صفحة الكاتب : ايمي الاشقر

قصة قصيرة كيف يكون الفرار؟؟
ايمي الاشقر

حينما كانت طفله صغيرة كانت رقيقة الملامح و الطباع راقيه فى جوهرها و اسوبها , عذبة الصوت , تختلف فى تركبيتها الظاهر منها و الباطن عن كل افراد عائلتها و كانها تنتمى لعائله اخرى !! , و رغم انها طفله بريئه الا ان عيناها كان يسكنهما حزنا كبيرا و كانها عيون امراه كبيره اكل الدهر عليها و شرب !! فلقد حرمها القدر من الاب .. لم يكن متوفياً بل كان على قيد الحياه لكن الانانيه كانت متجسده فى شخصه و الهمجيه و العدوانيه هما منبع اخلاقه و الام كانت مثال للسلبيه و ضعف الشخصيه و بينها و بين التخلص من سلبيتها بحور يليها سدود !! لقد زرعها القدر فى اسره تحيا بقانون الغابه و منطقها , فكان الكبير يفرض سطوتة على الاصغر منه و الصغير يظل تحت مظلة الخوف و الضعف حتى يصبح كبير فيمارس نفس الاساليب العدوانيه التى كونت الاركان الاساسيه لعقله فى الماضى مع الاصغر منه و هكذا ..! و كانت بينهم تائهه التعجب يحيا بداخلها و يسود ! كانت عندما تنزل الى الشارع كان الجيران يمزحون معها قائلين .. انتِ لستِ ابنة هؤلاء بل ابنة اخرين , لكن هذا الحديث لم يمر على اذنيها فحسب بل انساب الى وجدانها بقوه و كانها غارقه امسكت فى يدها القشه التى ربما تنقذها ؟! و سكن به و بات الحلم الذى تمنت بكل كيانها ان تراه على ارض الواقع يوما ما و مرت السنوات و هى تحلق فى سماء الانتظار و النفور و الاشمئزاز و الرغبه فى الفرار تعلو و تعلو حتى باتت جبال شاهقة الارتفاع تعلو فوق قلبها الذى احرقته نار الظلم و العدوانيه !! و لكن الحلم انساب من بين اصابعها كحبات الرمال فلقد ايقنت حينما انتُزعت منها طفولتها و اصبحت اكثر نضوجا ان حديث الجيران كان مجرد مُزاح لا اصل له الا انهم حقا يرون انها تختلف عنهم !! و لكنها لم تقتل الامل بداخلها بل باتت تحيا فى انتظار فارس الاحلام الذى ياتى و ينتشلها من هذا العالم الى عالمه الذى تجد فيه روحها التائهه  و تحيا بالحب فى قلبه , و لكن خيبة الامل هى نهاية كل امل شيدته على كل رجل اقتحم حياتها بهدف فك رموزها و إزاحة الستار عن ما بداخلها و ليضع يده على سبب الحزن الذى يملأ عيناها و لغة الصمت التى تحيا بها ,وحينما يصل الى هدفه يرحل عنها !! تاركها غارقه فى بحر بلا  شطأن من الياس و الاحباط , و مرت السنوات و رحلت عنها اجمل سنوات الشباب سنه تلو الاخرى وهى فى انتظار القلب الكبير الذى يحتضنها و العقل المستنير الراقى الذى يحتويها وبعد ان اختبئت اجمل سنوات عمرها فى طيات الزمن , الغيوم حجبت ضوء القمر , و طال الليل , و تلاشت شمس الامل فى الافق  و مازالت تتسأل .. كيف يكون الفرار ؟؟؟؟؟ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمي الاشقر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/16



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة كيف يكون الفرار؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net