صفحة الكاتب : علي الزاغيني

العراق ودوامة التسليح
علي الزاغيني
ان الأوضاع الأمنية  في العراق  والصراع المستمر في التصدي  للإرهاب وخصوصا  ان قواتنا   في مواجهة مباشرة  ومستمرة مع الارهاب وتنظيماته وهذا  يتطلب دائما  تجهيز  وتسليح تلك القوات بأسلحة وأجهزة متطورة جدا تتلائم  التطور الحاصل   في صناعة الاسلحة   والمعدات  العسكرية وكفاءة  التدريب والمهارات لقواتنا الامنية  وخصوصا ان التنظيمات الإرهابية تمتلك أسلحة ومعدات حديثة لا تقل كفاءة عن أسلحة التي تستخدمها قواتنا المسلحة  .
في حقيقة الأمر ان المطالبات الأخيرة بتسليح العشائر وغيرها خارج نطاق الحكومة هو آمر يجب ان يعاد به النظر وان هذه المطالبات ربما ناتجة عن تدخلات خارجية او مصالح شخصية وهي خطوة غير صحيحة في بناء جيش قوي ومواجهة الإرهاب الأعمى , وإذا كانت العشائر فعلا بحاجة الى أسلحة  فيجب ان تكون تحت إشراف مباشر من قبل  الحكومة المركزية بعد تسليم تلك الأسلحة  الى مجالس المحافظات بشكل أصولي لتسلم الى المتطوعين  بعد تدريبهم   والتأكد من مهاراتهم باستخدام  تلك  الأسلحة  واستعدادهم على مواجهة التنظيمات الإرهابية , وهذا كله يجب ان يكون  بإشراف مباشر من قبل وزارة الدفاع .
لعل القرار الأمريكي الأخير بعدم تسليح البشمركة والعشائر والحشد الشعبي بالسلاح الا من خلال الحكومة المركزية العراقية  كان ردا  حاسما وقرار صائب  وسليم وربما ياتي مخالفا لتوقعات البعض  الذي راهن  بقوة على  تسليح العشائر والحشد الشعبي   والبيشمركة  خارج ارادة الحكومة المركزية  وقد يكون هذا القرار  جاء نتيجة  الجهود التي بذلتها الحكومة وخصوصا بعد لقاء الدكتور ألعبادي بالرئيس الأمريكي  , ويعتبر البعض من المصوتين على القرار الأمريكي  بعدم إرسال الأسلحة  خارج اطار الحكومة المركزية الى البيشمركة والعشائر والحشد الشعبي تجاوزا على حكومة بغداد وهذا ما ينافي  الاسترتيجية  الأمريكية   في الحفاظ على وحدة العراق  وخصوصا ان يواجه تنظيم داعش الارهابي .
ان  صفقات شراء الأجهزة والمعدات العسكرية  اثار البعض حولها شبهات فساد وخصوصا اذا  مااخذ بنظر الاعتبار ان البعض من تلك الاسلحة والمعدات العسكرية غير صالحة او قديمة  ومن مناشئ   غير معروفة   لا تتناسب وقدرات  أجهزتنا الامنية , ومن هنا يجب ان  يضع في  نظر الاعتبار كفاءة تلك الاسلحة وكفاءة استخدامها  وهذا يقودنا الى  عدم عقد صفقات شراء  الاسلحة   دون اختبارهها  وبيان كفاءة  تلك  الاسلحة  من قبل خبراء عسكريين .
كلما تعددت  مصادر استيراد الاسلحة كلما كانت هناك خيارات اكثر  وقدرة على  عدم فرض شروط من قبل الدول والشركات المصدرة    ويضعنا في  موقف جيد  يمكننا من خلاله ان نستورد ما يناسب قدرات  وتدريب اجهزتنا  وكذلك يكون مجال البحث الدائم عن السلاح  من مصدره دون   تدخل سماسرة  الاسلحة  وكما   تكون لدينا خيارات متعددة في حال تاخر  تلك الاسلحة  بقصد او بدون قصد من الدولة المصدرة ويضعنا في موقف محرج  , وهذا بكل تاكيد ما يجب ان يخطط له وفق  متطلبات الوضع الراهن الذي يمر به العراق والمنطقة  وليس تخطيط عشوائي  الغرض منه  بيع الضمائر والربح في صفقات  مشبوهة .
الجميع يعلم ان  القوة الجوية لها دور كبير و فعال في  تغير سير  المعركة  وتعتبر من اهم عوامل النجاح وحسم المعارك   لما  تمتلكه من قوة وتأثير كبير  وتمنح  القطعات  ثقة كبيرة لما تقدمه من اسناد ورصد  جوي   لتحركات  العدو  , وهذا ما يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار خلال عقد صفقات الأسلحة , وفي حقيقة الامر رغم ان العراق  لا يزال   ينتظر وصول طائرات ( F16)  التي كان متوقع وصولها ولا سيما هناك عدد من الطيارين يتدربون عليها وهذا ما يثير الريبة في مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية  بتزويدنا بهذه الطائرات  الحديثة التي نحن بحاجة اليها لمحاربة  تنظيم داعش الارهابي  ,  نحن بحاجة لهذه الطائرات في هذه المرحلة ويجب ان يكون لأصحاب القرار كلمتهم من اجل تصل تلك الطائرات التي متى ما وصلت سوف تتغير المعركة بشكل كبير ولاسيما ان من يقود تلك الطائرات العراقيين أنفسهم وهذا بكل تأكيد له دلالات كثيرة على حسم المعركة وطرد الارهاب .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25



كتابة تعليق لموضوع : العراق ودوامة التسليح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net