مزار السيدة خديجة (ع) في الكوفة شاهد لمقبرة جماعية
د . احمد الجراح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . احمد الجراح
![](images/warning.png)
شَهدتْ مدينة الكوفة العلوية المُقدّسة حدثاً دينياً ومعنوياً تمثّلَ بافتتاح الشبّاك الجديد لضريح السيدة خديجة بنت الإمام علي (عليه السَّلام) بتاريخ (1نيسان 2023)، وكانت ليلة الافتتاح مناسبة لحضور رسمي وجماهيري حاشد للزوّار من العراق والبلاد الإسلامية.
وفي كلمة القاءها الأمين الخاص للمزار الشيخ علي الجراح أشار فيها الى أهمية هذا الحدث التاريخي والذي يشهد احتفالاً وتجمعاً كبيراً لشخصيات المدينة ووجهاءها، مذكراً ومبينا تاريخ هذا المكان الذي شهد في عام 1991م، احداثاً مؤلمة تم فيها ازهاق العشرات من الأرواح ودفنهم بشكل جماعي عند دخول قطعات من الجيش لقمع الانتفاضة الشعبانية المباركة في مدينة الكوفة والنجف الاشرف، وما تلاها بعد ذلك من مواقف عديدة مثلت سياسية البعث التي بطشت في العراقيين وأبناء هذه المدينة الكريمة، ومما ذكره أيضا: وعلى مقربة من المكان وبجوار مسجد الكوفة المعظم شاهدتُ في احدى الصباحات الباكرة امرأة عليها أثار الحزن والألم الشديد، ولصعوبة الموقف لم يجرؤ على سؤالها أي أحد، الى ان جاء احد وجهاء المدينة (الحاج مقداد السعد) فسألها عن حالها، فأجابته انها بانتظار افتتاح السوق وتجمع العمال كي تستأجر اثنين منهم من أجل احضار ابنيها الذين اعدمهما النظام الدموي في سجن ابي غريب- بغداد.. كان موقفاً مؤلماً مع انه ليس بالغريب عليَّ وعلى الجميع لعلمنا بقمع السلطة ودمويتها، الا ان الذي شغلني هو التفكير بلماذا هي لوحدها أين ارحامها اين اقاربها اين جيرانها؟ ومع وضوح الاجابة وكيف كان يبطش بكل من يتعاون مع هذه الاسر أو يبدي المساعدة.. اخذ التفكير مني بالواقع مأخذاً كيف نعيش احراراً؟ مع اننا خارج السجن كنا نشعر بعدم الحرية وكأننا مسجونون، بل ربما السجن اهون حالاً.. لازالت تلك الذكرى وذكريات عوائل كثيرة عالقة بذهني تجسد حياة العراقيين في زمن القمع والاضطهاد ولا يمكن ان تقاس تلك الايام بغيرها على الاطلاق، وها نحن اليوم نحتفل ونحي المناسبات بأمان، لابد من ان نشكر الله على هذه النعمة وان نستذكر الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمتها تلك الدماء الطاهرة، كاشفاً ان المكان سيشهد إقامة نصب تذكاري يخلد تضحيات الشهداء.
يشار الى ان فريق دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء الذي ترأسه مدير عام الدائرة السيد ضياء كريم والسيد عامر جبار والسيد ضرغام كامل وأخرين مع أعضاءٍ من اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP)، وبناءً على عدد من الشهادات التي تم توثيقها من قبل الفريق أعلاه، كشفوا عن وجود عدد من الرفات يتراوح بين (20-50) معظمهم من الثوار القادمين من محافظة السماوة، وذكروا أيضا في افادتهم الى حدوث أعمال حفر ورفع بعد عام 2003م، وكذلك شهادة أخرين من الذين تجمعوا اثناء المباشرة بالحفر الى رفع عددٍ منها بعد عام 1991م مباشرة وبشكل سري.
هذا وقام فريق المقابر بحفر ثلاثة خنادق اختبارية في ساحة المرقد والتي كانت تشهد عملية اكساء قد وصل الى النصف تقريباً، فلم يتم العثور على أية عظام بشرية او دليل مادي على وجود المقبرة الجماعية، وكما ثبت أيضاً في تقرير الكشف الفني الصادر من الفريق، ومما ورد ايضاً "ان الأرض قد تعرضت الى اعمال دفن خلال عمليات صيانة وترميم المنطقة، اذ كان هناك طريق معبد بالأسفلت وجد بقاياه على مسافة 60سم من الحفر وارتفاع ذلك الاسفلت كان 10سم، كما تم العثور على بعض العظام الحيوانية".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat