صفحة الكاتب : انعام حميد الحجية

مبررات الثورة الحسينية
انعام حميد الحجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كتبوا الكثيرون عن الثورة الحسينية المباركة وأسباب قيامها وذهبت التفسيرات باتجاهات مختلفة، أرى معظم تلك التفسيرات لا ترتقى لجوهر النهضة الحسينية، وتوجهت إلى سؤال عرض على سماحة السيد منير الخباز ليكون منطلقا للبحث عن المعنى الحقيقي، وإلا أغلب تلك التفسيرات التي نشرت في كتب ومواقع كثيرة  قصرت عن حراك الثورة ومعدنها, وعن عنفوان  قيمها والحرية ولإباء والتضحية وانشغلوا بمسببات حياتية مفتعلة وموضوعة، وتبحث عن هوية الحركة الحسينية العاشورائية عند أهل الفكر الذين فسروا لنا النهضة الحسينية، وتشاغلوا في فكرتين الحراك الفاعل والحراك الانفعالي 
أصحاب التفسير الانفعالي، يرون أن هناك مجموعة من عوامل فرضت الحراك كونها كانت استجابة لتدارك وإنقاذ النخب الواعية بما كانوا من تصفيات جسدية مثل حجر بن عدي ورشيد الهجري وعمرو بن الحمق الخزاعي، ومجموعة كبيرة من طلائع المسلمين. 
كتب الحسين عليه السلام إلى معاوية (أولست قاتل حجر أخي كندة)، والمصلين العابدين من أصحابه بعد أن أعطيتهم المواثيق الغليظة المؤمنة)، وكان أول رأس رفع على خشبة في الإسلام هو رأس عمرو بن الحمق قتل في الموصل، وحمل إلى معاوية في الشام وأهداه معاوية إلى زوجة عمر بن الحمق وكانت سجينة عند معاوية، فلما رأته قالت غيبتموه عني طويلا واهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية لا قالية ولا مقلية. 
يعتبر بعض المؤرخين أن قتل الصحابة المخلصين من أهل الوعي كان مبررا من مبررات الثورة الحسينية، ولكيلا نتجاوز هذا التشخيص دون أن نتأمل في مفردات ما حصل 
معاوية أرسل بسر بن أرطأة إلى اليمن، وأهلها كانوا من موالي أمير المؤمنين عليه السلام، ذبحوهم واستحيوا نساءهم على سنة فرعون، فقتل الشيوخ الركع وذبح الأطفال ونهب الأموال وسبي العيال، مصادر كثيرة ذكرت هذا الحدث، في كتاب الفصول المهمة شرف الدين ص122 وكتاب البلاذري أنساب الأشراف وتاريخ الطبري الكامل وكتاب الغدير والاستيعاب والبداية والنهاية وتاريخ ابن عساكر، وفعل بنساء حمدان لإخلاصهن لولاية أمير المؤمنين عليه السلام سباهن وأقامهن في السوق شبه عاريات لزيادة السعر حالهم حال سماسرة التاريخ  
يذكر ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب أول مسلمات سبين في الإسلام، جاء في تاريخ أبن الاثير، أن امرأة من كنانة لما رأته يذبح طفلين هما ابني عبيد الله بن العباس صاحت به أن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء. 
والمحور الثاني هو التجويع الاقتصادي فقد تعامل معاوية مع المواليين للإمام علي سياسة التجويع، حاربهم في أرزاقهم، ضيق عليهم أعمالهم، قطع عنهم مصادر الرزق، تعامل معهم بلغة الجوع، كتب ابن الأثير في كتابه الكامل شهادته أن معاوية كتب إلى ولاته، وقال لهم من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان واقطعوا رزقه وعطاءه، 
وجدت بحثا بعنوان سياسية معاوية ومبررات الثورة، بشبكة المعارف الإسلامية أن معاوية مارس سياسة الإرهاب والتجويع، وإحياء النزعة القبلية واستغلالها باسم الدين وشل الروح الثورية ، بعث بسفيان بن عوف الغامدي (اقتل كل من لقيته ممن هو ليس  على مثل رأيك واخرب كل ما مررت به من قرى وحرب الأموال  فأن حرب الأموال شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب، واستخدم الجوع  لأنه أحد عوامل الخنوع)، استخدم معاوية هذا  السلاح ضد تيار المعارضة، ومن اساليب التجويع رفع أسعار المواد الغذائية الرئيسية، عملت السلطة الاموية على رفع أسعار الحنطة في المدينة المنورة حتى لا يستطيع شراءها إلا المترفون وبالمال, كان معاوية يشتري الذمم. 
والمحور الثالث هو حدوث الطبقية في المجتمع، إغداق المال على الطبقة الموالية للسلطة وعاشت الأمة بين طبقة رأسمالية وطبقة كادحة لا تملك قوت يومها، المؤرخون يقولون (زيد بن ثابت أحد الصحابة عندما  توفى كان عنده من الذهب والفضة ما يكسر بالفؤوس فضلا عن الأراضي والضياع والأموال الأخرى ومروان بن الحكم كان عنده خمس مئة الف دينار والدينار قوت شهر في ذلك الوقت، وعمر بن العاص عنده ثلاث مئة الف دينار وخمس وعشرين غير الضياع والأراضي والنخيل، وهذا يعني أن معاوية ودولة معاوية كانت تسير بالفساد الإداري والفساد المالي، وهذه المبررات مثل قتل النخب الواعية وتجويع المسلمين  والطبقية فرضت على الحسين عليه السلام، أن يقوم بحركة الطف فهؤلاء المؤرخين يعتقدون أن الثورة كانت استجابة انفعالية ولولا وجودها ما تحرك الحسين عليه السلام. 
والاطروحة الثانية ترى النهضة الحسينية مخطط إلهي مرسوم قبل موعدها بسنوات ولا ترابط بهذه المؤثرات وإنما هي ثورة إصلاح ودفاعا عن الدين والنفس


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انعام حميد الحجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/23



كتابة تعليق لموضوع : مبررات الثورة الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net