حرب وسجن ورحيل- 60
جعفر المهاجر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سنوات مابعد الحرب-5
اليوم هو يوم الثاني والعشرين من شهر أيلول ويتذكره العراقيون جيدا ذلك اليوم الذي انطلقت فيه الشرارة الأولى للحرب العراقية الأيرانية تلك الشرارة التي كانت بداية المؤامرة الصهيونية الأستكبارية الكبرى على العراق لتدمير أنسانه وبنيته التحتية واقتصاده وجعله بلدا محطما يعاني شعبه من الفقر والجوع والجهل والمرض و من أمراض أجتماعية أخرى كثيرة لايمكن شفاؤها لعشرات الأعوام وخاصة تدمير نفسية الأنسان العراقي وجعله أنسانا يلهث وراء لقمة العيش ليسد رمقه ويبتعد عن كل ما يجري حوله وفي العالم من تطور علمي وثقافي وحضاري . ولفتح شهية
رأس النظام العراقي لخوض حرب مدمرة قادمة لكي تسدد الضربة القاضية للعراق وشعبه بعد أن درس علماء نفس كبار شخصية ذلك الطاغية التي كان يبحث عن المجد بأي ثمن مهما كان باهضا وقد كان رأس النظام مستعدا لذلك تماما نتيجة عقد الطفولة والشباب التي رافقته و تأصلت في أعماقه وبحثه المستمر عن الشهرة والعظمة ليعوض ذلك الحرمان الشديد الذي كان يعاني منه بعد أن وجد نفسه بأنه قد أصبح الحاكم الفرد الوحيد في العراق الذي لايستطيع حتى أقرب المقربين أليه أن يرفع رأسه أمامه أو يبدي رأيا يخالف رأيه ولو كان واحد بالمليون . وقد ذكرت كل ذلك سابقا وهكذا
كان لهم ماأرادوا وما خططوا له من عشرات السنين وقد توفر المنفذ وهم المخططون البارعون الذين لاتفوتهم مثل هذه الفرص التي لاتتكرر ألا قليلا في التأريخ . ففي ضحى الثاني والعشرين من شهر أيلول أنطلقت نذر الشر والموت والدمار على العراق وشعبه وبدأ الهجوم العراقي الكاسح على الأراضي الأيرانية بمئات الطائرات المقاتلة وبعشر فرق مدرعة وبأثقل الدبابات وبالمشاة وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وسلاح البحرية وتوغلت بكل يسر وسهولة في عمق الأراضي الأيرانية ( ودخول الحمام مش زي خروجه)كما يقول المثل المصري لكنه كان حمام دم حقيقي بين
الشعبين وليس حماما عاديا حيث ذهب ضحية تلك الحرب مئات الألوف من خيرة الشباب العراقي وهذا ماذكرته أيضا في حلقات سابقة ولا أريد أن أكرر ماقلته سابقا . حيث أوهم الأمريكان وحلفائهم الصهاينة وبأيعاز من السفيرة الأمريكية (أبريل جلاسبي) بأن النظام الأيراني الجديد سيرفع الراية البيضاء بعد أيام من ذلك الهجوم ولكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن وجلبت تلك الحرب حربا ثانية أخرى عسى أن يتحقق المجد الشخصي الذي كان يحلم به الدكتاتور ويتردد أسمه وانتصاراته عبر المحيطات والبحارعلى حساب شعبه المغلوب على أمره تماما. وبعد الحرب الثانية فقد
العراقيون كل أمل في لأم جراح الحرب الأولى وبناء الوطن من جديد وكانت (أم المهالك ) هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى التي نعيش أجواءها المكفهرة اليوم وسيظل الأقزام يبتزون العراق ولو قبلتم أياديهم وأرجلهم ياحكام العراق الجدد وياأصحاب الأبتسامات العريضة ودعاة الذل والخنوع والتوسل.
ففي نيسان عام 1995م عم الخراب الروحي والمادي وتفككت العائلات العراقية وبرز الدكتاتور كأعظم منتصر في تأريخ الحروب!!! والحقيقة أنه وأجهزته القمعية الدموية قد انتصروا على الشعب العراقي في تلك الحقبة تماما وأخمدوا كل صوت للمعارضه. وبدت المعارضة في الخارج ضعيفة هزيلة غير موحده وليس لها رأس ولا برنامج واضح يأمل منهما الشعب العراقي خيرا وبعد اقتتال الأخوة من الحزبين الكرديين ومجيئ مسعود بارزاني ألى بغداد وتقديمه الطاعة والولاء لرئيس النظام مقابل أن يحصل على أربيل لتكون عاصمة له ولحزبه .وتسارعت الأحداث وقد خرج النظام العراقي قويا
شرسا مصابا بأبشع حالات جنون العظمة بعد الهجوم على أربيل ولكن على شعبه فقط. فأقيمت الأحتفالات على أشدها بمناسبة عيد تأسيس حزب البعث في السابع من نيسان وعيد ميلاد رأس النظام في الثامن والعشرين من ذلك الشهر وقد بلغت الأحتفالات أوجها بعد الأنتصارات الباهرة والساحقة التي حققها ( القائد المنصور بالله ) على أعداء العراق كما روجت أجهزة الدعاية الصدامية !!!وخرج رأس النظام بخطاب قال فيه جملة أتذكرها لحد الآن وهي (يحق لشعبنا العزيز أن يحتفل بعد زوال الغيوم السوداء عن أجواءالعراق واندحار الأعداء ..أعداء الأنسانية والدين والحق)
وانشغلت وسائل الأعلام بالأعياد التي ليس كمثلها أعيا د وصرفت الملايين من الدولارات في زمن الحصار في حين كان راتب الموظف لايكفيه لشراء طبقة من البيض ولولا قانون (النفط مقابل الغذاء ) الذي تبنته الأمم المتحدة رغم دخول الفساد أليه لهلك نصف الشعب العراقي وبقي صدام على رأس السلطة يقيم الأعراس والأحتفالات كأبهى ماتكون بمناسبة أنتصاراته التي لاتنتهي.!!!
بعد أن يئس معظم الناس من ساعة الخلاص وساءت الأوضاع وبلغت المأساة أوجها واشتد القمع بدأ الكثير منهم يحاول أن يهرب من الجحيم وكنت كأحد هؤلاء الناس أفكر في الأمر جديا حيث بعت كل متاع الدنيا واقترضت مبلغا من أحد الأشخاص ليكون في حوزتي مبلغا قدره (مليون ومئتي ألف دينار) وهو ثمن ثلاثة جوازات. ذهبت متعثر الخطى ألى دائرة الجوازات ويدي على قلبي خوفا من منعي من السفر كما كان يفعل مع الكثيرين كونهم أقرباء أعضاء حزب الدعوة وكل المعارضين الذين أعدمهم النظام أو من أقرباء المشاركين في الأنتفاضة الشعبانية وكذلك تم منع الأطباء والمهندسين
وأساتذة الجامعات لقناعة النظام بأن كل من يخرج من العراق لايعود أليه وهو في تلك الأوضاع الكارثية الرهيبة.وقد حول بعض أساتذة الجامعات عناوين وظائفهم ألى (كاسب ) أو (عامل ) ليتخلص من منع السفر وقد نجح البعض وتم اكتشاف البعض الآخر وأودعوا السجون لفترات طويلة.
دخلت على ضابط الجوازات وسلمت عليه وأعلنت عن رغبتي في الحصول على ثلاثة جوزات لي ولزوجتي ولأبني الطالب في الثانوية العامة. فنظر ألي نظرة أرتياب وقال لي (شنو شغلك؟ ) فأجبته معلم متقاعد . ثم عقب وزوجتك ؟ معلمة متقاعدة . وأبنك ؟ طالب في الثانوية فطلب مني أن أحضر الأوراق من مديرية التربيه وموافقة مدير المدرسه بسفر أبني وسترفع الأسماء ألى السلطات الأمنية العليا في بغداد للموافقة على سفركم وعليك أن تنتظر يومين و أذا حصلت الموافقه عليك أن تحضر الأوراق وثلاثة صكوك من مصرف الرافدين كل صك بمبلغ 400 ألف دينار.وكان يوما الأنتظار من أثقل
الأيام في حياتي وأذا لم تحصل الموافقه خاصة وأن لي ولدين خارج العراق فأننا سنتعرض حتما ألى الموت جوعا لعدم تمكني من شراء الغذاء الضروري لي ولعائلتي براتبي الضئيل بعد قطع الحصة التموينية عني وعن عائلتي.
ذهبت في اليوم الثالث ألى ضابط الجوازات وحالما وقع نظره علي أجابني قبل أن أسأله حصلت الموافقه ؟ ولم أصدق نفسي وللحقيقة أقول لم يطلب مني غير ثمن الجوازات وقال لي أريد موافقة من مدير المدرسة بخصوص سفر أبنك وبدون ذلك لايحصل سفره وكان مدير المدرسة بعثيا ولست على وفاق معه ؟ ذهبت ألى مدير المدرسه لأطلب منه الموافقه فرفض رفضا مطلقا وبعد عدة أيام من الأخذ والرد كتب لي ورقه وقال أختمها من معاون مدير التربية لشؤون الطلبه وتحقق الأمر بعد أن كتبت تعهدا بأن سفر أبني لايتعدى أكثر من شهر وسيعود ليؤدي الأمتحان. وسلمت الصكوك الثلاثة وجميع
الأوراق والصور ألى ضابط الجوزات وقال لي غدا ستحصلون على جوازاتكم ولم أصدق ذلك لشدة الضغط النفسي الذي كنت أعانيه وأشده الخوف من الوشايات البعثية والأمنية التي كثرت على أوسع نطاق في تلك الفتره. خاصة وأن في كل شارع عيون تراقب وترفع التقارير ألى المنظمة الحزبية ودائرة الأمن.
كانت ليلة الأنتظار ليلة صعبة ورهيبة لم أنم فيها لحظة واحدة وكانت عائلتي الصغيرة تشاركني ذلك القلق الشديد حيث تم أرجاع العديد من الأشخاص على الحدود بعد أن خسروا أموالهم . كنت في تلك الليلة أنظر ألى السماء بعينين شاخصتين أنتظر شروق الشمس لكي أذهب ألى دائرة الجوازات وقد قرأت الكثير من الأدعية وكررت دعاء الفرج لعشرات المرات رغم صعوبة فراق الوطن الذي صادره رأس النظام وجلاوزته وكنت أعرف وأدرك أن فراق الوطن والرحيل ألى المجهول سيولد الأسى والحزن والضياع في متاهات الغربه ولكن مافي اليد حيله وكما يقول المثل (مكره أخاك لابطل )وقد
وقعت بين خيارين أحلاهما مر فأما أن أموت أنا وعائلتي موتا بطيئا وأما أن أهيم على وجهي نحو المجهول عسى أن أجد منفذا ينقذني مما أنا فيه فتجار الوطن سلبوا كل أمل من عيون وقلوب المتعبين المضطهدين المسحوقين وحولوا الوطن ألى ضيعة لهم ولعصاباتهم وأعوانهم ورقصوا على جثث الشهداء بكل صلف وعنجهية واستهتاروعاثوا فسادا في الأرض والله أمر بالهجرة أثناء المحن وقد هاجر رسول الله وصحبه الأخيار هجرتين حين اشتد أيذاء كفار قريش لهم وأستطيع أن أقول دون أية مبالغة في القول أن جلاوزة حزب البعث هم أقسى وأبشع وأظلم من أولئك الظالمين البغاة في زمن
الرسول الأعظم محمد ص بما ذاق الناس منهم من عظيم المحن والأهوال. وقد أمر الله في محكم كتابه العزيز بالهجرة أذا اشتد الظلم حيث يقول في أحدى آياته البينات العديدة عن الهجرة التي ذكرها سبحانه في كتابه العظيم بسم الله الرحمن الرحيم: ( والذين هاجروا في الله من بعد ماظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون . )41-النحل. وكتاب الله الكريم يصلح لكل زمن وما أكثر المهاجرين اليوم من الظلم بعد أن تسلط الأشرار من الحكام وأبنائهم وعوائلهم على مقدرات الأوطان وهاهو وطننا العربي يدار من قبل حكام لايرعون عهدا ولا ذمة مع
شعوبهم وقد ملؤا الوطن بالسجون الرهيبة المظلمة وحقوق الأنسان مهدورة تماما في أوطان المسلمين لكن الوطن رغم جرائمهم وموبقاتهم وأفاعيلهم النكراء يبقى كالأم الرؤوم لأبنائه الشرفاء ينوح عليهم أذا فارقوه . ولكن البلاء الأكبر هو أهدار الحقوق في هذه الأوطان دون أي رادع من ضمير أو قانون فكل شيئ بيد الحاكم وعلى الناس أن يطيعوا الحاكم أطاعة عمياء وألا فالموت والسجون بانتظارهم وصدق الشاعر الذي قال :
وما بعض الأقامة في ديار
يهان بها الفتى ألا بلاء
فكيف بالأنسان أذا أهين وجوع وسحق كالنملة دون أية رحمة أو أنسانية وهو يرى بأم عينه أزلام السلطة يسخرون كل شيئ لأشباع رغباتهم المحرمة الجامحة التي لاتنتهي عند حد ألى اليوم الذي تنقطع فيه أنفاسهم ويذهبون ألى الجحيم غير مأسوف عليهم . كان الرحيل عن الوطن أمر لامناص منه رغم قسوته ومهما لاقى الأنسان من عنت وظلم واضطهاد في وطنه فسوف يبقى قلبه متعلقا بذلك الحبيب الأول والأخير ذلك الحبيب الذي تربى في حضنه واستنشق هواءه وشرب من مائه وتفيأ بظلال أشجاره وحمل أجمل الذكريات مع أهله الطيبين الكرماء وبقيت مزروعة في روحه وكيانه .
ورحم الله الشاعر الكبير أحمد شوقي الذي قال في بيت رائع من الشعر :
وطني لو شغلت في الخلد عنه
نازعتني أليه بالخلد نفسي .
ذهبت بخطى مثقلة ألى دائرة الجوازات صباحا ودخلت على ضابط الجوازات وأشار ألي بالجلوس فشعرت بانقباض نفسي شديد وراودتني مختلف الهواجس وشعرت بأن هناك أمرا ما ينتظرني. فنطق وقال جوازاتكم جاهزة ولكن لابد من تنفيذ أمر معين . فأجبته وما هو الأمر المعين ؟ فقال تذهبون ثلاثتكم ألى دائرة المخابرات فلديهم بعض الأسئلة لكم . وشعرت بجفاف شديد في حلقي لكنه طمأنني وقال لي (القضيه بسيطه هاي جوازاتكم فقط يحتاجوكم بالمخابرات لمدة خمس دقائق وينتهي كل شي. )ورفع سماعة التلفون بانني وزوجتي وأبني قادمون أليهم.
ولابد لكل مواطن عراقي يعرف ويعلم ماذا تعني دائرة المخابرات في زمن الدكتاتور المقبور. وقفنا نحن الثلاثة أمام باب الدائرة الكائنة في أحد الأزقة فسارع ألينا أحد منتسبي تلك الدائره وسألني هل أنت فلان وهذه زوجتك فلانه وهذا أبنك فلان أجبته نعم لقد بعثنا ضابط الجوازات أجابني ندري . وطالبني بالجوازات وقادنا كالأسرى ألى أحدى الغرف بعد أن أتصل بسيده وأخبره بجهاز كان يحمله وتم أدخالنا على مسؤول المخابرات . ووقفنا أمامه وسلمت عليه وكانت أمامه مجموعة من الأوراق في تلك الغرفة الأنيقة وفوق رأسه صورة ملونة ومزججة لرئيس النظام.وطلب منا
الجلوس.
وبادرني (تريدون اتسافرون ؟ ) وهو يقلب جوازاتنابيديه فأجبته بالأيجاب .
وين اتسافرون وليش؟ فأجبته نروم السفر ألى عمان لقضاء بعض أيام العطلة الصيفية.
فنظر ألي نظرات كلها ريبة وشك مع ابتسامة صفراء وهو يقول (لعمان بس وانته مطلع 3 جوازات ودافع مليون وميتين ألف وانته معلم متقاعد مو أحسن تصرف فلوسك ابلدك بزمن الحصار؟) فأجبته (صحيح كلامك . بس صارت رغبه من العائله يريدون يشوفون الأردن يكولون عمان حلوه وبيها عراقيين هوايه) فأجاب أجابة أستنكاريه : (ها عمان حلوه بس المليون والميتين ألف مو حلوه عندك لازم أنته زنكين وضلعك سمين تشتغل غير شغلة بالأضافه ألى التعليم ؟ ) فسكت فقال مرة أخرى ( هاشو سكتت ماكو جواب ) فأجبته (الأنسان لازم يشوف فد بلد حتى يغير شويه) فأجاب بلهجة ساخرة (اي والله حق.
المعلمين اريحيه وخوش أوادم مايزعلون من المقابل ويحبون النقاش . أنته معلم قديم من زمان نعرفك . ) فأجبته بكلمة : (أشكرك أستاذ ) فأجاب (العفو أنتو أساتذتنه المربين الطيبين الفضلاء !!! ) وشعرت بشيئ ولو ضئيل من الراحة النفسية . ثم أخرج أستماره وقال : (أحنه لازم نخضع للقوانين المرعيه سافروا الله وياكم بس عدنه أستمارة تعهد توقعون بيها بعدم دخولكم ألى سوريا تروحون وترجعون بالسلامه أن شاء الله.!!! ) وفي تلك اللحظات لو طلب منا مليون تعهد مقابل أستلام الجوازات لما ترددت أبدا ووقعنا نحن الثلاثة واستلمت الجوازات ولم أصدق عيني . وخرجنا بعد أن
ودعنا بكلمات طيبة ورافقنا أحد المنتسبين ألى الباب الخارجي . ووضعت الجوازات في جيبي وأنا أتحسسها كل لحظه وفي كل خطوة ألتفت ألى الخلف وكأن شبحا ما يتعقبني وقد راودتني أفكارا شتى وأنا في طريقي ألى البيت وقد جاوزت الساعة الثالثة بعد الظهر وكان الهواء لافحا رغم أيام شهر نيسان وقد خطرت على بالي في تلك اللحظات أحدى النكات للممثل السوري ياسر العظمه حيث كانت لديه معاملة يريد أنجازها وفي كل مرة ينتقل من مكان ألى مكان ليلصق طابعا عليها وبعد أن مل من كثرة التنقل لأنجاز المعامله طالب متهكما بأيجاد (وحدة للطوابع في البلد الواحد
قبل تحقيق الوحدة العربية المنشوده.) فحزب البعث (الوحدوي ) وشعاراته الثلاث الوحدة والحرية والأشتراكية والتي كتب عنها ميشيل عفلق وألياس فرح وشبلي العيسمي وبدر الدين مدثر وغيرهم من منظري هذا الحزب الفاشي عشرات الكتيبات والكراريس عن الوحدة العربية التي هي حلم الملايين العربية في نظره سقطت أخيرا في بالوعات المياه الثقيلة يمنع مواطن بسيط من زيارة بلد عربي مجاوروهكذا كان يختم على جواز أي شخص عراقي جملة ( يمنع من زيارة سوريا ) أنهم يقولون مالا يفعلون وهذا هو حزب البعث الغادر دائما وهو يستبيح دماء العراقيين بعد أن لفظته كل
النفوس الشريفة لفظ النواة ولا يمكنه أن يعود بأدرانه وغدره وسقوطه وجناياته ليحكم العراق وتبا له ولأحلامه السوداء. قضيت ليلة أخرى من الهواجس والقلق ريثما يطل الصباح لنتجه ألى بغداد ومن ثم ألى الأردن .
جعفر المهاجر/السويد
22/9/2010