الى من بعدها أرهقني
فِداءُ الحبِّ من شيمِ الكرام
ألا ياليتني والقلبُ ظامي
إليكِ أكونُ فوقكِ كالغمام
وأهوي فوق روضكِ كالكناري
وأشدو في هواكِ مع اليمامِ
وليتكِ كنتِ بدراً في سمائي
وقربكِ صارَ ليلي ألفَ عامِ
ويحملني اليكِ الليلُ طيفاً
فأحظى في لقائكِ بالمنامِ
متى ألقاكِ يا أغلى الأماني
أكادُ أذوبُ من حرِّ اضطرامي ؟ (1)
فليتكِ تعلمين كم اشتياقي
لساني عنهُ يعجزُ في الكلامِ
فوجهكِ لحظةً ما غابَ عنّي
أراكِ معي وماثلةً أمامي
فلم أرَ مثل وجهكِ فاض حسناً
ولا قلباً كقلبكِ في اهتضامي
لوَانَّ فؤادكِ القاسي جميلٌ
كوجهكِ ما اشتكيتُ من الخصامِ
ملاكٌ أنتِ من عسلٍ وعطرٍ
جمالكِ ما رأيتُهُ في الأنامِ
وثغركِ فيهِ أزهارُ الأقاحي
تفتّحُ في كلامٍ وابتسامِ
وقدُّكِ ماس غصناً في دلالٍ
رأيتُ الحسنَ كلّهُ في القوامِ
فلا تستغربي إنْ همتُ حبّاً
بحسنكِ أو بكِ ازداد اهتمامي
فقلبي للجمالِ إذا تجلّى
يخبُّ بلا عنانٍ أو لجامِ
ولستُ مبالياً يُدمى فؤادي
بحبّكِ ما اشتكى حرَّ السهامِ
ولستُ بهائبٍ إنْ متُّ عشقاً
فِداءُ الحبِّ من شيمِ الكرامِ
فحبّكِ قد تمشّى في عروقي
لهيباً بل تغلغلَ في عظامي
وعاشَ بأضلعي مذ كان طفلاً
ويبقى خالداً بعدَ الحِمامِ (1)
أُفكّرُ فيكِ في صبحي وليلي
وقلبي ضجَّ من حرِّ الأوامِ
سلامك من بعيدٍ زاد غُلّي
وهل يُروى الغليلُ من السلامِ ؟!!!
فيا حلماً يراودني فيُصلي
هواكِ جوانحي بلظى الغرامِ
فما أحببتُ غيركِ في حياتي
وما لي غير قربكِ من مرامِ
أريدكِ أن تكوني الشمسَ دفءاً
ولي قمرا منيراً في الظلامِ
(1) الحِمام : الموت
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat