صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

عيد وثني أصبح عقيدة.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعياد الميلاد كذبة رسختها الشهوات في أذهان الشعوب، هي في اصلها عيدٌ وثني كانت تجري فيه الاحتفالات تصاحبها مظاهر العربدة والانحلال ، فكما كانت الطبيعة تودّع في هذا الفصل الشديد البرودة نظارتها وخضرتها كان الإنسان في ذروة هذه الاحتفالات يودع أخلاقه وقيمه من خلال الاحتفال بعيدٍ يُجيز لهم إباحة كل الممارسات اللاأخلاقية حيث تُبين كثرة الرسوم الفاضحة جنسياً مدى أهمية هذه الطقوس المصاحبة لاحتفال أعياد الميلاد.

سببٌ مهم وراء ترسيخ هذه الأعياد، هو الربح المادي الهائل الذي يتدفق من جيوب المسيحيين وغيرهم حتى ممن لا دين له. تتدفق هذه الأموال على الكنيسة ومحلات بيع التذكارات والهدايا ومع الأسف أقولها و(المسلمين) أيضا الذين بدأوا يتبنون أمثال هذه الأعياد المنفلتة التي تتسم بالإسراف الفاحش وتبديد الثروات وعدم الالتفات إلى الفقراء والمُعوزين.

كيف تسللت هذه الأعياد الهابطة إلى الدين ؟

بما أننا نمر في ذروة الاحتفالات بعيد رأس السنة فما علينا إلا بالرجوع إلى الجذور التأسيسية لهذا العيد لنعرف كيف يتسلل بصمت إلى عقائد الشعوب ويصبح جزءا منها.

مثلا اهم رمز في هذه الأعياد هو (شجرة عيد الميلاد).(1) المعبّرة عن الولادة الجديد ليسوع المسيح ــ طبعا المسيحية كلها تعرف أن يسوع المسيح ولد في ذروة فصل الصيف وهذا ثابت إنجيليا، والاحتفال بهذه الشجرة يعود إلى اكثر من خمسمائة عام قبل ولادة يسوع المسيح فهي معروفة في الدولة الإسكندنافية وما جاورها من دول في القطب الشمالي نزولا إلى إسبانيا صعودا إلى روسيا وجزء من آسيا . ولعل اشهر أثر لها هو ما عُثر عليه في مقاطعة (يوهوسلان) على الساحل السويدي الغربي وكذلك مقاطعة اوستفولد في النروج وأماكن أخرى حيث تم العثور على اكثر من (75) خمس وسبعون ألف نقش صخري في اكثر من خمسة آلاف موقع كلها تعود إلى فترات زمنية قبل ولادة يسوع بأكثر من ألف سنة ، حيث تؤكد لنا هذه النقوش اعتقاد سكان هذه المناطق بأن هذه الشجرة الدائمة الخضرة تعبير عن الشباب الدائم وسط زحف (ثلوج الشتاء المعبرة على غزو الشيب). فهذه الشجرة خالدة لا تموت بينما الأشجار حولها تموت وسط الثلوج.(2)

تقول دائرة المعارف البريطانية: (شاعت عبادة الأشجار بين الأوربيين الوثنيين ولم تندثر عند اعتناقهم المسيحية). (3)

بقيت عادة الوثنيين قرون طويلة يضعون فيها غصن شجرة خضراء في باب او باحة بيوتهم فلا تعيين لشجرة معينة فكل شجرة دائمة الخضرة هي تعبير عن الربيع والحياة الدائمة، إلى أن قامت العائلة المالكة البريطانية عام 1841 باختيار شجرة الراتينجية التي نراها اليوم لتزيين احتفالات أعياد الميلاد ، والناس على دين ملوكهم.

أدناه جدول يُبين كيفية انتقال الأعياد الوثنية إلى المسيحية، عيد ساون نموذجا.

1ـ القرن الخامس قبل ميلاد يسوع المسيح كان السلتيون الوثنيين يحتفلون بعيد (ساون).

القرن الأول الميلادي ، اخضع الرومان السلتيين فانتقلت إليهم طقوس احتفال عيد ساونز.-2

3- القرن السابع الميلادي : قام البابا بونيفاس الرابع بتبني هذا العيد ضمن طقوس الكنيسة.

4- القرن الحادي عشر الميلادي : تخصيص هذا التاريخ حصرا للاحتفال لكل المسيحيين.

5- القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي: نقل المهاجرين معهم هذه الأعياد إلى كافة أنحاء العالم.

6- القرن الحادي والعشرين : انتفعت الكنائس من عائدات هذه الاحتفالات فحصلت على مليارات الدولارات من خلال بيع تذكارات هذا العيد.

المصادر والتوضيحات:

1- يقول المفسر المسيحي : يُعتبر عيد الميلاد ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني رغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حدّدوا ومنذ مجمّع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ، ولعلّ دخول الاحتفال بعيد الميلاد إلى الكنيسة يعود لما بعد وفاة الإمبراطور فالنس عام 378، وربما احتفل به في القسطنطينية أول مرة عام 379 وفي أنطاكية عام 380.

2- نقلا عن كتاب : نقوش صخرية في المناطق الحدودية ، الذي نُشر بالتعاون مع مجلس التراث الوطني السويدي. يقول المؤلف : تُظهر النقوش الصخرية لهذه الشجرة في المنطقة الإسكندنافية الجنوبية إنها بدأت منذ العصر البرونزي في بيئة دينية وثنية ثم غطت كل أنحاء أوربا ومساحات شاسعة من آسيا وفيما بعد تم تطويع الدين لاحتوائها على ما نراه اليوم في المسيحية.

3- دائرة المعارف البريطانية شجرة عيد الميلاد

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/26



كتابة تعليق لموضوع : عيد وثني أصبح عقيدة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2024/12/26 .

لم يكن اتهامي لهذا العيد بأنه وثني من اختراعي ولا وصفي لهذا العيد بأنه عيد عربدة وتجرد من الاخلاق والقيم وتعطيل القوانين هذا ما يقوله كبار علماء المسيحية . فكثير من علماء المسيحية يقرون بذلك فقط من ينتفع من القساوسة والبابوات هم يُخالفون ذلك . استمع لهذا الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=h3OtXpd48t4






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net