(المضيء من السيرة) سماحة الشيخ محمد تقي الفقيه رحمه الله
د . تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . تقى محمود السعدي

البحث في المواقف الحياتية لعالم موهوب، ودراسة مكامن عبقريته والأحداث التي عاشها، والأثر الذي خلفه شيء مذهل
الشيخ محمد تقي الفقيه مرجع ديني مشهود له بالعلمية والفضل والتفوق لدى ذوي الاختصاص من الفقهاء المعاصرين، وللكشف عن الجوانب المضيئة في حياته لا بد من تقديم هويته التعريفية
هو الشيخ محمد تقي بن الشيخ يوسف الفقيه المعروف بالحريصي وحريص قرية تابعة لقضاء بنت الجبيل في أقصى جنوب لبنان، جبل عامل.
تعرف أسرته بآل الفقيه ولد عام 1911 م، سجل حافل لحياة هذا العالم الجليل، تجربة علمية مهمة، كان لا بد لمثل هذه الشخصيات أن تعولم.
لدينا شخصيات علمية كبيرة غمط حقها الأعلام، شرع في قراءة القران، ثم درس كتاب الآجرومية، وكتاب قطر الندى مع أخيه الشيخ علي في قرية حريص، ثم انتقل إلى قرية مجاورة عام 1920 لمتابعة الدراسة ومنها إلى قرية الشقراء فانتهي من دراسة الألفية، وأتقن نظم الشعر في سن مبكرة.
قراءتي لسيرة الشيخ محمد تقي الفقيه جعلتني أشعر بالفرح وأنا أكتشف لنفسي عوالم العلم والجمال، لهذا صرت أتتبع خطوات الدرس وأسماء أساتذته في جبل بني عامر، بعضهم من حريص مثل الشيخ أحمد الحاج قاسم خليل، والشيخ أحمد مروه، والشيخ حسن سويدان، والبعض الآخر من قرية شقراء مثل الشيخ حسين عبد الله غريب، ومحمود الأمين عم محسن الأمين.
يتوقف المتأمل في حياة أغلب العلماء، هو المرتكز المكاني المضيء بالعلم والنور.
أرسله والده إلى النجف الأشرف مع أخيه الشيخ علي، أمضى فيها 29 عاما أكب على الدرس والتدريس والتبليغ والتصنيف، حتى حاز مرتبة الاجتهاد المطلق الذي شهد له بها محسن الحكيم قدس سره.
ترتكز قراءتنا لهذا العالم الجليل بأخذ بعض المعلومات التي تمكننا من تسليط الضوء على حياته وجهاده وعلميته، أفادته النجف في بناء شخصيته العلمية بين أساتذة وتلاميذ، نذكر من الأساتذة السيد محسن الحكيم، حسين الحمامي، الشيخ عبد الرسول ابن الشيخ شريف الجواهري، الشيخ محمد علي الكاظمي، الخرساني الشيخ محمد حسين كاشف غطاء، وابرز سلامة الشيخ محمد تقي الجواهري، محمد حسين الحمامي، مهدي الحكيم، الشيخ مفيد الفقيه، وعلي بن حسين بن يوسف مكي، ومجموعة من العلماء.
إن ما نكتبه من سيرة الشيخ محمد تقي الفقيه يعتمد على التدوينات الموجودة في بعض المواقع والمعتمدة على ذاكرة بعض من رافقه الدرس، استطاع بمكانة النجف أن يقدم منجزا مهما، قام بأنشاء المدرسة اللبنانية في النجف سنه م1957، كان ملازما للسيد محسن الحكيم وقد عهد إليه بتدريس أولاده وأوفده إلى قلعة سكر، مدينة في أطراف العراق للتبليغ الديني كوكيل له.
هناك عاد إلى لبنان عام م 1913 م وأقام في حريص، وتاره في بيروت، وفي صور أيضا، بقى منكبا على التدريس والتأليف والقضاء بين الناس.
له مجموعة كبيرة من التلاميذ في لبنان، وله مؤلفات عديده وكتب مطبوعة مثل (جبل عامل في التاريخ / جامعات النجف في عصرها الحاضر/ قواعد الفقيه في فلسفة التشريع) والكثير من الكتب والكتيبات والرسائل الفقهية.
دعاه الأجل أثر مرض عام 1939م فنقل جثمانه إلى النجف بوصية منه، ودفن إلى جنب أخيه الشيخ علي الفقيه رحمهما الله ورضا عنهما وأسكنهما جنة الرضوان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat