صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

منفى مردوخ عن المدينة التي نساها الغزاة
عبد الحسين بريسم

الكتاب الاول
 مدينتي
التي تنام مبكرا
وتصحو من الجوع
 
مدينة   ..ماء القمر    
المدينة التي تنام مبكرا وتصحو من الجوع تسير فوقها الاموال وتحتها بحيرات النفط   وعلى الرغم من ذلك فانها اكثر مدينة تعرضت للاضطهاد والحرمان وعلى مدى تاريخها الطويل والتي مازالت تنتظر ان ياتيها الامل والخير بعد تلك العقود السوداء0يعود تأريخ مدينة العمارة إلى ما يقارب3000 سنة، وقد ذكرت أولى الدراسات التي تشير إلى ذلك، انه في عام1035 ق.م أسس ملك من ملوك البحر الأسرة الخامسة في بابل مدينة ميسان وحكم فيها ثماني عشرة سنة،
وقد اكد المؤرخون على وجود دولة ميسان في القرن الثاني  ق  م وتعاقب على حكمها ثلاثة وعشرون ملكا وعاصمتها المذار – جنوب قضاء قلعة صالح الحالية  وكانت دولة مستقلة عام 125 ق م  تحدها من الشرق عيلام ومن الغرب بابل  وقد حكم دولة ميسان ملوك البحر  وقد لجا مردوخ الى ميسان عام 721 – 710 ق  م بعدما هزمه سنحاريب واستقر في اهوارها
 
إزدهرت ميسان في العصر الفرثي وكانت فيها مدن تجارية وطرق تمر بها القوافل إلى تدمر وغيرها، وكانت ميسان دولة مستقلة في القرن الثاني قبل الميلاد.أما ياقوت الحموي فيقول عن ميسان، إنها كورة واسعة، كثيرة النخيل بين البصرة وواسط وقصبتها ميسان، جاء ذلك في معجم البلدان، أما إبن جرير فيقول ان ميسان ليلة أربع عشرة أي ليلة إكتمال البدر قمراً ويقال انها سميت ميسان لكونها أرضاً خصبة كثيرة الحشائش والأعشاب التي كانت تميس وتتمايل مع النسيم.
 ميسان كلمة مشتقة من الفعل – ماس- من ماس يميس ميسا والميس هو المشي المتاني المتبختر  وسكان ميسان عرفوا من عهد الاشوريين واصلهم من عرب الجزيرة العربية الذين هاجروا باتجاه الشمال على شكل موجات قبلية متتابعة واستقرت في مناقط متفرقة من الهلال الخصيب ومنها ميسان في العراق وقد عرفت ميسان قبل هذا الوقت فقد جاء ذكرها في التلمود البابلي باسم –ميشان- والكلمة مكونة من لفظين – ما- وتعني الماء -وشان- وتعني القمر ويعني الاسم – ماء القمر- وذلك لكثره الانهار والمسطحات المائية وانعكاس ضوء القمر على تلك المسطحات
 
 مملكة ميسان  هي مملكة   قديمة في  العراق تشير الدلائل إلى قيامها جنوب العراق في القرن الثاني قبل الميلاد, وذلك بعد تفكك إمبراطورية الاسكندر المقدوني. كانت عاصمتها خاراكس في منطقة  المحمرة حالياً، التي أسسها الملك هيسباوسينز عام 127 ق.م الذي لقبه المؤرخ  يوسيفوس فلافيوس يوسفيوس بالعربي، امتدت شمالا حتى جنوب  بابل في وسط العراق وعيلام جنوبا. كانت تشكل ميناء مهم على رأس الخليج العربي، حيث سيطرت على الملاحة في الخليج وفي شط العرب وأنهار كارون الكارون و دجله  و الفرات  وقد زارها الإمبراطور الروماني تراجان عام 116م وراى السفن تغادر منها إلى الهند, وكان لها قوة عسكرية مهمة حيث احتلت  بابل  وسيطرت على مناطق كثيرة وهزمت  عيلام  واحتلت مدينة عيلام نفسها.وكان لمملكة ميسان علاقات في بداية القرن 1 م مع مملكة حدياب ، وكان أحد الامراء الحديابيين وهو (ايزات) قد قابل أحد التجار اليهود في ميشان واقتنع بالايمان باليهودية فلما عاد أصبح ملكا على حدياب بين 30 -36 م بحسب ما جاء في كتاب (تاريخ يهودا)  يوسيفوس فلافيوس لفلافوس جوزيفوس وظلت المملكة قائمة حتى اكتسحها الملك الأشكاني (متر يدتيس الرابع) في الاعوام (128 -147 م) واحتل عاصمتها ميشان (كرخا) ونقل اهاليها إلى مدينة  فرات ميسان فرات – ميشان  التي كانت واقعة على نهر دجلة القديم جنوب المحمرة بحوالي (18 كم) وفي تلك الفترة دخلت المسيحية إلى ميشان خاصة في مدينة جنديشابور بواسطة مبشرين قد قدموا من مدينة انطاكيا وأخذ يطلق عليها (بيت هوزاي) التي ربما أصل كلمة الاهواز، وسميت جنديشابور من قبل ساكنيها (بيت لافاط) اي مكان الهزيمة وانتشرت المسيحية في منطقة  بيت قطراي  (قطر) وفي البحرين وفرات - ميشان (قرب البصرة فيما بعد).حكم هذه المملكة 26 ملكا، وكانت نهايتها على يد  أردشير الأول  أول ملك للفرس  ساسانيون|الساسانيين  قرابة عام 222 م.وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/30



كتابة تعليق لموضوع : منفى مردوخ عن المدينة التي نساها الغزاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net