الآثار المعنوية للحياء : ( القسم السادس )
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما نطلع على الأخبار والروايات المروية عن أهل بيت العصمة والطهارة نجد الكثير منها تبين أثار الأعمال سواء كانت صالحة أو لا , ومن يتأمل في روايات الحياء يجد تلك الفوائد والثمرات , وان الحياء يعطي للإنسان منهجا تربويا راقيا وفاضلا , ويثمر بالنتائج الجيدة والطيبة في المجتمعات الإنسانية , وطهارتها من الفضائح والقبائح , وهذه فرصة لنا أن نسعى للحصول على تلك الآثار , والفوائد , وبالتالي الخير والصلاح والسعادة في الدارين .
منها : ( اليقين ) الحياء يزيد اليقين عند الإنسان , فكلما كان الحياء له مساحة كبيرة في حياته ازداد اليقين عنده , ومن خلاله يرتقي بسلالم اليقين فيصل إلى أرقى غاية اليقين , وأعلى مراتبه , وفي هذا الأثر المعنوية أشار النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم بقوله : ( استح من الله استحياءك من صالحي جيرانك فان فيها زيادة اليقين ) .
منها : ( يمحو الذنوب ) الحياء يزيل الذنوب والمعاصي وجميع الموبقات والخطايا , فكلما كان الإنسان يستحي من الله تعالى أكثر زالت ذنوبه بقدر حيائه منه تعالى , بل الحياء يمحو الكثير بحسب كلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال : ( الحياء من الله يمحو كثيرا من الخطايا ) .
منها : ( وقاية ) الحياء بكل أقسامه وصوره يكون للإنسان كالدرع الحصين الذي يحمي الإنسان من كل القبائح , ويصد عنها, وقد ورد عنه عليه السلام : ( الحياء يصد عن فعل القبيح ) .
منها : ( الايمان ) حياء الرجل من نفسه يتولد منه الإيمان , فكلما استحى من نفسه أكثر أثمرت شجرة الإيمان في قلبه وازدادت ثمارا , ورد أيضا عنه عليه السلام: ( حياء الرجل من نفسه ثمرة الإيمان ) .
منها : (العفة ) كلما كان اتصف بالإنسان بالحياء أكثر ازداد عفة فان العفة منشأها من الحياء , وان ثمرة الحياء العفة , وان الحياء يسيطر على جميع الأفعال والتصرفات , وهذا له علاقة بالكثير من المشاهد والصور القبيحة في مجتمعاتنا مع شديد الأسف فالإنسان الحييّ من الطبيعي أن يكون عفيفا جسديا ونفسيا وروحيا وجيبياً فلا يأخذ الرشوة ولا يستغل الآخرين , ولا يعتدي على حقوقهم بالنصب والاحتيال والسرقة , ورد في كلمات الإمام علي عليه السلام : ( ثمرة الحياء العفة ) , وان الحياء هو قرين العفاف , وأنهما ( الحياء والعفة ) من خلائق الإيمان وإنهما لسجية الأحرار , وشيمة الأبرار كما ورد , فأين ما وجد العفاف كان الحياء بجواره وهكذا العكس صحيح ورد عنه عليه السلام : ( الحياء قرين العفاف ) , وان من أسباب وطرق تحصيل العفة هو الحياء , ( سبب الحياء العفة ) , وان على قدر حياء المرء تكون عفته فكلما زاد الحياء ازدادت العفة ( على قدر الحياء تكون العفة ) .
منها : (الخير) من أراد الخير الكثير فا ليقصد الحياء فانه من أثاره , وفوائده , وهو مفتاح كل سعادة في هذا الوجود , فمن أراد الخير الاجتماعي والاقتصادي فليفتح أبواب الخير بمفتاح الحياء ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( الحياء مفتاح كل خير ) , وان من فقد الحياء فقد فَقَدَ الخير كله وعنه عليه السلام : ( من لا حياء له لا خير فيه ) .
منها : (الرزق) من أراد الرزق الطيب الحلال فعليه بالحياء فان من أثاره الرزق الوافر , ورد عنه عليه السلام : ( الحياء يمنح الرزق ) . ويوجد الكثير من هذه الآثار المعنوية , والفوائد السنية التي تنعكس على السلوك اليومي - كالمروءة وعدم لقاء الناس ما يكرهون والرأفة بهم , والبشاشة والسلامة والسماحة وحسن الثناء عليهم وغير ذلك - اعرضنا عنها خوفا من الإطالة , ولكي ما تحصل الملالة من قبل القارئ الكريم .
وفقنا الله تعالى وإياكم للحصول على هذه المغانم والآثار في دار الدنيا , وفي الآخرة الفوز بالنعيم انه ارحم الراحمين .
المصادر والهوامش :
1 - بحار الأنوار ج78 ص 200.
2 - غرر الحكم / الحكمة 3112, وورد عنهم عليهم السلام : ( أربعاً مَنْ كنَ فيه وكان من قرنه الى قدمه ذنوباً بدَلها الله تعالى حسنات : الصدق , والحياء , وحسن الخلق , والشكر ) أصول الكافي ج2/ 221/ حديث 7 بلفظه .
3- غرر الحكم / الحكمة 1313.
4- غرر الحكم / الحكمة رقم 6369.
5- غرر الحكم / 4700
6 - غرر الحكم 3688
7 - غرر الحكم 636
8 - شرح غرر الحكم 4/ 122
9- شرح غرر الحكم /4 / 312
10- غرر الحكم / حكمة رقم 406
11- غرر الحكم /8377.
12 - غرر الحكم / 1/ 71 .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat