كتب شقيقي الحبيب الشاعر والاديب الكبير د ، فارس عزيز مسلم الحسيني
مُفتَرَقُ الطَّريق !
..........
قالَ ذلكَ الرَّجُلُ المُتفَرِّدُ عن الجَميعِ _ من مُخلَّع البسيط _ :
١.أسِيرُ وَحْدي بِلا رَفِيقِ !
لَكُمْ طَريقٌ ، وَ لِيْ طَريقي !
٢.أَنا بَعِيدٌ عَنِ الجَميعِ
أَعِيشُ فْرْدًا بِلا قَطِيعِ !
فأجبته بقصيدتي آمل ان تروق له ولكم
الثبات على المبدأ وعدم الانجراف مع القطيع
قلتُ :
تمسكْ في شموخك يا ابن أُمّي
فما في الناس مثلك من قريع
وما مستغربٌ إنّا أُباةٌ
شموخُ الأصلِ بادٍ في الفروعِ
وإنّا لم نُدرْ خدّاً ذليلا
فنحنُ أجلُّ من خدٍّ ضريع
وأنّى نشتكي ذلّاً وهضماً
ولم نلبس بها ثوبَ الخنوعِ ؟!!!
وكم خاطبتُ نفسي لا تروعي
فما لكِ غيرُ صبركِ من دروعِ
فإنّ حياتنا فخٌّ كبيرٌ
تفيضُ من المواجعِ بالدموعِ
همومٌ أم جبالٌ تحمليها
وكيفَ حملتِ ما لم تستطيعي ؟!!!
وإنّي ما رأيتُ سواكِ خلّاً
صدوقاً غيرَ أمرِكِ لا تطيعي
وما قابلتُ ذا رأيٍ سديدٍ
فعقلي في دياجيها شموعي
وفيها لم نكن إلا ضحايا
فما كانتْ سوى عبثٍ فظيعِ
وكم أدمت غرائبُها فؤادي
جليداً ما تشكّى كالجزوعِ
وصوني كبرياءكِ واشرئبي
بعزّكِ أنتِ في حصنٍ منيعِ
تسامي واشمخي كالنخلِ عزّاً
يموتُ النخلُ في كسر الجذوعِ
لغير الله ما أحنيتُ طهري
إذا اعتاد القطيعُ على الركوع
ولستُ بهائبٍ أحداً سواهُ
لقد أخفيتُ صخراً في ضلوعي
زحامٌ حيثما وجهّتُ وجهي
من الاوباشِ بانوا في جموعِ
وكل التافهين سعوا سراعا
لشرِّ نهايةٍ وبلا رجوعِ
ولستُ بقائلٍ نفسي ثباتاً
لعلمي أنتِ في حصنٍ منيعِ
رأيتُكِ في الرياحِ الهوجِ طوداً
رزيناً ما انجرفتِ مع القطيع
ولستُ محذّراً أخشى انصياعاً
لهُ يوماً وأخشى أن تضيعي
وهل أخشى على نجمِ الثريا
فأنتَ أجلُّ فيهِ من الوقوعِ
محالٌ أن تحيدي عن صراطٍ
جديبٍ موحشٍ خالٍ مُريعِ
رعاع الناس بالتهريجِ سادوا
على الدنيا بذا الزمنِ الوضيع
وإن ملكوا الحياةَ فلا تبالي
فأنتِ أجلُّ من ذلِّ الخضوعِ
لو انَّ الرزقَ منهم سالَ تبراً
لهانَ عليَّ عزّاً أن تجوعي
لو انَّ نعيمها يُحظى بذلٍّ
لآثرتُ الهلاكَ على الخنوعِ
فإنَّ العزَّ أغلى من رغيفٍ
وكأسُ الموت أشهى من خنوعِ
فعزّكِ لا تساميهِ نجومٌ
فصوني كبرياءَكِ لا تبيعي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat