صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

قصة الاسكندر ومحاورته مع ملك الصين
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحياة وعلى عبر التاريخ مليئة بالمفاجأت والغرائب ويسود معظم فتراتها متناقضات في الفكر والعقيدة والمعتقدات تخللتها الصراعات , وقد يفلح منها الكثير نتيجة تمسكهم بمواقفهم الثابتة وأيمانهم بعدالة القضية وثباتهم في مواقع الحدث مهما كلفهم من تضحيات, ولا يتأثرون تحت أي ضغط ,واحيانا يخضعون للحكمة نتيجة ارتقاء وعيهم وقوة حلمهم رغم مايمتلكون من قوة ومركز يؤهلهم بالسيطرة الكاملة على كل مجريات الامور وهم بذلك لايظلمون ولايأخذهم الغرور والعظمة ويخضعون للمشورة والنصيحة ,فليس كل قضية تخضع للشد والجدل ثم تتحول إلى أقتتال ,وكم فكرة نسجت لها مفاهيم وغزة عقول البشر وانتشرت أكثر وأصبح لها عمق ووجود في الإنسانية حينما جوبهت بالردع واستخدام القوة والعنف , وأيضا يروي لنا التاريخ الذي هو بمثابة مدرسة تتعلم فيها الشعوب كيف تصل الى طريق مستقبلها با قصر الطرق واقل التكاليف ,حوادث وقصص مليئة بالحكم والثقافات:
في كتاب حياة الحيوان للدميري, قصة عجيبة عن الاسكندر وذهابه الى الصين فيقول , بعد ان احتل الاسكندر بلاد الهند توجه الى الصين وخيم عند حدودها , وفي الليل جاء حارس خيمة الاسكندر وقال أن رسول ملك الصين يريد مقابلتك فقال: ليدخل , فلما دخل قال ان عنده موضوعاً خاصاً للاسكندر فقط , فأمر الاسكندر الجميع بالخروج عد الحاجب , فقال حتى الحاجب لابد ان يخرج فقال الاسكندر فتشوه اولاً  لئلآ يكون معه سلاح ففتشوه فقالوا : ليس معه سلاح , وهنا امسك الاسكندر بسلاحه ليدافع عن نفسه اذا تطلب الأمر وحين خلا به قال : أنا ملك الصين ولست رسوله , فقال كيف جرؤت ان تأتي بلا سلاح ؟ قال جرأتي من اني لاعدواة سابقة بيني وبينك وسمعت انك رجل عاقل وعالم فلا تقتلني بلا سبب ولو فعلتها فان غيري سينصب مكاني وسيقاتلك , ثم انك لو قتلتني فلن تنال الا الصيت السيء والذكر السيء , فقال: الاسكندر: حسناً فما الذي جاء بك ؟ قال : جئت اسألك لم قصدت بلدنا ولم تريد القتال؟ فقال الاسكندر أرفعوا لنا الان خراج الصين لست سنوات سلفاً وبعدها تدفعون في كل عام نصف خراج بلدكم , قال : لودفعنا لكم هذا المبلغ ضعفت الحكومة وواجهنا مشاكل داخلية وخارجية , فقال الاسكندر : فأعطوا خراج سنتين , فقال : ان هذا لايرهقنا ولكنه لازال مبلغاً ضخماً وهكذا حتى توافقوا على خراج سنة واحدة , وعندها قال ملك الصين : والان وبعد ان انتهت المسألة بالتوافق والسلم فليس من اللائق ان تعودوا دون ان نضيفكم انت وجنودك , أنتم ضيوفنا غداً, فقبل  الاسكندر دعوته ,,,,,  وفي اليوم التالي جاؤوا الى المكان الموعود فرأوا جيش الصين يملأ البر , ويفوق عددهم عدد جيش الاسكندر كثيرا كثيرا, فظن الاسكندر انه قد خدع لذا امر جيشه بالاستعداد ولكنه رأى ملك الصين قد ركب فيلآ وتقدم اليه بأدب واحترام فقال اخدعتنا وجئتنا بجيشك ؟ قال لا ولكني اردت ان افهمك أني حين جئتك البارحة طالباً السلم , لم يكن لضعف او عجز بل اني اردت ان لاتراق دماء ويقتل ابرياء الطرفين ولما لا نلجأ لاراقة الدماء اذا امكن تفادي ذلك بمال او مجوهرات : فقال الاسكندر : لم اجد في كل البلدان التي فتحتها ملكاً عاقلا  مثلك ,  وأخيرا حين ذهبوا لتناول الطعام جعل له وللاسكندر مائدة خاصة وجعلوا فيها أنية مرصعة مغطاة , فرفع الاسكندر غطاء أحد الآنية فوجده مملوء بالياقوت ورفع غطاء الأخر فوجد فيه زبرجدا وفي الثالث زمرد والأخر ذهب وهكذا, فقد وضعوا انواع المجوهرات الثمينة النادرة امام الاسكندر , فقال له ملك الصين : مالك لاتاكل فقال الاسكندر : ماذا أكل فليس في هذه الآنية مايؤكل فقال : عجباً اليس طعامك الذي تأكل هو الجواهر النادرة الثمينة فقال الاسكندر . لا, بل اكل الطعام كغيري , فقال الملك: عجيب ! لقد حسبت ان طعامك الجواهر النادرة حتى اتيت من اخر الدنيا ( من اليونان ) , فخجل الاسكندر ولم يستطيع ان يجيبه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/10



كتابة تعليق لموضوع : قصة الاسكندر ومحاورته مع ملك الصين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عراقي ، في 2013/03/17 .

شكرا لكم 






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net