التفكير السائد والغالب على البشر، أنهم يقعون في فخاخ قوة الوهم، وهم يظنون أنهم يفكرون تفكيراً عقلياً رصيناً.فخاخ الوهم هذه لايسلم منها حتى المفكرون وصناع الرأي ، بل حتى من كتب في فكر الحداثة، اعتمدوا على أسلوب المغالطة والوهم.
الوهم يدب في الأفكار دبيب النمل؛ ولذلك يجب ان نخصع أفكارنا لقوة العقل وسلطانه وبراهينه وأدلته.من التفكير السائد الذي نخضع فيه لسلطان الوهم ، هو أننا كبشر لانستطيع ان ننام في غرفة فيها ميت، فنحن في ذلك خاضعون لقوة الوهم وسلطانه ، رغم أن العقل يقول لنا: أن الميت ليس له القدرة على أن يحدث أي أثر ضار علينا أو أن يحدث أي أثر شرير يربك به حياتنا ؛ لأنه فاقد للقدرة على التأثير والحركة وأي فعل من الأفعال.التفكير البشري في أغلبه يعتمد على المشابهة في الحكم على الأشياء، فنحن حين نرى سائلاً غليظ القوام متماسكاً نحكم مباشرة على سائل آخر يشابهه في هذه الصفات بأنه حلو المذاق في حين أن قوة العقل تقول لنا ، أن هذا السائل ليس بالضرورة يكون حلو المذاق، فقد يكون حلواً أو مراً أو حامضاً.السفسطة في تفكير الذين تبنوها تعتمد على المغالطة والوهم.
التفكير الفقهي الذي يعتمد على القياس الفقهي(التمثيل)، هو تفكير واقع تحت تأثير قوة الوهم بدلاً من أن يعتمد على قوة العقل.والقرآن تحدث عن صنف من الناس وقع تحت تأثير الوهم وفخاخه كما في قوله تعالى:(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). الكهف:الآية: (104)
التفكير الإنساني الرصين هو التفكير الذي يجب أن يخضع لقوة العقل وبراهين العقل وأدلة العقل، ويبتعد عن الوهم والمغالطات والظنون التي لاتغني من الحق شيئاً. الإعلام اكثره يعتمد قوة الوهم بتسويق المغالطات وقلب الحقائق، وللأسف تحول الإعلام الذي يجب أن يكون إعلاماً يقدم المعلومة والحقيقة للجمهور، إلى دعاية وتضليل وإفتراء.
هذه الفكرة طرحتها لتنبيه القارئ الكريم إلى خطورة تبنى الوهم بدلاً من العقل في التفكير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat