الأولى:
لم يدع السيد فئة من فئات المجتمع إلا ودعاها للعودة إلى طريق الدين والإنسانية والرشاد. ومن أهم الفئات التي فاجأ بها الجميع هم السدنة الذين خاطبهم بكل قوة ونهرهم وعاتبهم وحذرهم من الاستمرار بتبعيتها للنظام البعثي والانجرار وراء الشهوات والمصالح الخاصة، كذلك دعا الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة إلى التوبة والعودة إلى جادة الصواب، وفي خطبته الأخيرة سلام الله عليه أطلق اكبر مفاجآته حين خاطب فئة كانت منبوذة من المجتمع وهم الغجر الذين لم يأمل منهم أحدا التوبة أو الاستغفار إلا أن مرجع التغيير كان له رأي آخر لأنه يعلم أنهم بشر، لهم حقوق وعليهم واجبات، فاثبت انه مرجعية متحركة لا تحدها حدود ولا توقفها عقبات وانه لا يعمل وفق الأهواء والشهوات والمصالح الخاصة
الثانية
كجده أمير المؤمنين
إن السيد الصدر الذي اشتهر بإقامته صلاة الجمعة في مسجد الكوفة مجاهد ثائرا صارخا بوجه أعدا، متوعدا الظالمين بالعذاب، ومنتقدا السلطة الحاكمة وعدد من فئات المجتمع الضالة، تجده في محراب الصلاة كالسعفة خوفا وخشية من الوقوف بين يدي الله، وهو نفسه العالم المفكر الذي ألف أعظم الكتب وقدم أهم الأطروحات وناقش اكبر الفلسفات، وهو الزاهد بالدنيا المبتعد عن زخرفها وزبرجها، الورع التقي، مشابها لجده الإمام علي بن أبي طالب الذي تجده في سوح المعارك أسدا وسيفا بتارا بوجه الكفار، وتراه باكيا متذللا خائفا في خلوته مع الله الذي لم يعرفه إلا اثنان هو ومحمد الرسول صلى الله عليه وآله.
الثالثة:
قول الشهيد الصدر في خطبة الجمعة الرابعة والثلاثون التي ألقاها في مسجد الكوفة المعظّم "إن زمان الإمام الصادق (عليه السلام) اقترن بالرغبة العامة من قبل أفراد المجتمع من مختلف مذاهب الإسلام بتلقي العلم، ودفع الشبهات عن الدين، بسبب تصاعد الجدل والشبهات التي كانت تحصل من قبل الدهريين والملحدين و عملاء المستعمرين".(دستور الصدر:ص512: إسماعيل الوائلي) ويضيف السيد الصدر في نفس الخطبة "إن الفرصة كانت متاحة
فقد كثر طلابه وتزايد قاصديه للتعلم وللسؤال والاستفسار حتى أن تسعمائة شيخ في مسجد الكوفة - حيث كان مدرسة آنذاك- كلهم يقولون حدثني جعفر بن محمد فكيف بغير مسجد الكوفة من مناطق الإسلام؟ حتى أن أبا حنيفة يفخر بأنه من طلابه وقوله (لولا السنتان لهلك النعمان) وهما عامين قضاهما في التلمذة على الإمام الصادق (عليه السلام)".
جاء السيد الصدر ليستغل الفرصة كجده ويكون زعيما للحوزة العلمية ويكون درسه منبرا للأعلمية وبيانا لعلوم آل محمد صلوت الله عليهم بعد الاندراس من قبل حوزة الحقوق والحيض والنفاس! ففتحت أبواب التعلم والتوعية والثقافة لعشرات بل المئات من رجال الدين وكل من درس عنده أو سمعه أو تكلم معه يفخر بذلك ويضعه في ميزان أعماله وكلٌ يقول تحدثت مع السيد وقال لي السيد ورأيت السيد وصليت خلف السيد بل أن بعضهم ادعى الاجتهاد و الأعلمية وصار له أتباع ومقلدون لأنه درس عند السيد.
فتغير المجتمع الجاهل الساذج الذي كان يصدق كل الشعارات والأقوال إلى مجتمع يفرق بين أبي ذر الغفاري وبين (معممي المصالح دنيوية) .
وكما سمي أتباع الإمام جعفر الصادق بالجعفرية صار أتباع محمد الصدر بالصدرية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat