صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

آني إبن المايدنك للرصاص
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أنتظر عودته كل مساء, وتبقى عيناي متعلقة, بطريق الإياب, بمجرد أن أسمع الباب يطرق, أهرول مسرعا, لأكون أول المستقبلين, عاد والدي يحمل, معه الدفء والطمأنينة, وعبق الأبوة, ويملأ البيت بضحكات, أنتظرها بفارغ الصبر, بعد إنقضاء يومٍ طويل,  ولا أنسى الحلوى, المفضلة التي أحب, كل تلك المشاعر المختلطة, أختصرها بكلمتين عاد أبي.
من اليوم وصاعدا, لن أنتظر, ولن أراقب الطريق, و لن يرضي طموحي, حلوى  بعد الآن, بل ما يرضيني, إرث كبير قرر أن يتركه, لنا الوالد حين, أرتدى بزته العسكرية, أنه أرث لا ينتهي مهما, طال الزمن ولن يندثر, بل يتجدد كلما ذكر الفخر في موضع, وكلما ذكرت كربلاء, وكلما ذابت القوب حسرة, وأرتفعت  الأصوات لتنادي ,يا ليتنا كنا معكم, فنفوز فوزاً عظيماً, نعم إنه الفوز العظيم, الذي يتحسر عليه الجميع, منذ معركة الطف لغاية اليوم, أنه عبق الرجولة, الذي أشمه في ثياب والدي, وأجده بين حروف أسمه, وحين أدخل غرفته.
هذا هو الإرث الكبير, الذي أحدثكم عنه ياسادة, إنها الشهادة, في سبيل الدين والوطن, فقد  نقش والدي ,أسمه  في ذاكرة التاريخ التي, لا يرد في قاموسها النسيان, بحروف من نور, ممزوجة بعطر الرجولة, يفوح منها شذى كربلاء, ونسج من خيوط الشمس وشاحاً, زين به أكتاف المجد, وأختار بياض الوجه, يوم تسود وجوه وتبيض وجوه.
إنها نعمة توجَب علّيَ الشكر للباري, فأنا أبن من جاد بنفسه, وحمل العراق بقلبه, لست أبن مسؤول فاسد, حمل أموال, العراق بجيبه وحقائبه, فأورث أبنائه العار, فالفرق شاسع جداً, بين أرث تركه والدي, وأرث تركه مسؤول فاسد, لأبنائه وملئ بطونهم من أموال السحت, فشتان بين العار والإفتخار.
نعم فقد وسمت صدر والدي, جراحات تنزف مسكاً ,كجراح جون في أرض الطفوف, ووقف شامخاً كعابس, الذي لم يحنِ رأسه للسيوف, فأصبح أبي, أهزوجة نصر سترددها الأيام, سأمشي بين الناس, وأخبرهم عن صنيع والدي, فأجيب كل من يسألني "آني إبنالمايدنك للرصاص... لو ردت تعرف شكول..... روح للتاريخ عني واسألة",
 هذا ما قرأته في ,عيون أبن الشهيد البطل, حسن كاظم, من أبطال سرايا العقيدة, فقد وجدت في ,صورة أبن الشهيد, الصغير بعمره, الكبير بعنفوانه, صنيعاً لا يقل عن صنيع والده, فهو يقف قرب صورة  والده ,يرفع شارات النصر, ولم ألمح في عينيه إنكسار اليتم, أو وهن يشعر به الفاقد, نعم هذا هو جيل, تربى على أمجاد الطف, فلن يكون عطائه, أقل من ذلك, السلام على شهداء العراق, وأبنائهم وعوائلهم, فهم جميعاً يكتبون تاريخ العراق الحديث, فيجودون بالنفس والولد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/13



كتابة تعليق لموضوع : آني إبن المايدنك للرصاص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net