صفحة الكاتب : انعام حميد الحجية

الحسين والاعلام الداعشي
انعام حميد الحجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كيف يقرأ الانسان العربي حيثيات الواقع السياسي  اليوم ؟ سنجد ان هناك قضية مأسآوية تجعل القراءة مزاجية ممصلحة  وغير منصفة ولا تعتمد على واقعية ، فالدواعش عبر ترسبات الاعلام الاستعماري الاوربي  والاسرائيلي  واتباعه من  انظمة الدول العربية الحاكمة صار يمثل دولة الاسلام مع كل الجرائم التعسفية التي قام بها من قتل وقطع رؤوس  وسلب ونهب  وتشويه معالم الوطن العربي والهوية العربية وتشويه معالم الاسلام ،والعالم يطلق على داعش تنظيم الدولة الاسلامية ، وعندما يهب ابناء الوطن لتحرير بلادهم ويقدمون التضحيات الكبيرة يعمل الاعلام على تشويه سمعتهم وتمزيق هويتهم ومعاملتهم  على انهم حشد بلا هوية  وبلا عفة ، ومن هذه الاسقاطات السياسية على واقع نحن نعيشه نسأل  كيف سيتعاملون مع التأريخ الثوري للنهضات الثورية والتحررية ؟ نستدل من هذا التشخيص  اسقاطات  السياسة المعاصرة على ثورة الحسين عليه السلام  من تشوهات فكرية وزرع شبهات في ثورة اسلامية ناهضة قام بها إمام معصوم ، ليصير المتجاوز  على الخلافة الشرعية هو الحاكم الشرعي بينما الثائر من اجل حق مغتصب هو المتجاوز على الشرعية ، ويعامل  اللصوص دواعش التأريخ  على انهم  اصحاب الشرعية ، ويعاملون كما يعامل الدواعش اليوم  على انهم نواة الدولة الاسلامية ، يذكر المؤرخون  ان الحسين عليه السلام  لما خرج  من مكة  رأى قافلة  متجهة الى الشام  حيث أرسل  والي يزيد  بن معاوية  على اليمن ليزيد  قافلة  محملة بالزينة  وبالأموال والامتعة ، لما  رأى الإمام الحسين عليه السلام القافلة أمر بمصادرتها  فصودرت القافلة  كلها بما فيها  من اموال وامتعة ، اليوم هناك من يسأل  لماذا تصرف الحسين عليه السلام  هذا التصرف ؟ لماذا صادر قافلة  محملة من الاموال  والامتعة  و سبب  المصادرة  ومنشؤها ، ان كل إمام معصوم له الولاية العامة مستندا  على ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) النبي أولى بالناس من انفسهم ليس تجاوزا ان يتصرف الامام الحسين عليه السلام في قافلة ذاهبة من اليمن الى يزيد  فيأمر بمصادرتها  بتمام اموالها  هو الولي الحقيقي  ، ورد في التأريخ  ان معاوية اعطى  الحسن والحسين  عليه السلام  مائتي الف دينار  وقال خذها مني وانا ابن هند فاجابه الحسن عليه السلام وانا رددتها عليك وانا أبن فاطمة ،  فهل يتكرم ابن هند بمال هو اساسا سلبه من شرعية حكومة الحسن عليه السلام  ، متى يفهم دواعش الفكر انهم اهل بيت مبارك لا تشملهم مطامع الدنيا ، واما من يريد ان يصطاد في الماء العكر على طريقة دواعش هذا الزمان  ويعتبرالخصوم هم الدولة والحشد هو المتجاوز  ، نجد مثل هذه الاسقاطات ليست موضوعية  وقد غابت عن اذهانهم  الكثير من الامور ، الحسين عليه السلام لم يعترف يوما بيزيد خليفة  ، وأعلن  امام الناس  والتاريخ ان يزيد حاكم غير شرعي و ماهو الا رئيس عصابة اعتلت العرش بالقوة والجبروت ،وعليه  استرداد  الاموال المغصوبة في مقام  القدرة عليه ، فعلها أمير المؤمنين عليه السلام عندما استلم الخلافة وصادر الاموال  المسروقة الى  المال العام  ، وهذه الاموال التي احتجزها الحسين عليه صرفت للخليفة وليس ليزيد شخصيا ،الاعلام يتهاون عن ذكر تجاوزات معاوية على حكومة الامام علي عليه السلام وعلى خلافة الامام الحسن عليه السلام الشرعية ،الرواية  لاتتنافى مع عقيدتنا ، فلا يحق لإحد ان ان يحكم من ضمن داعشيته التي شط منها دولة اسلامية ، والجميع يتحجج ان القافلة كانت شخصية ، ولم تثبت  المصادر ان القافلة كانت تحمل هدايا شخصية ليزيد وانما هي اموال محملة لمنصب الخليفة  ، والحسين اولى بها ، والبعض استغل القضية ليطعن علماء الشيعة  ،ولا يوجد ادق وأورع من علماء  الشيعة في نقل الوقائع  والاحداث لأنهم ليسوا كتابا ومؤرخين على ابواب السلاطين حتى يقلبوا الكثير من الحقائق ، كما هو المألوف في الموروث ، وامام  هذا الموقف  نجد اولا الحسين عليه السلام خالف منصب يزيد ولم يبايع له بالخلافة فهو لايرتبط بعهد اومبايعة تشكل عليه الذمة ومع هذا كتب تاريخا انسانيا مشرفا حين سقا جيش الحر بن يزيد الرياحي الماء هم وخيولهم  تصرف معهم بمسؤولية شرعية الانتماء الى إمامته ولم يحسبهم ندا له ويحاسبهم على اساس هم من اتباع يزيد او ابن زياد ، الحسين عليه السلام لا يحتاج الى مال حرام ولا الى سلطة غير شرعية ولا هو ممن يسعى لامور الدنيا ويترك الآخرة ، ،ولهذا صار علينا رصد مثل هذه الثغرات التي يستغلها دواعش الفكر ليطعنوا بالدين ورموزه التي هي مثا ل الانسانية في كل زمان ومكان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انعام حميد الحجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/27



كتابة تعليق لموضوع : الحسين والاعلام الداعشي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net