صفحة الكاتب : غفار عفراوي

اعرف من قتل اللامي؟!
غفار عفراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يكون السؤال مطروحا من قبل الجميع خصوصا بعد الحادث مباشرة، وقد يكون الجواب الأول متوفرا وهو البعث وأتباعه وأذنابه الذين استطاعوا التغلغل في كافة مؤسسات الدولة بغفلة أو تغافل من الحكومة العراقية (الضعيفة)، أو بسبب التوافقات السياسية التي كان يرفضها المغدور علي اللامي المدير التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة التي استطاعت بعزيمتها وقوة قلبه (اللامي) أن تجتث عددا من رموز البعث من القتلة الصداميين الذين لم يرق لهم عمل الهيئة السابقة التي كانت تحت اسم هيئة اجتثاث البعث فغيروها – كخطوة أولى – إلى هيئة المسائلة والعدالة، ثم استمروا بضغطهم على الحكومة والكتل السياسية - المتبعثرة – من اجل إلغاءها للبدء بإعادة رموز البعث القدامى وإلغاء جميع أوامر الاجتثاث السابقة بحقهم إلا أن شجاعة اللامي وإصراره على إبقاء الهيئة – الدستورية – حال دون ذلك منذ سنين. إلا أن الأسلحة التي تمتلكها تلك الجماعات ليست سياسية وينتهي الأمر وإنما هناك تصفيات جسدية إن لزم الأمر وأسلحة كاتمة وإسالة دماء فلا خطوط حمراء تقف أمامها!.
إلا أنني اعتقد أن البعث ورغم انه المسؤول الرئيسي إلا انه ليس المسؤول الوحيد عن اغتيال اللامي فهناك دول إقليمية لها مصلحة في اغتياله منها السعودية والأردن وعدد من دول الخليج، وهناك مصلحة كبرى للاحتلال الأمريكي في إبعاد شخصية مثل اللامي عن المشهد السياسي الذي تحاول أن تصنعه بدون تدخلات أو مضايقات من احد مهما كان بارزا في الدولة العراقية فهي الراعي والمحامي واللاعب الرئيسي بل الوحيد! والبقية للتفرج فقط والمتفرج بطبيعة الحال له حق المشاهدة والصراخ والمطالبة لكن لا احد ينفذ ما يريد كما نعلم!
وبعيدا عن المصالح والفوائد التي تجنيها بعض الكتل والدول من مقتل اللامي، هناك الصراعات المستمرة الدائرة بين الكتل السياسية طمعا بالمكاسب والمصالح الحزبية والفئوية والطائفية التي جعلت من الدماء رخيصة جدا إذا ما قورنت بالمناصب والحقائب الوزارية ومصلحة الحزب، فضاع الشهيد اللامي ضحية لتلك الصراعات وأريقت دماءه الطاهرة فداء للعملية السياسية والتوافقات الحزبية والطبخات الديمقراطية!.
ومن هنا اعتقد أن الجميع مشترك في قتله، البعث، الأمريكان، دول الخليج، الكتل السياسية، والحكومة العراقية التي لم تستطع حماية رمز من رموزها السياسية والوطنية وهو الذي بقي وحيدا في الساحة يصارع ويجاهد متحديا كل التهديدات العلنية منها والسرية الظاهرية والخفية وفاء منه لدماء شهداء العراق الذين سقطوا على أيدي جلادي البعث المحتفلين اليوم بذهاب عدوهم ومسؤول اجتثاثهم..
سحقا للعملية السياسية، وتبا للديمقراطية، وتبا لوزارة المصالحة (اللاوطنية) التي تدعو لعودة المجرمين، وكلا كلا للطائفية والحزبية والفئوية التي تأخذ من العراق وتحرمه يوميا أفضل رجاله وأشجعهم وأكثرهم إيمانا وإخلاصا ووطنية.

كاتب ومحلل سياسي
gaffar70@gmail.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غفار عفراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/02



كتابة تعليق لموضوع : اعرف من قتل اللامي؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : البعث والدول الاقليمية في 2011/06/03 .

اصبت الحقيقة استاذ غفار
ونعم
سحقا للعملية السياسية، وتبا للديمقراطية، وتبا لوزارة المصالحة (اللاوطنية) التي تدعو لعودة المجرمين، وكلا كلا للطائفية والحزبية والفئوية التي تأخذ من العراق وتحرمه يوميا أفضل رجاله وأشجعهم وأكثرهم إيمانا وإخلاصا ووطنية.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net