البحرين المحتلة ,المقاومة بدأت.
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بدأت من صباح الإثنين المنصرم طلائع القوات السعودية بالتوغل داخل الأراضي  البحرينية عن طريق الجسر المعروف بإسم الملك فهد بن عبد العزيز, تلتها قوات إماراتية بغطاء من مجلس التعاون الخليجي الذي سبق أن أعلن في المنامة في العام 1982 عن تأسيس  ماسمي إتفاق درع الجزيرة الدفاعي.القوات السعودية يبلغ قوامها الألف رجل مدججين بالسلاح والذخيرة الحربية ولديهم أوامر صريحة بقتل المدنيين العزل المناوئين لنظام الملك حمد الذي يتهمونه بالتهميش والإذلال وغمط الحقوق ,والذي لم يستطع مواجهة المواطنين الغاضبين والراغبين بالتغيير وإصلاح الشأن الداخلي المكلوم بإجراءات ذات بعد سلطوي يستهدف الطائفة الشيعية التي كان له أن يستوعبها بحزمة من الإجراءات والإصلاحات وببعض الحقوق الطبيعية لكنه آثر إلا أن يعاملها بقسوة متناهية حين طالبت بها في تظاهرات وإعتصامات لم تختلف كثيرا عن نظيراتها في تونس ومصر واليمن ودول عربية أخرى ,بمعنى إنها كانت سياسية ولم تكن طائفية.التحرك الخليجي الأخير بإرسال قوات الى البحرين سيعقد الأمور بالفعل لإعتبارات منها إن هذه القوات تلك ستهدد حياة وأمن المحتجين وستضرب المتظاهرين الذين هم من مواطني البحرين من طائفة الشيعة وهو ماكان على الأمراء والملوك في مجلس التعاون أن يتحاشوه قدر الإمكان لأن من شانه أن يثير الهواجس الطائفية والعقد الموروثة عند المسلمين الذين يعانون أصلا من مشاكل تتعلق بالتوتر الطائفي القديم وللطبيعة التي عليها المنطقة العربية ومايحيط بها من إقليم يشهد تجاذبا بين أكبر طائفتين مسلمتين.

البحرين كان يمكن لها وبدل الدخول في دوامة الصراع الطائفي ,وبدلا من ظلم مواطنيها العزل ,كان يمكن أن تتخذ الحلول ذات المصداقية التي أدركتها إمرأة لاتحمل النوايا الطيبة وغابت عن أذهان رجالات الخليج حين قالت( هيلاري كلنتون) أثناء زيارتها  الأخيرة لدولة الأمارات ,إن البحرين بحاجة الى إصلاحات ذات مصداقية...وهي المشكلة التي يعاني منها البحارنة الذين يفتقدون الى مصداقية حكومتهم التي همشتهم ثم هاهي ترعبهم بجيوش لم تنتخ لمذابح غزة وجنوب لبنان لكنها الآن تنتخي لقتل المواطنين العزل.

الأجدر بحكام مجلس التعاون أن يشيروا على الملك حمد بتقديم المزيد من حزم الإصلاح والتوجيه الى إجراءات حقيقية لكسب ثقة الشعب المظلوم وترك سياسة الكبت وإرسال الحشود العسكرية التي ربما ستواجه بمقاومة شعبية من المواطنين قد تحرق الأخضر واليابس في الجزيرة وماحولها من جزر.

 

الموضوع السابق ماذا نريد وماذا تريد المرجعية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat