صفحة الكاتب : باسم العجري

بين جهاد مغنية والجهاد حكاية
باسم العجري

 منذ أربعة عشر قرنا، أطلق الحسين (عليه السلام) بوجه الظلم، صرخة فقال: " لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر لكم أقرار العبيد"، تلك هي شرارة المقاومة الأولى، نحو التصدي للباطل، تلك هي مبادئ الطف، تعلمنا كيف تكون الشهادة؟ وكيف نرسم لأنفسنا خط يعجز الأخرون الوصول إليه، شباب المقاومة على منحر الحرية، فرحين مستبشرين، يقدمون أنفسهم قربانا.

صباح وشمس تشع بدفئها، على ورود الحدائق، التي يسكن بقربها، أحياء تلك المقبرة، الذين لطالما كانوا يعشقون الحياة الأبدية، ويعتبرون الدينا معبر لسعادة أبدية، الجهاد لديهم من المهد إلى اللحد، شعارهم "هيهات منا الذلة"، والموت للمحتل، عاشوا حياة العمل الجهادي، وذابوا فيه، ذلك الامل الذي عشقوه منذ صغرهم، وتعلقوا به، واليوم احتضنوا الحلم الحقيقي ليصبح واقعا جميلا.

جهاد ولد في صلب الجهاد، معبرا عن قمة العنفوان الشبابي، فهو رسالة لكل شاب يحمل بين طياته معنى الرجولة، ويحدثهم عن معنى الشهادة، مبتسما يخط لنفسه ذلك الخط الإلهي الرصين، بفكره المتعالي على كل الآهات التي حملتها الأمهات، مجسدا ذلك الحلم الابوي، وحقيقة معنى الابوة التي حملها حجر بن عدي، لولده فأرسله إلى الجنان، مطمئننا عليه قبله.

رسالة الجهاد لها عدة معاني، لا يدركها ألا من لديه القدرة على فهمها، واستيعابها، خصوصا الشباب الذي لديه الهمة والعزيمة، لتحمل أخطار الطريق الرسالي، ولديه قوة تفكر بالنصر المؤزر، يراه بالبصيرة النافذة، تلك هي المشاهد التي توصل المجاهد الحقيقي، إلى درب الشهادة وهو مرتاح الضمير، تلك العيون بنظراتها حديدية، وجدت ضالتها، فختارة الالتحاق بركب القوافل لتنال الشهادة.

فكر المقاومة؛ نتاج طبيعي لوعي ثوري تحرري، تعلمه شيعة أهل البيت، من معلمهم وأمامهم الحسين (عليه السلام)، تلك الصرخة التي دوت في غياهب الزمن، لاتزال هي محور العقيدة والنصر، بل هي الجرعة المنشطة في كل زمن، وهي مصدر قوتنا، مهما حاول أراذل العرب من تشويه الإسلام، وتهديم أفكاره، سيبقى جهاد مغنية، رمز الشباب والتحدي، ورمز التحرر الثوري.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/23



كتابة تعليق لموضوع : بين جهاد مغنية والجهاد حكاية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net