صفحة الكاتب : مهدي المولى

يوم لك ويوم عليك
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه حقيقة على اللبيب ان يعترف بها ويقرها  ما تطلبه لنفسك من الاخرين اعلم ان الاخرين سيطلبونه منك لهذا عليك ان تقدمه للاخرين  بدون ان يطلبوه منك هذا اذا كنت عاقلا لكن البعض يرفض حتى لو طلبه منه الاخرون
المعروف ان الشيخ مسعود البرزاني قاد حملة مسعورة وبكل الطرق والوسائل من اجل منع رئيس الحكومة الاتحادية في بغداد من ولاية ثالثة وفعلا قرر البرلمان العراقي اصدار قرار بهذا الشأن رغم ان هذا القرار شكك في شرعيته   فطلب من المحكمة الاتحادية النظر في القرار فاصدرت المحكمة بعدم شرعية القرار
الغريب ان الشيخ مسعود البرزاني تجاهل وضعه  وانه سيواجه نفس الحملة من قبل الشعب الكردي  لا شك ان الحملة التي قادها ضد ترشيح المالكي لفترة ثالثة هي التي شجعت القوى الكردية الديمقراطية للوقوف بوجه الشيخ مسعود البرزاني ومنعه من الترشيح لرئاسة اقليم كردستان مرة ثالثة
 وهكذا كما يقول المثل وجنت على نفسها براقش فها هو الشعب الكردي يتحدى  مطامع مسعود البرزاني وقرر منعه من رئاسة الاقليم مرة ثالثة والى الابد
فاذا المالكي خضع لقرار البرلمان ولم يرفض لكنه استخدم الطريق الديمقراطي القانوني فاحال الامر الى المحكمة الاتحادية للحكم في قانونية القرار
فان الشيخ مسعود البرزاني اعلن رفضه مسبقا وتحديه لاي قرار يصدر بهذا الشأن بل انه هدد وتوعد كل من يدعوا الى منعه من  رئاسة اقليم كردستان معلنا انه شيخ كردستان
لا شك ان اقليم كردستان الذي كنا ننظر اليه النموذج الذي نأمل ان يسير عليه كل العراق الان اخذنا نخشى عليه من مطامع مسعود البرزاني فانه لا يزال ينظر الى ابناء كردستان كما كانوا عليه قبل عدة عقود من السنين يبجلون ويقدسون الشخص ويخضعون اليه 
المعروف ان الشعب الكردي ابناء اقليم كردستان كانوا يقدسون ويبجلون قضية وليس شخص او عائلة وكل من يدعوا ويضحي من اجل هذه القضية يحترمونه فالشعب الكردي كانت قضيته والتي لازالت هي حريته كرامته حرية عقله وفكره لهذا كانت نزعته نزعة انسانية ديمقراطية 
 رغم معانات هذا الشعب من قمع واضطهاد  على يد اعداء الانسان الا انه بقي متمسك بالنزعة الانسانية وبالديمقراطية هذا لا يعني ليس هناك اصوات انتهازية كانت تبحث عن مصالحها الخاصة على حساب دماء وعذاب ابناء كردستان من خلال نزعتهم الفاشية والعنصرية وخلق الفتن الطائفية والعنصرية ومحاولة انفصال كردستان العراق وتأسيس مشيخة كردية تحكمها عائلة تتوارث الحكم
لكن ابناء كردستان  وكل القوى الديمقراطية تنبهت لهذه النزعة وحذرت من دعاتها وقال لا للانفصال نعم للديمقراطية نعم لحكم الشعب نعم لحكم القانون لا للدكتاتورية لا للاستبداد لا لحكم الفرد والعائلة
 الحاكم هو الشعب وما يختاره الشعب  مهما كان عرقه دينه هو الذي نقبله ونكون معه  نحن نرفض اي حاكم دكتاتوري مستبد حتى لو ذرف الدموع على ضحايا الكرد فكل المستبدين الظالمين دينهم واحد وطبيعتهم واحدة وهي اذلال الشعوب وقهرها وقتلها فلا نبدل دكتاتور عربي بدكتاتور كردي
وهكذا وقف الشعب الكردي امام مطامع مسعود البرزاني وقال له انتهت صلاحيتك ولم تعد مفيد ووجودك على رأس الحركة الكردية  يشكل خطرا على الحركة الكردية على مستقبل الشعب الكردي على كرامة وحرية ابناء كردستان
لا شك ان ذلك يشكل ضربة قاضية لمسعود البرزاني وسدا منيعا يحول دون تحقيق مطامعه هل يستسلم لارادة الشعب الكردي  ام يتحدى ارادة الشعب ويفرض ارادته
 النظرة الموضوعية يتضح لنا ان مسعود سيتحدى ارادة الشعب الكردي ويفرض رغباته معتقدا انه قادر على ذلك من خلال عدة اسباب
اعتماده على  حكومة اردوغان  كما اعتمد على صدام في عام 1996 عندما ابعده الشعب الكردي فقام صدام بغزو اربيل وملاحقة  احرار الكرد وقتلهم وذبحهم واعاد سيطرت البرزاني على اربيل فهل يحقق اردوغان ما حققه له صدام
اعتقد من الممكن ذلك لان اردوغان كلف بمهمة كبيرة في المنطقة وضعتها المخابرات الاسرائيلية بدعم وتمويل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود ال ثاني ال خليفة وهذه المهمة هي
تقسيم المنطقة لبنان سوريا العراق  وانشاء مشيخات على غرار مشيخات الخليج والجزيرة وتحكم هذه المشيخات من قبل عوائل    وتكون جميعها تابعة للخليفة اردوغان
لهذا نرى مسعود البرزاني اول من اعترف بالخلافة واول من قرر انضمام مشيخته الى خلافة اردوغان واعتبر ارض كردستان العراق جزء من خلافة اردوغان وابناء كردستان من رعايا ال عثمان
كما ان مسعود البرزاني لعب دورا مهما في انها ثورة الشعب الكردي في كردستان تركيا الذي يطالب بحقه كشعب بحقه بالمواطنة المعروف ان اردوغان وخلافته لا يعترف بالكرد كشعب وانما يعتبره اعراب الجبل اي اعراب الترك
وهكذا انتهت الثورة الكردية واستسلم قادة ثورة الكرد في تركيا ليس هذا فحسب بل على ثوار الكرد الاتراك ان ينسحبوا من تركيا الى العراق وينضموا الى عصابة البرزاني لمواجهة الشعب الكردي الذي يرفض مشيخة مسعود البرزاني ويرفض زعامته
لهذا فتح اقليم كردستان امام المجموعات الارهابية الوهابية واقام لهم معسكرات التدريب والتجمع والانطلاق كما انه شجع وايد المجموعات الارهابية في ساحات العمالة وهي تدعوا الى ذبح العراقيين واسر نسائهم
وهذا يعني ان مسعود البرزاني مصمم على تحدي ابناء كردستان العراق والقوى الديمقراطية في الوقت نفسه ان الشعب الكردي هو الاخر مصمم وعازم على التحدي صارخا لا للدكتاتورية لا للاستبداد لا لحكم الفرد والعائلة
لا شك ان الايام الاتية ستكون صعبة
لكن شعب كردستان الذي عرف المحن وتحدى الصعاب قادر على تجنب ما يريد له الاعداء ومستعد للتضحية والتصدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/28



كتابة تعليق لموضوع : يوم لك ويوم عليك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net