الجزء الثاني من اسرار فاطمة الثلاث.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أوعدت اصدقائي بان أقدم لهم الجزء الثاني حول اسرار فاطمة الثلاث التي باحت بها لوسيا واخويها ، ثم ظهور السيدة مرة ثانية امام مئات الألاف من سكان تلك المنطقة البرتغالية.
ولكني اقول للأسف لدى التحقيق والمتابعة والقراءة المتأنية للأسرار الثلاث التي اعلن عنها الفاتيكان تباعا تبين أن كلمات جدا عصرية ومصطلحات جدا حديثة تم حشرها في النبوءات الثلاث مما جعل الرسائل الثلاث تبدو وكأنها موجهة فقط لكي تخدم المسيحية لاغيرها .
بعد يأسي من العثور على ولو معلم واحد يرشدني إلى ما كُتب في هذه الرسائل، لم اجد. ولذلك اتجهت لدراسة حياة لوسي بعد مشاهدتها للسيدة فاطمة .
بقدرة قادرة اختفت الطفلة لوسي عام 1918 أي بعد سنة من رؤيتها للسيدة التي تكرر ظهورها ثلاث مرات املت فيها ثلاث رسائل تعلقت بذهن الطفلة الصغيرة بصورة اعجازية .وبقى سر لوسي طي الكتمان طيلة سنوات طويلة إلى أن كشف عنها الأب أغسطينوس الذي كان الأب الروحي للكنيسة العظمى في مدينة فاطمة حيث قرأ في الأرشيف السري للكنيسة قصة لوسيا وعرف مكانها ، فكتب إلى بابا روما الأعظم جيوفاني باتيستا بولص السادس يطلب منه مقابلة لوسيا التي اصبح عمرها يقارب الستين عاما . كما يقول كتاب سر العذراء في بلدة فاطمة، الأب أوغسطينوس بربارة : ((الراهبة لوسيا، التي كانت متحصنة في دير، فلا يحق لها أن تغادره ولا أن تتلقى الزيارات !)) وهو النص الذي اقتبسته صحيفة ربيكا الايطالية من مذكرات الأب. وهكذا تمت الزيارة ويبدو في الصورة الأب أغسطينوس بربارة وهو يجلس مقابل السيد لوسيا من خلف القضبان الحديدية ويبدو خلفها حارسة شخصية تراقب كلامها والصورة موجودة في مذكرات الاب انظر المصدر تحت.
نستطيع ان نعرف مكانة فاطمة من خلال ما كتبته الصحف عن ظهورها ولما شك الناس قدمت لهم معجزة كبيرة حيث كانت الشمس خلف الغيوم والجو ممطر والأرض موحلة فقامت فاطمة كدليل على انها مقدسة وليست شيطانا او روحا شريرا ، فقامت بإرجاع الشمس ونترك وصف المعجزة للصحيفة حيث تقول : ((هذه شهادة (أغنطايوس ليريا) أحد شهود العيان في معجزة الشمس أو ميدان الشمس يقول : كنت أتأمل مليًا الشمس في كبد السماء وكانت تبدو لناظري شاحبة بلا بهاء من خلف الغيوم ، كأنها كرة من ثلج تدور على نفسها ثم بدا للجميع أنها تهوي في تكسر وهي توعد أرضنا بالهبوط عليها، خلال الدقائق الطويلة التي تجلى فيها الحدث الشمسي برزت الأشياء القريبة منها متشحة بألوان قوس قزح وبدت الوجوه تارة حمراء وتارة زرقاء وطورًا صفراء، فضاعفت هذه المظاهر هلعنا. عقب عشر دقائق عاودت الشمس قطبها في تكسر وميدان كما كانت قد نزلت ثم رجعت شاحبة دون تألق. أما أسقف ليريا في رسالته التي ثبّت بها الظهور المقدس لفاطمة قد تكلم ما يلي عن معجزة الشمس: وقع الحادث الشمسي في الثالث عشر من أكتوبر 1917 ووصفته الصحف في حينه، لقد كان ذلك الحادث أعظم خوارق فاطمة وأشدها موقعًا في قلوب من سعدوا برؤيتها. كان الفتية الثلاثة قد سبقوا وعينوا المكان وأشاروا إلى الساعة التي سيجري فيها، فسرى النبأ لحاله وبلغ أقاضي البرتغال، فوجد في فاطمة ساعة الظهور الأخير ((ألوف وألوف من البشر)). لم يكن مظهر الشمس من المظاهر الطبيعية إذ لم يسجل وقوعه في مرصد من المراصد الفلكية ومع ذلك فقد عاينته تلك الجماهير الغفيرة وفيها كل العناصر وكل الطبقات، من مؤمنين وجاحدين، ونقلته الصحف البرتغالية، وشهده أناس منعزلون على مسافة كليومترات، فهذي الأمور كلها تنفي كل تحليل يرتكز إلى إيحاء شخصي أو إلى أي نوع من أنواع الهذيان )) (1)
هذا كل ما حصلنا عليه من الصحف البرتغالية المعاصرة وهو ما دونه الاب أغسطينوس في مذكراته.
وأما عن الرسائل الثلاث التي سلمتها لوسيا للبابا . فقد جرى التلاعب بها حيث أن الرسالة الأولى نبوءة السيدة فاطمة كانت تتحدث عن الحرب العالمية الثانية والمضايقات التي تعرض لها البابا . طبعا هذا لايقبله العقل أن تظهر السيدة فاطمة وتقوم برجوع الشمس كدليل على صدقها ثم تقول للناس بان البابا سوف يتعرض للمضايقة . هذا طبعا سخف لا يستقيم مع العقل .
والرسالة الثانية كانت تتحدث حول تقدم الجيوش من قبل الغرب نحو المشرق وحدوث فوضى وحروب .
ولكن العجب ان الفاتيكان لربما لم يستطع تغيير الرسالة الثالثة لأمر ما ولذلك تأخر الاعلان عنها لا بل التعتيم عليها بشدة كبيرة . ولكن رشحات ظهرت من هنا وهناك مفادها أن السيدة فاطمة قالت لمئات الألوف من الناس بأن نهاية العالم قريبة وعليكم ان تكونوا مع ابني فمتى كنتم معه وتصلّون وتسبّحون فسوف تكونوا في أمان . (2)
المصادر ــــــــــــــــــــ
1- مذكرات الأب أوغسطينوس بربارة (سر العذارء في بلدة فاطمة) الطبعة الثالثة جونية ص 56.
2- سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.177-
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat