(وجود ما بعد الرحيل)// ( سيرة سماحة الشيخ خليل الشيخ حسين مغنية) 
د . تقى محمود السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إن حكاية الإنسان حكاية مسار يسعى فيه لبناء واقع لا يموت ،هذا حال العلماء في انشاء منظومة تفصح عن وجودها بعد الرحيل، وتجربة الشيخ خليل إحدى التجارب العلمية المهمة التي لابد أن نتعلم منها  حتى لو مررنا عليها على سبيل الذكر ، وهو جهد لا يخلو من جمال.
الشيخ خليل بن حسين بن علي مغنية ولد في قرية طير دبا  قضاء صور. من سمة السيرة الغيرية التعريف بالرمز المعني ، فكان والده شيخ الطائفة الشيخ حسين مغنية وبعد مدرسة ابيه انتقل إلى النجف الأشرف ليدرس فيها عقد ونصف (خمسة عشرة) سنة حتى نال إجازة الإجتهاد ،
ومن ضمن مهام السيرة استعراض المحطات الحياتية والعلمية اعتمادًا على صدق التجربة وسعة علميتها، ومثل هذه التجارب لابد أن تكون نبراس هداية ومفتتح نصي يؤدي إلى أكثر من قراءة.
عاد بعد حصوله على إجازة الإجتهاد إلى قريته ليؤدي دوره الإنساني والفكري وأقام طيلة حياته منصرفًا إلى القضاء بين الناس وفي التعليم والهداية  والإرشاد 
لماذا نكتب السيرة الجهادية لعالم مجتهد؟ سؤال قد لا يكون جادًا لكن الجواب له أثر معنوي ، هناك ثنائية في عملية تدوين السير ، ثنائية الداخل والخارج ، من خلال السيرة الذاتية  نقرأ المنجز العلمي بالإضافة لكتابته المقالات فلديه بضعة مؤلفات مخطوطة أهمها 

* كتاب المرحلة الفكرية في العقائد الدينية
لقد خص تاريخ التشيع بنقد الآراء المجانية؛ لمعالجة الآراء المغرضة، وذات الدوافع غير العلمية ، فكان الاشتغال على  تقديم الرأي المقبول.
*وكتابه التضحية الكبرى أو (بين يدي الحسين عليه السلام).
قام الإمام الحسين عليه السلام بالعمل ذاته الذي قام به النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم في يوم المباهلة مع نصارى نجران حين أخذ معه أبناءه و نساءه ونفسه، لقد أخذ الإمام الحسين عليه السلام أعز ما لديه من أجل الدفاع عن الحقيقة والقيام لله سبحانه.
لماذا مثل هذه الشخصيات لا يسلط عليها الضوء الإعلامي والتربوي لتكون قدوة صالحة للمجتمع ؟ والشيخ خليل مغنية من الشعراء الكبار وله شعر كثير لكن العثور عليه صعب للغاية
من قصيدة له يمدح فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم 
ماذا ننظم في علاك وننشد * وبداية الأقوال إنك مفرد
عال على هام الوجود وأنه * نور بهالات الهدى يتوقد
في كل نحو للثناء مفوه * وبكل ناحية تشير له يد
يغرد أقصر فلست ببالغ منه سوى * ما يبلغن من الضياء الأرمد
من كان فوق العالمين مقامه * فله الفخار جميعه والسؤدد
راياته بالرفق تخفق فوقه * وشعاره في الناس ألا يعتدوا
شرفت مزاياه فكل مزية * غرا وطاب نجاره والمولد
الإنتماء  المؤمن يحفل بالخلود رحم الله سماحة الشيخ خليل مغنية.

الموضوع السابق (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي) 5 (الدخول في مدرسة أهل البيت عليهم السلام)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat