صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

البنك المركزي و ( التحرش ) بمصالح العراقيين !!
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


البنك المركزي العراقي هيئة مستقلة معروفة المهام والواجبات ، وبغض النظر عن تفاصيلها المنصوص عليها في الدستور او القانون الذي ينظم عمل البنك فإنها موجهة حتما لخدمة  الشعب والبلاد ، وقد تكون لهذا البنك انجازات في علاقاته وارتباطه بالمؤسسات المالية في الخارج وفي احتفاظه بالاحتياطات بما يستحق ( التعظيم ) ، ولكن في الداخل لايزال البعض يعده المسبب في ضباع أكثر من تريليون دولار فيما كان يسموه ( مزاد العملة ) ، والمواطن ( الاعتيادي ) لم يلمس من أدائه ما ينعكس على حياته من حيث الرفاهية والتسهيل وغيرها من التوقعات والانجازات  ، وتلك ليست افتراءات وإنما أمور يمكن تلمسها من خلال أداء البنك المركزي خلال هذه السنوات ، فالبنك المركزي صاحب السلطة والقرار عندما تم رفع سعر صرف الدولار وجعله بالمستوى الذي اضعف حال الفقراء واثر على متوسطي الدخل وقلما أصاب أذاه الأغنياء ، والبنك المركزي هو من ساير واسند حكومة السوداني في إعادة النظر مجددا بأسعار الصرف للتخفيف عن كاهل المواطنين  بجعل السعر 1320 دينار لكل دولار ، وهو قرار أعلن وأثلج الصدور لكنه سرعان ما تحول إلى وبال  ولم يلمس منه  المواطن غير مزيدا من التضخم والغلاء ، فعند إصدار  هذا القرار كان عنوانه رفع قيمة الدينار  عن السعر الذي حددته حكومة ألكاظمي  ، ولكن واقعه أكثر مما كان من قبل  فالسعر فالسائد في الأسواق قريبا من 150 ألف دينار صعودا ونزولا ب( نمرات ) ، والعراقي لم يهنأ يوما بالحصول على الدولار الرسمي إلا عند سفره لخارج العراق والاستفادة من مزايا التصريف التي لا تخلو من شبهات ! .
والبنك المركزي ( العراقي ) هو من اصدر قراراته بوجوب انجاز عمليات بيع وشراء العقارات من خلال التحويل البنكي عملا بسياسات الحد من غسيل الأموال ، وقبل أن يعلمنا المركزي عن الفوائد والمزايا التي تحققت من تطبيق هذا القرار على العقارات التي تزيد أقيامها عن 500 مليون دينار ، بما في ذلك عدد الحالات التي رصد فيها الغسيل وبراءة القرار من الفساد والبيروقراطية هنا او هناك  ،  اصدر قرارا ( جديد )  بشمول العقارات بقيمة 100 مليون بأكثر بذات السياق   ، وهو قرار باركه البعض للحد من تنامي أطماع صغار الفاسدين والحيتان ولكنه اقترن بتعليمات تثير ( الشبهات ) حين حدد المركزي المصارف التي يحق لها تحويل المبالغ للتسجيل العقاري ، فاغلب  تلك المصارف تعرضت لعقوبات الفدرالي الأمريكي بخصوص شفافية وسلامة عمليات التحويل ، وقائمة المصارف المشمولة أعطت المشروعية للسؤال هل إن البنك المركزي مهتم بمسالة العقارات أم إنها طريقة لتوفير ( الخبزة ) لتلك المصارف التي وصلت إلى حافة الانهيار ؟ ، ولم يجيب البنك المركزي العراقي عن أي من تلك التساؤلات كحاله في كل ما يمضي فيه من قرارات وإجراءات ، فالسؤال الأكبر متروك بلا توضيحات حول جدوى تحويل 300 مليون يوميا للاستيراد والبيع لصيارفة الدولار ، فالمواطن ( الاعتيادي ) يشكك في حاجة العراق للاستيراد يوميا بهذا المقدار فكأننا بلا زراعة ولا صناعة ولا انتاج ، وإذا كانت كل تلك المبالغ موجهة للاستيراد فلماذا لا ترتفع إيرادات الكمارك ولماذا الغلو في الأسعار الذي لم ينقطع يوما عن الأسواق ؟ .
وآخر قرارات البنك المركزي  ينطبق عليه المثل ( عرب وين طنبورة وين )  حيث وضع قائمة بزيادة الأجور والعمولات على التحويلات الآلية  عند القبض والدفع  ، فعمولة المنفذ تحولت إلى 4% بدلا من 3 % و كل أجور التعامل الالكتروني ازدادت بشكل غريب ، وذلك  يظهر سؤال بل ملايين الأسئلة حول الموضوع ، فمن اشتكى وطلب منه هذه القرارات والى من ستذهب مردوداتها ومن المستفيد وهل روعيت مصالح الناس ولماذا الإصرار على ( حلب ) الموظف والمتقاعد والرعاية الاجتماعية والأرامل والأيتام وذوي الشهداء والمفقودين الذين أصر البنك المركزي على جعل دفع مستحقاتهم بالشكل الآلي الذي شمله الارتفاع ؟؟ ، ولماذا تتقاطع تلك القرارات مع توجهات الحكومة ( الحالية )  في توسيع وشمول التعامل غير النقدي لقاء تسهيلات بالمجان ؟ ، وتلك  القرارات تعطي الانطباع بان المركزي بمنأى عن المتابعة والحساب حتى وان دعي لمرات في البرلمان لاستضافة تنتهي بلا حزم و قرارات ، وتمادي المركزي في إتباع ذات النهج الذي يؤذي شرائح وفئات كبيرة من المجتمع حتى وان كان بألف دينار   يجب أن يوضع لها حدا ، وإذا كانت الحكومة غير قادرة على ذلك بحكم الفصل بين السلطات ، فان ممثلي الشعب في  مجلس النواب يتوجب أن يؤدوا دورهم الدستوري في حماية مصالح الشعب ، فما يتمناه الناس العدول عن هكذا قرار وبما يترك أثرا طيبا بان المجلس سيختتم دورته الحالية بقرارات تستحق الاهتمام ، وحماية مصالح الناخبين هي الضمانة بزيادة توجههم لصناديق الاقتراع في قادم الدورات ، والبعض يقول ماذا سيفعلون هم او غيرهم لمحافظ البنك المركزي فهل سيقيلونه وهم لم يعينوه  كونه  بهذا المنصب( وكالة لا أصالة ) منذ سنوات ؟! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/19



كتابة تعليق لموضوع : البنك المركزي و ( التحرش ) بمصالح العراقيين !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net