في مجموعته الشعرية الجديدة ( امرأة من رماد ) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية / بغداد يسمو الشاعر فوزي الاتروشي فوق سحابات الحب والحلم الواقعي الذي تعرفه كل لغات العالم رغم وجوده في العاصمة بغداد الملغمة بمتاريس الحرب والحب والذي يجعل من الأخيرة هذا الشاعر المتنوع والمنفتح على العالم والذات مرساة لحلم ربما يتحقق فهو يكتب بلغتها رغم فقهه وعلمه وتحدثه وكتابته بأكثر من لغة لكنه يجيد لغة الحياة والحب من رحم حواء أينما التقيته أو وجدته على الورق يكتب قصائده وينثر أدبه أو يواجهك بشفافيته المعهودة لتجربة الشاعر والشعر في العراق وبلدان الغربة .
وإذا كان الشاعر قد قدم قصيدة " وداع " بداية ديوانه هذا فان الدخان والصمت صور متتابعة تأتي في رفض صمت الوداع لممكنات الزمن المتسلسلة للقصيدة والتي ينثر من خلالها شعره في ألف خميلة وخميلة ويجدها تمثال شمع صامت وموسمها التباشير والحلوى .
وإذا افترض شاعرنا أن الرماد هو اصل امرأته ففي ذلك شي لا يبعده عن ترابها وطينها في الخلق الإلهي فهو يقترب من كل فلسفات العالم التي تعتبر الإنسان طيناً وهو في النتيجة إذا احترق سيكون رماداً بيد أن هذا الرماد الذي يراه الاتروشي غير الرماد الذي نراه نحن لأنها وان احترقت ستكون واقفة على خط الحياد كلامها صمت وقلبها رماد رغم أن خيال الشاعر يشعل في قلبها ألف عود ثقاب لكنه يخيب حين لا يصل إلى حالة الاتقاد .
في ثنايا وسطور هذه القصيدة يكتشف القارئ انه أمام شاعر تمكن من لغته الأم التي يكتب وينتشر فيها رغم انه ولد وتربى بلغة جليلة أخرى وكتب أجمل قصائده في اللغة الأخيرة وفي لغات أخرى وتجاوز كل الحدود ليكتب ويبقي نزاريات الشعر العربي قائمة ويبعثها بلبوس جديد لاتنعدم فيه الرؤية الحسية التي تصل الى درجة الوله في الحب والتفاني لمن أحب .
يباغتنا الاتروشي بإبداع قل أن نجده في قصائد الممكنات العربية إذ أنست المحن وحمى الاحتجاجات والتظاهرات والانقلابات الشعبية بعض أدبائنا عن قصيدة الحب والحياة وألهتهم بمتابعة وربما بكتابة بعض مايشاهدونه في فضائيات القرن الواحد والعشرين علهم يجدون او ينظرون لمخلص ينقذهم من طاعون انتشر في جسم الصحراء العربية .
ولا نريد أن نبتعد عن قصيدة امرأة ورماد وهي عنوان الديوان الأخير فهي تبكي بعاطفة حراقة لأتفه الأمور وتحرق فؤادها لامور أتفه لكنها حسب الاتروشي تحفظ كل حكايات الوداد وهي لا زالت تكابر وتكابد وتشعل الشموع والبخور وتؤمن بقدرها المحتوم التي أبت أن تعدم الحياة فيه حتى في ثنايا رمادها .
هذه السطور التي اكتبها هي لأقصر قصيدة وأعمقها في ديوان فوزي الاتروشي الجديد ربما يجد ناقد أو كاتب أخر غيري في قصائده الأخرى أجمل والمع مما رايته وعذراً لصديقي الشاعر لاني اختصرت قراءة الديوان بهاتين القصيدتين وربما تدفع كتابتي هذه الآخرين عند أبواب الاتروشي الابداعيه المفتوحة للحب والحياة وساقرا تباعاً قصائد الديوان لأكتب عنها بدقة ورؤية الناظر للإبداع بكل وجوهه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat