صفحة الكاتب : اياد السماوي

كاظم حبيب يدعو لتقسيم العراق وإقامة الدولة الوطنية الكردستانية
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحت عنوان ( كيف يمكن تحقيق حلم الكرد بإقامة دولتهم الوطنية في إطار دولة كونفدرالية بالعراق ) , كتب عضو المكتب السياسي السابق للحزب الشيوعي العراقي كاظم حبيب مقالا دعى فيه الشعب العربي إلى مساعدة الكرد في تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم الوطنية المستقلة , وجاء في هذا المقال (( لا يخفى على أي إنسان عاقل بأن الشعب الكردي له حلم جميل ومشروع، حلم إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض وطنه كردستان. ومثل هذا الحلم يمكن أن يتحقق بالتعاون مع الشعب العربي بالعراق ومع بقية القوميات القاطنة بالبلاد. ويمكن أن يتم هذا في هذا الظرف بالذات حيث يمكن أن يتم الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وبشكل سلمي وديمقراطي بإعلان مشترك يتضمن ما يلي :
1- تنفيذا لحق تقرير المصيرللشعب الكردي يعلن الطرفان عن إقامة الدولة الوطنية الكردستانية على أرض إقليم كردستان وتتمتع بصلاحيات وواجبات دولة مستقلة .
2- تتشكل دولة كونفدرالية بالعراق من دولتين هما الدولة العربية والدولة الكردستانية ولكل منهما حكومة ومجلس نواب...الخ، مع مؤسسات مشتركة ترعى الكونفدرالية على وفق القانون الدولي. ومثل هذه الكونفدرالية يمكنها أن تعبر عن مصالح الطرفين في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة .
3- تأمين وحماية الحقوق المشروعة والعادلة المقررة في اللوائح الدولية للقوميات الأخرى وكذلك لأتباع الديانات والمذهب على وفق شرعة حقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية في إطار الدولتين في الكونفدرالية .
4- يحق لكل منهما فك الارتباط الكونفدرالي متى وجد ذلك ضروريا لمصالح شعبه. ويتم حسم الأمور العالقة بالطرق الديمقراطية والسلمية . ))
وسنفترض جدلا حسن النيّة في هذه الدعوة وإنها ليست مدفوعة الثمن , وأنّ نوايا الكاتب هي مصلحة الشعبين العربي والكردي والمصلحة الوطنية العراقية , نسّجل الملاحظات التالية : أولا / ليس هنالك مادة دستورية أو اتفاق مكتوب بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم يتعلّق بحق تقرير المصير للشعب الكردي وإقامة الدولة الوطنية الكردستانية , حتى يطالب الكرد بتنفيذه . ثانيا : إنّ الدعوة للدولة الوطنية الكردستانية لا يرتبط فقط برغبة الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم , بل أنّ قيام مثل هذه الدولة يرتبط ارتباطا وثيقا بتغيير الخارطة السياسية للمنطقة بأسرها . ثالثا : إنّ قيام مثل هذه الدولة سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وسيهدد السلامة الأقليمية وسيؤدي إلى نشوء نزاعات مسلّحة في عموم دول المنطقة . رابعا : إنّ الدعوة للدولة الكونفدرالية يتطلب إلغاء الدستور العراقي بأكمله وإلغاء العملية السياسية برّمتها وليس مجرد اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم . خامسا : إنّ حق تقرير المصير لأي اقلية أو جماعة يجب أن لا يؤدي إلى تقويض الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية للبلدان المستقلّة . سادسا : إنّ قرارات الأمم المتحدّة رقم 1514 في 14 / كانون الأول / 1960 والقرار رقم 61 / 295 في 13 / أيلول / 2007 , قد جائت واضحة في رفضها لكل محاولة تستهدف التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية لبلد ما . سابعا : إنّ الشعب الكردي في العراق قد قررّ مصيره بإرادته مرتين , الأولى عام 1924 حين صوّت لصالح البقاء ضمن الدولة العراقية في الاستفتاء الذي أجرته عصبة الأمم المتحدة على خلفية النزاع بين العراق وتركيا حول ولاية الموصل , والمرة الثانية بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 عندما اختاروا البقاء ضمن العراق الفيدرالي الموّحد .
فمن خلال هذه النصوص الواضحة والصريحة للقرارات واللوائح الأممية الخاصة بحق الشعوب المستعمرة بتقرير مصيرها , يتّضح أنّ حق تقرير المصير معني به الشعوب والبلدان التي تقع تحت الاستعمار المباشر من قبل شعوب وبلدان أخرى , ولا يقصد به الجماعات أو القوميات التي تعيش في البلد الواحد , ولو كان المقصود بهذا الحق كما يعتقد كاظم حبيب والقيادات الكردية , لطبّق هذا الحق على أمريكا نفسها أو بريطانيا أو روسيا أو فرنسا أو الصين أو الهند أو أي بلد يتكوّن من أكثر من قومية , هذا من جانب القانون الدوّلي , ولو رجعنا إلى الجانب التاريخي , ألم يكن أكراد العراق هم الذين قرروا مصيرهم بنفسهم عندما صوّتوا لصالح البقاء ضمن الدولة العراقية الحديثة في الاستفتاء الذي أجرته عصبة الأمم المتحدّة عام 1924 على خلفية النزاع الذي نشب بين الجمهورية التركية والمملكة العراقية على ولاية الموصل ؟ فهل ياترى كان تصويتهم للبقاء ضمن الدولة العراقية قد جرى بالإكراه والقوّة ؟ ألم يعودوا مرة أخرى ويقرروا بإرادتهم البقاء ضمن العراق الاتحادي الموّحد عام 2005 عندما صوّتوا لصالح الدستور العراقي الجديد ؟ فمتى كانوا مستعمرين من قبل الشعب العراقي حتى يطالبوا بحق تقرير المصير ؟ وأخيرا هل تسمح تركيا وإيران وسوريا لقيام مثل هذه الدولة ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/08



كتابة تعليق لموضوع : كاظم حبيب يدعو لتقسيم العراق وإقامة الدولة الوطنية الكردستانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net