو عبارة عن استكشاف سنن إلهية، لأننا عندما نتعرف على حركة الحسين ونقوم بمقارنتها مع حركة الإمام علي ومع حركة النبي نستكشف سننًا إلهية مشتركة بين الحركات الثلاث، خضعت لهذه السنن مسيرة الدين ومسيرة الإسلام، إذن لا بد من التعرف على حركة الحسين ومعرفة مبرّراتها وأهدافها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انعام حميد الحجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/12



كتابة تعليق لموضوع : لا شأن لنا بدراسة أسباب الحركة الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net