صفحة الكاتب : د . حامد العطية

هل يقبل سنة العراق بالمساواة مع شيعة السعودية؟
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    اتهم وزير الخارجية السعودي الحكومة العراقية بتهميش وإقصاء السنة العرب، وهو يتجاهل أبسط الحقائق عن النظام السياسي العراقي، فهو نظام تحاصص إثني وطائفي، ولكل مكون إثني وطائفي حصة متفق عليها من المناصب السيادية ومقاعد النواب والوظائف القيادية، ولمناطقهم حصص مقررة من الميزانية الفدرالية، ولو تحرينا العدالة والانصاف لتبين أن حصة الأكراد والسنة العرب من المناصب السياسية والإدارية والدبلوماسية والأموال العامة والنفوذ أكثر بكثير من استحقاقهما العددي.

   ماذا يريد السنة العرب أكثر من هذا؟ كل شيء، أي العودة بالزمن إلى الوراء، عندما كان السنة يحكمون، والعراقيون الشيعة محكومين ومهمشين ومظلومين ومحرومين ومضطهدين إلا نفر قليل مرتبط عقائدياً أو مصلحياً مع الحكام السنة، أما الأكراد فيريدون مد دولتهم المستقلة إلى كل شبر مشى عليه كردي.

    من كان قصره من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، مثل يتكرر سماعه بين العرب، لأن الكثيرين منهم يرمون بالحجارة وما هو أشد فتكاً منها يميناً ويساراً، ومنهم حكام السعودية، مما يدفعنا لتفحص قصورهم الزجاجية.

    في السعودية أقلية شيعية، إماميون كما أهل العراق وإيران وإسماعلييون، ويشكلون حوالي 15 بالمائة من سكان السعودية، وهي نفس نسبة السنة العرب في العراق.

   وللعلم كافة شيعة السعودية عرب أقحاح، قبائلهم معروفة، سكنوا مناطقهم منذ القدم، وهم أحق بالبلاد وخيراتها من الكثيرين من سكان الحجاز وغيرها المنحدرين من أصول أسيوية والمتجنسين والأرقاء المحررين.

   في العراق رئيس مجلس النواب من العرب السنة، وكذلك نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء، ولهم عدد من الوزارات السيادية وغير السيادية وسفارات ومناصب عليا من وكالات الوزارة والإدارة العامة.

   في السعودية حيث يشكل الشيعة نفس نسبة السنة العرب في العراق، أي 15 بالمائة، رئيس مجلس الشورى سني،  ونواب الملك ورئيس الوزراء من العائلة المالكة وهم من السنة، ولم ولا ولن يوجد وزير شيعي واحد، لا في الحاضر ولا الماضي ولا المستقبل، ما دام آل سعود يحكمون بمباركة أحفاد آل محمد بن عبد الوهاب.

    في العراق حصة السنة من مقاعد مجلس النواب الثلث (33%)، أي حوالي مائة مقعد، أما شيعة السعودية فيشغلون 5 مقاعد فقط من أصل 150 مقعداً، أي بنسبة 3 % فقط، وهم معينون بقرار ملكي لا منتخبون.

   أعلى منصب شغله شيعي في السعودية هو سفير، وكان من نصيب الدكتور جميل الجشي لفترة قصيرة، سفيراً لبلاده في إيران، ولا يرقى الشيعة للمراتب العليا في الحكومة، ومن المحظور عليهم التوظف في القوات المسلحة والسلك الدبلوماسي والشركات الحكومية الكبرى، ويضطر البعض منهم لإخفاء مذهبه خوفاً من الاضطهاد والتمييز في المعاملة، وقد عملت مع أحدهم في مؤسسة سعودية، وبعد خروجه منها كاشفني بأنه شيعي، لكنه اضطر مرغماً على التظاهر بغير ذلك اتقاءً لشرور الطائفيين في المؤسسة، وهي ظاهرة غير موجودة البتة في العراق. 

   يستخرج النفط في السعودية من المنطقة الشرقية، حيث يعيش الشيعة، وهم أقل الناس استفادة من عوائده، وفي العراق يستخرج معظم النفط من مناطق الشيعة، ولسنة العراق حصة كاملة وغير منقوصة من عوائده.

    لا يحرم علماء الشيعة في العراق زواج الشيعي من سنية أو الشيعية من سني، أما في السعودية فدونه خرط القتاد، لأنهم في السعودية وغيرها يكفرون الشيعة، ويفترون عليهم أقبح الافتراءات، فيما خرج المرجع الديني لشيعة العراق ليقول بأن السنة ليسوا أخواننا فقط بل هم أنفسنا. 

    يتضح من هذه المقارنة السريعة أن شيعة العراق اكثر إنصافاً بكثير من حكام السعودية والبحرين، ويبقى أن نقول لحكام السعودية والخليج بأن لا ينهوا عن تهميش سنة العراق وهم يضطهدون شيعة بلادهم، والعار كل العار أن تنهون عن فعل وتأتون أسوء منه.

   إن أعظم صور العدل وأسمى الأخلاق أن تقول الحق على نفسك.

( للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)

22 حزيران 2014م     


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/23



كتابة تعليق لموضوع : هل يقبل سنة العراق بالمساواة مع شيعة السعودية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net