سيرافقني هذا الوجع آلاتي منك
وهذا الوجه الشاحب في الطرقات
سيقلقني ، ويطرق إغفاءة عين
تلبث صحوا
تعبر آلاف الأيام المنسية
حيث الزرقة في عينيك
كانت بحرا
وحيث الشعر الأشقر
شلال من فجر آت وجذوة حب
يا شبحا يعبر شوارع باريس
ليجثم حزنا في أحداق أتعبها الصمت
ويا امرأة أتعبها الخطو في غير سبيل
لتسلك دربي عبر مسامات المديات
وليلفح وجهي هذا الألم آلاتي منك
يا جانين ...
كم كنت ضحية ؟
وكيف يكابر فيك الجرح
أتراها ألفتك الأشجان ؟
أم توأمك الألم أختا ، وجها من غير هوية ؟
والبرد القارس ، والجوع ، والحلم المفقود
هل أطعمت منها جفنيك لتنامي ؟
أم لا زال رصيف وسادتك يقتات بلهاث الماضي ؟
فيوقظك وملء جفونك رعبا
جمرا يلسع زوايا النسيان
أعشقت ثانية ؟ أشبعت ؟
أم هل ضمك صدر ؟
لا زلت أراك ، شبحا ، ألما ، حزنا
وجها من غير دليل ، بوصلة فقدت قطبيها
وشوارع مترامية الأطراف ، وأرصفة سوداء
وأناسا من غير وجوه
وأنت وحيدة ، تشربك الريح بعيدا
حيث الشرق أغنية تنساب حزينة
لا زلت أراك ، بأثواب الطهر تعودين
بلون العينين الزرقاوين ، بلون البحر
إلى لقياك ، لآلامك ، لسواحل أوجاعك
أبحـــــــر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جانين مونترو : امرأة فرنسية ، بطلة رواية الحي اللاتيني لسهيل إدريس .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat