صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

هل المواجهة القادمة في العراق.
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدعوات التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة الامريكية"دونالد ترامب" بعد توليه الرئاسة أثارت موجة غضب كبيرة في العالم،إذ دعى وبشكل مفاجئ وصادم ان الولايات المتحدة ستتولى ملكية قطاع غزة (طويلة الاجل)في فلسطين وتحويله الى منتجع كبير جديد،والذي تحولت الى ميدنة أشباح بعد حرب الابادة الجماعية التي مارسها الكيان الصهيوني ضد هذه المدينة التاريخية،والذي لقى أعتراضات وادانة واسعة من العالم وفي مقدمتها الامم المتحدة والتي اعتبرته تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينين فيما يؤكد ترامب بانتفاء الحاجة لقوات امريكية في غزة،لان أكثر من مليون ونصف فلسطيني سيخرجون طواعية منها، وهو امر لن يمكن تحقيقه وسط هذا الواقع لان أهل غزة لن يغادروا طواعية وهم متشبثون بارضهم ومنازلهم ولايمكن طردهم الا بالقتل والابادة الكلية لهم.

مثل هذه الخطوات التي تسعى اليها الادارة الامريكية سيخلق لها حالة من التمرد في العالم والشرق الاةسط تحديداً،والتي ربما يتنتهي بالمواجهة يوماً ما والتي بالتاكيد ستكون اكبر من حرب العراق ولكن هذه المرة على نطاق اوسع،والتي ستدفع فيها الولايات المتحدة أثمان باهضة عن كل ما أرتكبته من حروب خاضتها القوات الامريكية سابقاً.

الرئيس ترامب لايريد أن يدخل هذه التجربة مرة أخرى وان أستخدام الجيوش تجربة كبدته خسائر كبيرة،إذا ما قارناها بالحرب على العراق والتي كلفت أكثر من 728 مليار دولار وأسفر عن مقتل اكثر من 4500 جندي امريكي وأصبة اكثر من 32 الف آخرين،لذلك هو يلجأ الى خيار آخر وهو السردية في جعل مدينة غزة منتجع سياحي،وهو امر لايمكن تحقيقه لانه غير واقعي ولايمكن تطبيقه على ارض الواقع.

حركة حماس التي تم انتخابها في عام 2006 تحضى بدعم شعبي واضح في غزة وعموم المدن الفلسطينية،وأن المواطن الغزاوي على أستعداد للقتال الى جانب مقاتلي حماس،لان الهدف المشترك هو محاربة الابادة التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ضد الابرياء العزل في غزة،وهذا الامر راسخ في المجتمع منذ ذلك الحين،وخصوصاً وان الكيان الاسرائيلي قتل اكثر من 64 الف شخص،ودرجة العداء الذي يحمله اهل غزة على الكسان الصهيوني والداعمين له من واشنطن وغيرها من دول كانت تدعم إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل،لذلك أصبحت حماس الصوت المنادي بحقوق الشعب الفلسطيني والحامي والمواجه الاول للعدوان الظلام عليهم، وهذا ما انعكس على أرتفاع درجة التعاطف معها.

حرب الابادة الجماعية في غزة قد تخلّف أثاراً كارثية على المشهد الاجتماعي في فلسطين، وتترك أثراً أيجابياً على معادة الصهاينة جيلاً بعد جيل ليس فقط على أسرائيل بل على الولايات المتحدة نفسها،وهذا ما حذر منه قادة الاستخبارات الامريكية ونصحوا به قيادة البيت الابيض،فخطة ترامب من شانها أن تجعل واشنطن العدو الاول في الشرق الاوسط،مما قد يؤدي الى زعزعة أستقرار المنطقة ويؤثر على العلاقة مع مصر والاردن خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع ملك المملكة الاردنية الهاشمية مع ترامب والذي مثل فشلاً في إدارة الازمة من قبل الادارة الامريكية،وضعف في الموقف العربي عموماً.

الشعب الامريكي مطالب الآن اكثر من أي وقت مضى في رفض مثل هكذا مطالب تؤثر على سمعة الولايات المتحدة في العالم،وتجعل الحرب مفتوحة مع الجميع ،ويصبح الشرق الاوسط ساحة حرب وجنائز اموات متحركة لايمكن إيقافها،كما على الولايات المتحدة الخروج فوراً من سوريا والعراق بدل ان تكون هدف سهل للمواقف الشعبية فيها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/02



كتابة تعليق لموضوع : هل المواجهة القادمة في العراق.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net