(الميم) مجتمع الإبراهيمية الجديد .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ونحن في أوج التقدم العلمي والإعلامي والاقتصادي والسياسي، وجب علينا استخدام كل هذه الوسائل لتصحيح المسارات ومعالجة الانحرافات لا أن نبررها ونشرعنها ونُزينها. فليس من العقل أن نقوم بتأصيل الانحراف والجريمة وتبريرهما وتزيين الأفعال القبيحة بالأسماء الجميلة ونحن نعيش أوج عصر التقدم العلمي .
المنحرفون جنسيا (مجتمع الميم) أو ما يُطلق عليهم الجندر الثنائي، وجب على من يدّعون العلم أن يُعيدوا تأهيلهم النفسي والعاطفي ليصبحوا أسوياء في مجتمعاتهم بدلا من تشجيعهم على عملهم ونبرر لهم رذيلتهم وبغائهم وانحرافهم ؟ وإن لم يستجيبوا واصروا على رذيلتهم فلينظر أحدنا ماذا فعلت السماء بهم، بعد أن ارسلت لهم أنبياء ومصلحين بقصد اصلاحهم.
فالعقل والدين والإنسانية تقتضي بنا ان نقدم العون لهم أولا عبر معاملتهم كمرضى نفسيين يُعانون من اختلالات جينية او نفسية، وأنشاء مراكز خاصة لتأهيلهم ومعالجتهم نفسيا وعاطفيا مما يجعلهم أناس أسوياء ، كما تفعل الأمم المتحضرة اليوم عندما تقوم بإنشاء مراكز تأهيل لمدمنين المخدرات والمتعاطين والمجرمين ، وتخصص لهم عيادات نفسية يشرف عليها إطباء نفسانيين.وتبذل الدول اموالا طائلة من أجل ذلك.
الله الرب لم يعاقب فورا الأمم التي خرجت عن مسارها ومنهم على سبيل المثال : قوم لوط السدوميين فلم يبدأ الرب بعقابهم ابتداء على انحرافهم وشذوذهم، بل ارسل لهم أنبياء يُعالجون أرواحهم ويأخذون بأيديهم نحو الشفاء مما ابتلوا به ، ويُعيدوهم إلى فطرتهم السليمة. ولما لم ينفع ذلك عاقبهم الرب بقسوة ليجعلهم عبرة لمن اعتبر. وعلى الرغم من انحراف مدن قوم لوط إلا أن سدوم وعمورة كانتا جنة الله في الأرض كما يقول الكتاب المقدس : (سدوم وعمورة كجنة الله في الأرض، وكان أهل سدوم وعمورة أشرار وخطاة جدا لدى الرب).(1) فليحذر البشر إذا رأوا نعم الله ورزقه نازلٌ إليهم فالرب يقول : (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون). فلو وجد الرب بين قوم لوط عشرة صالحين لما اهلكهم كما يقول الله عن قوم لوط : (ان وُجِدَ بينهم عشرة ـ صالحين ـ لا أهلكهم فمن أجل العشرة لا اهلكهم ــ ولكن ــ فلم نجد غير بيت من المسلمين). (2) بيت واحد آمن بلوط وهم عائلته ، من دون امرأته التي كانت من الغابرين. انظر إلى قوة الفساد كيف تسلل حتى إلى بيوت الأنبياء، فأوقع بزوجاتهم وابنائهم.
وحتى زمن قريب كانت الأمم تعدم كل من يرتكب عملا مشينا، لا بل أن الكثير من الدولة لا زالت إلى هذا اليوم تحارب البغاء والرذيلة وتعتبرهما مصدر خطر على شعوبها لانها تنشر الأمراض وتُهدم الاخلاق ، وأغلبها دول علمانية لا علاقة لها بالدين.
اليوم التيار الشيطاني يزحف وبقوة واصرار لخلق مجتمع خاص بديانته (الإبراهيمية الجديدة) تأسيس (مجتمع الميم) لإحياء مجد سدوم وعمّورة، فمن يا ترى سيكون لهم لوط النبي فيعلن الحرب عليهم ولو بشطر كلمة، هذه مسؤوليتنا جميعا قبل أن يحل بنا ما حلّ بسدوم وعمّورة.
(يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ۚ وما قوم لوط منكم ببعيد).(3)
ألا ترون هذه العلامات التي تتزايد كل يوم ، عواصف اعاصير ، جفاف ، فيضانات زلازل. حروب ، جوع ، أمراض . هل ذلك صدفة.
(إن البتولية مع الفضيلة ـ والشرف ـ أجمل؛ فإن معها ذكرا خالدا، لأنها تبقى معلومة عند الله والناس. إذا حضرت يقتدى بها، وإذا غابت يشتاق إليها، ومدى الدهور تفتخر بإكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة المعارك الطاهرة. أما النفاق فلا ينجح، وفراخهم النغلة لا تتعمق أصولها، ولا تقوم على ساق راسخة، وتكون ثمرتها خبيثة ولا تصلح لشيء.ان سحر الأباطيل يغشي الخير، ودوار الشهوة يطيش لها العقل السليم . الرب يستهزئ بهم. ويقتلعهم من الأسس، ويتم خرابهم؛ فيكونون في العذاب وذكرهم يهلك.. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من السماء.
وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض.
ونظرت امرأت لوط من ورائه فصارت عمود ملح.). (4)
المصادر والتوضيحات:
1- سفر التكوين 13 : 13
2- سورة الذاريات آية : 36. و : سفر التكوين 18 : 32.
3- سورة هود آية : 89.
4- سفر الحكمة 4 : 1 - 19.و : سفر التكوين 19: 24.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat