صفحة الكاتب : حسين خضر

الإنتخابات قادمة.. فهل نكسب رهان الدولة؟..
حسين خضر
منذ تأسيسه الحديث، خسر العراق رهان الدولة،.. وبخسارة الدولة خسر العراق بنى الاقتصاد والثقافة والهوية والسلم والتنمية... ومعركته الآن معركة كسب رهان الدولة.
خسارة رهان الدولة جاءت بسبب خطيئة المعايير والمناهج والسياسات التي تم تقعيد الدولة على وفق خارطتها،.. إنها معايير الإستبداد الذي اختطف الدولة وابتلعها، ومناهج التنميط الإيديولوجي الذي صحّر حياتها السياسية وغلق آفاق تحديثها السياسي، إنها سياسات التمييز والإقصاء والظلم والعسكرة والحروب التي قتلت مشروع الدولة.
لم تكن لحظة التاسع من نيسان 2003م خارجة عن سياق خسارة رهان الدولة، بل هي امتداد لنزالات الخسائر.. هي اللحظة الأخيرة لمشروع صال وجال في أفعاله الإنتحارية حتى رسم نهايته بيده، إنها لحظة موت الدولة.. لحظة نحرها وانتحارها بفعل سوء معاييرها وخطيئة سياساتها وساستها.
منذ 2003م والى الآن ونحن نعيش رهان عملية سياسية يراد منها ومن خلالها إنتاج دولة،.. فهل سنكسب هذا الرهان؟... التحديات أمام كسب رهان الدولة مازالت تحديات كبرى تبدأ من التركة الكارثية للنظام المباد وتفشي بؤر الإرهاب والجريمة وشيوع الفساد والترهل.. ولا تنتهي بالفعل الإقليمي المضاد الذي حاصر رهان الدولة العراقية بمثلث: الإختراق السياسي، والإرهاب المنظم، والإعلام المضاد. لكن يبقى كسب رهان العملية السياسية هو التحدي الأكبر أمام كسب رهان الدولة.
المصد الأكبر أمام تطور العملية السياسية وانسيابيتها بما يضمن إنتاج الدولة يتمثل باعتماد النظام السياسي التوافقي العرقطائفي، وهو نظام لا يركب ولا يشتغل في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والمجتمعية والثقافية العراقية الراهنة،.. هو نظام تقاسم النفوذ والسلطة والثروة على أساس من مبدأ المكوّن العرقي الطائفي الحزبي، هو نظام التوازن الفيتوي بين مكونات الدولة، هو النظام المضخم للهويات الفرعية لتغدو هويات رئيسة تحاول ابتلاع الدولة.. لذا فهو نظام الدويلات العرقية الطائفية المتلبسة بلبوس الدولة، وهو نظام انقسام السلطة وتشتت واحدية قراراتها ومؤسساتها وسياساتها، وهو نظام ابتلاع الدولة إثنياً وتحاصصها حزبيا، وهو نظام الإحتراب على السلطة والثروة، وهو بعد نظام الإرتهان للستراتيجيات الإقليمية الأكبر التي تهيمن على المحميات السياسية العرقطائفية استناداً لوحدة العرق أو المذهب أو المصلحة.
كسب مشروع الدولة رهن نجاح المشروع الوطني المدني الديمقراطي، ونجاح المشروع الوطني المدني رهن وعي وإرادة الجمهور،... الإنتخابات قادمة.. فهل سنكسب رهان الدولة؟ أم سنعيد إنتاج كوارثها فننحرها وننتحر بها مرةً أخرى...؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين خضر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/16



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات قادمة.. فهل نكسب رهان الدولة؟..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net