هكذا كان ملسون يغني في البرنامج التعليمي ( إفتح ياسمسم) .وهو برنامج يعد من حسنات التعاون الخليجي المثمر, والذي لم يستمر للأسف...
طيري طيارة طيري.
طيري فوق البستان.
طيري وخذي أصحابي.
طيري وخذي نعمان.
كان يغني لنعمان, وكنا نحن الصغار نحلم بالطيران ونحلق في الأعالي مع طيارتنا الورقية التي شحب لونها وهي ترى طائرات الفانتوم الايرانية والميغ العراقية والمروحيات وهي تجتاح سماء البلاد من كل الجهات.
وكبرنا وفوجئنا بالطائرات الامريكية تهاجم وتهاجم ,وكانت لذة غريبة تجتاحني كأنها رعشة منتش بلذة الجنس وأنا ارى تلك الطائرات .لا لأني أحب ماتفعله لكنه العشق للطيران الذي لم ينجح في دفعي لتعلم التحليق وقيادة الطائرات ,بل النجاح في قيادة الأماني الضالة التي تدفعني للنظر في وجه السماء هذه الأيام متفائلا برؤية عشرات الطائرات تصبغ وجه سمائنا المتسع بأبيض شفاه وتمضي بيضاء الى بلدان أخرى لاأعلمها ,ثم أشعر أني واحد من المسافرين على متنها..
مرضي بحب الطيران وطائرات المسافرين تحول الى داء مزمن لايعالجه حتى الطيران وولوج المطارات ,فلم أعد أشبع حتى وأنا على متن إحدى الطائرات .أحسد الذين على متن طائرة على مدرج آخر وأتمنى أن أكون منهم وعلى أي درجة ,لايهم..
هذه الأيام ,تمتلئ سماء العراق, ولأول مرة منذ ثلاثين سنة مضت بعشرات الطائرات العملاقة التي تنهب الاجواء من الشرق الى الغرب, وتحديدا في أجواء شرق بغداد ,ثم أشعر بالأمل أن السفر متاح لكل عراقي, وإن المغتربين لم يعودوا كذلك لأنهم يستطيعون المجئ في كل وقت الى البلاد لزيارة الأهل وتجديد العهد مع الوطن وإن حركة الإستثمار ستنشط في الايام والاسابيع القادمة .وإن العراقيين في داخل الوطن يمكن أن يسافروا لأداء الفرائض والزيارات وأن يسيحوا في الارض .
الطيران متعة تستحق أن تدمع لها عيني كلما رأيت طائرة بيضاء تحلق في السماء وتحمل في بطنها المتسعة كل أشكال الحياة من بشر وطعام وأجهزة إتصال ومياه وأضواء ورغبة مستمرة في ولوج عوالم مختلفة..فعلا أنا أسارع الى دمعتي كلما رأيتها.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat