غدا سنبدأ بقتال الارهاب
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما من زاوية او قصبة من ارض العراق الا وأزهق فيها الارهاب الانفس واستباح الاموال لممتلكات الناس وعلى مختلف المستويات والاتجاهات ولم يستثني الصغير والشيخ والمرأة الا وسفك فيها الدماء , لم يعرف للارهاب موطنا او فكرة سوى انه أبتعد عن كل وصف فهو لايمتلك لون ولا مذهب ولافكر سياسي , عمل بشراسة داخل العراق لتدمير الاسلام واشغال المسلمين بقضايا مذهبية لتدمير وحدتهم واهدافهم الرئيسية وابعادهم عن القضايا المصيرية التي تخص الامة الاسلامية للتقارب ونبذ التعصب والوصول الى اقرب الطرق من اجل انصهار الرأي الاسلامي في بودقة واحدة ,كما حطم البنية التحتية وخلف لنا الكثير من اليتامى والارامل وتفتشي البطالة , وما من يوم ألا ونسمع فيه عن تفجير سيارة او عبوة او حزام ناسف بين جموع الناس وهم متوجهين الى اعمالهم ,والايام التي مضت كانت شديدة الوطأة للزخم الحاصل في العمليات الارهابية ,والملفت للنظر في يوم التفجير تكون الاجراءات الامنية شديدة وقاسية جدا بحيث يتطلب وصولك من منطقة الى اخرى بين 4 الى 5 ساعات , بالتأكيد هذه الاحترازات تدل على ان الارهاب قد نجح فعلا في تعطيل حركة الشارع وتأخر وصول المواطن الى عمله كي لايحقق الانتاج والبناء والرفاه , وكان من المفروض ان تقوم عمليات بغداد بأجراءات اكثر دقة وتطور للمحافظة على مصالح الناس وانسيابية الحركة وعدم تذمر الناس وربما يكون هنالك رد فعل من بعض المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثرة المراجعات للدوائر الخدمية والصحية لمعاملات خاصة تتعطل بسبب تلك الاجراءات بعد التفجير ليكون المواطن فيها هو الخاسر الاول , والحقيقة بعد تنفيذ الارهاب اجنداته وعملياته في العاصمة التي تأخذ الحصة الاكبر كونها تظم اطياف واسعة علاوة على الدوائر الرئيسية ومقر الوزارات , نسمع تصريحات كثيرة خصوصا من قبل المسؤولين الامنيين بأننا عازمون على قطع دابر الارهاب أو سنظرب بيد من حديد مع وجود خطة ستنفذ غدا او بالأيام القريبة لتجفيف منابع الارهاب , وما اكثر تلك التصريحات النارية وتكون في البداية كهجمت الاسد ثم تذهب كرحيل الجمل, والاكثر من ذلك يشن الناطق للحكومة او لعمليات بغداد باننا سننفذ اوامر القبض بحق اعضاء من مجلس النواب او مسؤولين حكومين كبار لدعمهم الارهاب , وهذا الكلام تعودنا عليه فلم نجد اي جدوى او مصداقية بخصوص التطبيق الفعلي على محرضي الارهاب والفتن وخصوصا شيوخ السوء ومنابر الجمعة التي اصبحت منابر للمزايدة على الدم العراقي والمطالبة بتقسم العراق , مع اعتزازي الكبير للقوات الامنية ودورها الفاعل في محاربة التنظيمات الارهابية ولم تتقاعس في عملياتها في صد الهجمات ولكن ينقصها الخبرة والتدريب الكافي وحالة المراقبة والفطنة التي يجب أن يتمتع بها الجندي العراقي كي يصبح مستيقظاً في كل لحظة , لان اساليب الاعداء هي عبارة عن مراوغة واستخدام شتى انواع الطرق من اجل تنفيذ اهدافهم , ونحن نعتقد ان الارهاب في العراق هو دولي وليس اقليمي يمتاز بقوته واتساعه وتخطيطه لما يحمله من اجندات وستراتيجيات تدل على ان هنالك دول كبرى لها يد في عملية استئصال العقل العراقي والتناغم على دماء الابرياء , في الوقت الذي حصلت القوات الامنية مباركة المرجعية من خلال الخطب لرجال الدين وحث المقاتلين على الظرب بيد من حديد وان ينحصر السلاح بيد الاجهزة الامنية وحرمة استهداف القوات الامنية , ما نراه اليوم في كل دول العالم أن هنالك ارهاب واستهداف ولكن حصة العراق اكثر واكبر , ومن المفترض ان تكون القوات الامنية في حالة هجوم مستمر وعلى مختلف القواطع ولم تتوقف للدفاع او الاسترخاء كون العدو مستيقظا ويعيش بيننا ويحتل مكانة مرموقة في العملية السياسية , يجب الابتعاد عن التصريحات المتكررة والكشف عن نية الهجوم والتراخي يضعف نشاط رجال القوات المسلحة , وهنالك نقطة مهمة جدا في رأي ان المطالبة بالدماء التي اريقت من رجال القوات الامنية على ايدي الارهاب او في مناطق الاحتجاج دون ذنب يتطلب القبض عليهم واستخدام الشدة وعدم التسامح والتساهل مع الفاعلين وتقديمهم للعدالة باصرار من اجل ان يكون للجندي داخل المؤسسة الامنية هيبة وبناء الثقة وحصانة في نظر المجتمع , أن استهداف العراق شعبا وحكومة في هذه المرحلة هو لما يمتلكة من قوة بشرية واقتصادية ولها تأثيرا في النهضة العلمية , وقيادة المجتمع العربي وتغير الخارطة السياسية للوطن العربي وما يعيشه العراق من نظام ديمقراطي ليس له مثيل في دول الجوار والانفتاح الواسع في كل الميادين دليل امام اعين العالم , ولكن البعض استغل الحالة واصبح هدفه التشهير والحنين للماضي الدكتاتوري المؤلم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat