قد يكون السؤال مطروحا من قبل الجميع خصوصا بعد الحادث مباشرة، وقد يكون الجواب الأول متوفرا وهو البعث وأتباعه وأذنابه الذين استطاعوا التغلغل في كافة مؤسسات الدولة بغفلة أو تغافل من الحكومة العراقية (الضعيفة)، أو بسبب التوافقات السياسية التي كان يرفضها المغدور علي اللامي المدير التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة التي استطاعت بعزيمتها وقوة قلبه (اللامي) أن تجتث عددا من رموز البعث من القتلة الصداميين الذين لم يرق لهم عمل الهيئة السابقة التي كانت تحت اسم هيئة اجتثاث البعث فغيروها – كخطوة أولى – إلى هيئة المسائلة والعدالة، ثم استمروا بضغطهم على الحكومة والكتل السياسية - المتبعثرة – من اجل إلغاءها للبدء بإعادة رموز البعث القدامى وإلغاء جميع أوامر الاجتثاث السابقة بحقهم إلا أن شجاعة اللامي وإصراره على إبقاء الهيئة – الدستورية – حال دون ذلك منذ سنين. إلا أن الأسلحة التي تمتلكها تلك الجماعات ليست سياسية وينتهي الأمر وإنما هناك تصفيات جسدية إن لزم الأمر وأسلحة كاتمة وإسالة دماء فلا خطوط حمراء تقف أمامها!.
إلا أنني اعتقد أن البعث ورغم انه المسؤول الرئيسي إلا انه ليس المسؤول الوحيد عن اغتيال اللامي فهناك دول إقليمية لها مصلحة في اغتياله منها السعودية والأردن وعدد من دول الخليج، وهناك مصلحة كبرى للاحتلال الأمريكي في إبعاد شخصية مثل اللامي عن المشهد السياسي الذي تحاول أن تصنعه بدون تدخلات أو مضايقات من احد مهما كان بارزا في الدولة العراقية فهي الراعي والمحامي واللاعب الرئيسي بل الوحيد! والبقية للتفرج فقط والمتفرج بطبيعة الحال له حق المشاهدة والصراخ والمطالبة لكن لا احد ينفذ ما يريد كما نعلم!
وبعيدا عن المصالح والفوائد التي تجنيها بعض الكتل والدول من مقتل اللامي، هناك الصراعات المستمرة الدائرة بين الكتل السياسية طمعا بالمكاسب والمصالح الحزبية والفئوية والطائفية التي جعلت من الدماء رخيصة جدا إذا ما قورنت بالمناصب والحقائب الوزارية ومصلحة الحزب، فضاع الشهيد اللامي ضحية لتلك الصراعات وأريقت دماءه الطاهرة فداء للعملية السياسية والتوافقات الحزبية والطبخات الديمقراطية!.
ومن هنا اعتقد أن الجميع مشترك في قتله، البعث، الأمريكان، دول الخليج، الكتل السياسية، والحكومة العراقية التي لم تستطع حماية رمز من رموزها السياسية والوطنية وهو الذي بقي وحيدا في الساحة يصارع ويجاهد متحديا كل التهديدات العلنية منها والسرية الظاهرية والخفية وفاء منه لدماء شهداء العراق الذين سقطوا على أيدي جلادي البعث المحتفلين اليوم بذهاب عدوهم ومسؤول اجتثاثهم..
سحقا للعملية السياسية، وتبا للديمقراطية، وتبا لوزارة المصالحة (اللاوطنية) التي تدعو لعودة المجرمين، وكلا كلا للطائفية والحزبية والفئوية التي تأخذ من العراق وتحرمه يوميا أفضل رجاله وأشجعهم وأكثرهم إيمانا وإخلاصا ووطنية.
كاتب ومحلل سياسي
gaffar70@gmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat