"الجزمة" تنافس عبعوب!
علي سالم الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي سالم الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غرق العراق, وتحققت أحلام المواطنين؛ وكلآ منهم أصبح له منزل يطل على المحيط المائي (بجراثيمه!) وصار لدى الجميع مياه جوفية داخل منزله, بالإضافة إلى ـ غريبي الأطوار ـ الكائنات الحية, التي ظهرت في مناطق وأحياء المعمورة, لا نعلم إلى إي أمد يرجع تاريخ سكناها, فتلك الكائنات, لم نعتد مشاهدتها من قبل, والأمر يزداد تعقيداً لو عرف البعض أن تلك المخلوقات؛ طائرة, زاحفة, ومائية (جوكر!) متعايشة مع جميع الظروف.
عودة على بدأ, البحيرات المائية التي صارت واقع حال فرض على شعبٍ, عرف بالصبرِ والصمود؛ مما أضطرهم إلى شراء نجادات تحويهم من غرق المنزل.
عمق الأسى يزداد بزيادة الشعارات والتهم بين الساسة وبعضهم. والمواطن حاضر, غائب تقديره؛ الصبر, والسكوت, واعتياد تلك الظروف .
جميع المتضررين راح إلى ابسط المعدات وقاية من الغرق, والدمار, ومن بين كم المعدات الهائل, اختاروا (الجزمة!) لا لحلاوة عينها؛ بل لرخص سعرها, في الأيام الطبيعية, أصبحت (الجزمة!) حديث الأوساط الشعبية, وصارت رمز للصبر والعناء, كيف لا؛ وهي المنقذ الذي سيخلد بين الأهالي؛ لما لها من مواصفات هائلة؛ تجعلك تغوص في أعماق المياه من دون ان تتسخ ثيابك!
فَ (الجزمة!) لديها باع طويل في الميادين الآسنة, ولها خبرات عديدة, واستعمالات متعددة للمياه, والمجاري, وحتى العمالة!
ومع ازدياد عدد الطلبات على تلك (الجزمة!) زاد سعرها تلقائيا, من قبل التجار وأصحاب المحال التجارية, وكأن الفرصة قد حانت لهم ليغتنموها, ويحققوا أرباح كبيرة بفضلها كما فعل عبعوب! وحقق مكاسب بتصريح واحد, أنعش به حشاشة رئيس وزرائنا المالكي! حيث انتهج الأخير سياسة كل من (صرح ضفر!)
وما بين تولي عبعوب منصب أمين بغداد, وازدياد سعر الجزمة يبقى المواطن ضمير مستتر تقديره الضياع.
ومع جميع مضامين الأسى, يبقى الأخير له قراره النهائي, وحقه في تعيين الأفضل, رغم التراكمات الحاصلة بين الأوساط الشعبية, ودمار ممتلكاتها, ومابين المسؤولين الذين ركبوا الموجة, واستثمروها سياسياً,
ختاماً سؤال لا بد منه, في ظل هذه الأحداث: من الأفضل جزمة المواطن أم منصب عبعوب؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat