أمريكا و حلفائها لا يمارسون ازدواجية بحق الثورة البحرينية و الدليل احداث الجمعة الماضية
محمد علي البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مشهد يوم الجمعة الماضية واضح تماما لكل من كان له عين وقلب ، قادة جمعيات سياسية بارزة يخرجون في مظاهرة سلمية فتقوم قوى المرتزقة بكل وحشية وعنف بقمعهم ، والواضح ان هذه القوات تعمدت القاء اسلحة القمع فوق رؤوس المتظاهرين مباشرة مستهدفة بذلك احداث اصابات قاتلة للمشاركين وهو ما نتج عنه اصابة احد المتظاهرين بكسر في جممته و اصابة عدد من قادة الجمعيات المعارضة .
التقنيات الحديثة لم تبخل علينا هذه المرة في كشف حجم الاستهتار الرسمي بحياة الناس و رموزهم فالصور و الفيديوات اظهرت بما لا يدع مجالا للشك حجم الجريمة التي مارستها قوى المرتزقة ضد متظاهرين سلميين .
ولكن في ظل ما كشف عنه من جريمة كبرى قل مثيلها في التاريخ يبرز سؤال مهم هنا و هو أين موقف الدول التي تدعي دعم الديمقراطية و وقوفها مع الشعوب و حقوق الانسان ؟ لقد خيم على هذه الدول الصمت المطبق .
اتذكر ذات مرة انني كنت اشاهد في التلفاز حديثا للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي و حينها كانت الازمة في اشدها في البحرين تكلم ساركوزي عن قضايا مهمة و عن دول الربيع العربي كافة و لكنه لم يذكر البحرين قط و الذي اثار استغرابي اكثر ذكر ساركوزي للانتفاضة الايرانية فيقول موجها خطابه للقادة الايرانيين لا تعتقدوا اننا نسيان مشهد تلك الفتاة التي ماتت قبل اعوام في الانتفاضة الايرانية .
الذي اثار استغرابي ان هذا الرجل تذكر انتفاضة شعب تمت قبل اعوام ولم يتذكر انتفاضة شعب يقتل اثناء ما كان يتكلم سيادته . لم اسمع من ساركوزي او اي قائد دولة اوربية او غربية ان ذكر في مؤتمر ما انه لن ينسى دماء الشهيد ابو حميد الذي خرج في الشارع بكل سلمية ليهتف بسلمية سلمية ليقتل برصاص الجيش البحريني لم اسمعه يتكلم عن الرؤوس التي تهشمت من قبل قوات المرتزقة البحرينية بكل بشاعة والتي يفر الانسان من بشاعتها حتى لمجرد رؤيتها .
غريب أمر هذا الرئيس و اضرابه كنت أسمع عشرات التصريحات عن ليبيا الغنية بالنفط و لاحقا عن سوريا ولكن عندما تذكر قضية البحرينية تجف الاقلام و تخرس الألسن .
الجريمة الاخيرة التي ارتكبت بحق قادة المعارضة وعدم وجود ردة فعل حتى على مستوى الإدانات و التصريحات ترسخ القناعات حول ازدواجية المعايير التي تنتهجها هذه القوى بحق القضية البحرينية . ولقد اوضح الرئيس الامريكي أوباما بما لايدع مجالا للشك سر هذه الازدواجية حينما وصف النظام البحريني بالصديق " المقرب " .
هذه الجريمة لو ارتكبت في دولة اخرى غير البحرين لاستنفرت امريكا و حلفائها كل قنواتها الاعلامية و السياسية و لربما وصل الأمر لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث الموضوع و لكنها جرت من قبل نظام حليف يحق له فعل كل شئ .
لم يعد احد في البحرين يشك في ان امريكا و حلفائها هي من توفر الغطاء للقمع الذي يجري بحق الشعب أما المسرحيات التي تظهر بنفس السيناريو في كل مرة والتي تظهر فيها امريكا بدور المدافع عن الحريات العامة في البحرين و من ثم تقوم قوى الموالاة بمهاجماتها و تتراجع امريكا قليلا عن دعم الحريات في البحرين ظاهرا بحجة الهجمة الشرسة التي تعرضت لها هذا السيناريو المكرر لم يعد لينطلي على أحد .